في ليلة كاحلة عندما كنت عائدا إلى البيت، و كان الثلج يتساقط بغزارة، لمحت رجلا يجلس وحيدا و كانت معه مظلته، كان يبكي بحزن شديد، شدني هذا الأمر و ذهبت اطمئن عليه، فإذا به توقف عن البكاء، و سألته: ما يبكيك يا أبي؟ قال: انا لا ابك على حالي بل ابكي على أحوالها، فسألته: ما بها؟ ، قال لي: جرح و نزيف و تعذيب و قهر، فقلت في نفسي ربما تكون زوجته أو اخته أو أمه، فحاولت التخفيف عنه، فقلت له لا تقلق يا أبي فشمس النهار لا بد أن تشرق يوما بالضياء و ينقشع الضباب و تعود الأيام الحلوة، فسالني: اتحبها؟ ، فقلت باستغراب من هي؟ قال لي: التي ابك عليها بحرقة؛ قلت له: لا أدري عمن تتحدث؛ فقال: الله و رسوله أعلم، إن الله لا يعذب قوما حتى يضيعوا كل فرص التوبة، و يتجبروا و يستكبروا عن عبادته، فالتي ابكي عليها هي الأمة الإسلامية الجريحة، حصار و دمار ولا إباء و لا إخاء ابكي عليها بحرقة، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، انا ابكي ايضا لأني ما نمت منذ مدة و لم أدر ما أفعل فقد فقدت عملي و داري و أحبتي لا يوجد مكان يؤويني، فقلت: ما رأيك أن اخذك لمنزلي؟ ، قال لي :اانت واثق؟ اتاخذ رجلا غريبا إلى منزلك؟، فقلت له: انت لست غريبا انت ابي فانطلقنا نحو منزلي ، فبدأ يسعل فخفت عليه لكني لم أحدثه و استمررنا حتى وصلنا، فتحت الباب و ادخلته معي، فكان كل شيئ على ما يرام الا أمرا واحدا و هو أن الرجل بدأ يبزق الدم فخفت كثيرا و لم ادري ما أفعل فالوقت متأخر، فأعطيته عشاءا لكي يدفئ نفسه فنام الرجل على الاريكة، و نمت انا ايضا قدامه، غدا نهضت فلم أجده و لكن وجدت رسالة مكتوب فيها، شكرا على كرمك، يا بني في الحقيقة أنا لست رجلا بشريا انا ملك بعثه الله لك كي يمتحنك لكي يرا صلاحك، فعندما اخذتني إلى منزلك قد نجحت مبارك لك، ستصبح من أولياء الله و دعاءك أصبح مستجاب يا ليت الناس كلهم صادقون و طيبون مثلك، النهاية.
أنت تقرأ
ما أجمل أن يكون المرء انسانا
Non-Fictionتدور أحداث القصة بين فتى و رجل عجوز وجده في الشارع، فياخذ الحديث بينهما....