ودع ابنه وركب في تلك السفينة متجها الى الحرب وعندما وصل كانت الفوضى عارمة ..طلب الرقيب منه ان ياخذ فريقا نحو الجنوب حيث تكون الجبال..للالتحاق بالقاعدة العسكرية وانتظار الاوامر...وفي طريقهم تعرضوا للقصف من قبل الطائرات الحربية و الهجوم من الأعداء مما جعلهم يضلون طريقهم ويفقدون معظمهم ...في طريق نحو المجهول يكتشف القائد لويس قرية صغيرة هادئة قد تكون منقذهم الوحيد...وعندما هبطوا فيها رحب بهم الجميع واخذوهم الى العمدة الذي استقبلهم وطمأنهم بمكان تواجد المعسكر الذي يقع خلف هذه القرية ....ومكث لويس مع اصدقائه اياما بأمر الرقيب الثاني للمعسكر ليحرسوا القرية خوفا من الأعداء ..وتفاجئ هذا الرجل بطريقة تعامل هؤلاء الناس معهم وبالحب والاهتمام الذي حظي به بعد قسوة حرب لم تتوقف لسنين ثم سمع ان لهذا التعامل سرا تداول بين افواه سكان القرية وعندما استفسر عنه كانت الاراء مختلفة لكن الجميع نصحه بأن يتوجه الي "برينر" العجوز ليخبره عن القصة الاصلية كاملة ...وعندما دخل إليه وطلب منه ان يسرد ما لم يفهمه تطلع العجوز إليه وابتسم ثم قاده الى شجرة الصفصاف التي تتوسط حديقة المدينة ونظر أليها نظرة لم يستطع ان يفهمها لويس ، شيء من الالم،والفخر،والندم،والتحسر مد لويس يده الى كتفه وقال"أراك نتظر الى ما أبعد من هذه الشجرة " فنظر إليه العجوز واردف"الماضي شيء لن يغيره الزمان فكيف تتغير تلك القلوب و تتسع الحقد لترجع متفاخرة في ساحة لا يعرف منتصرها " فهم لويس ان تلك كانت الحرب "ألا ماذا تشتاق أيها العجوز ألا ماذا يشتاق كل سكان القرية بمجرد حديثهم عن الماضي" فاجابه ساردا "شيء لم نعشه ..قبل اكثر من خمسة قرون اشتدت الحرب فهربت مجموعة كبيرة من والنساء والرجال و الأطفال الى هذه الجبال وفي غضون قرن تمكنت من بناء قرية وعندما تحسنت الاوضاع بدأت في التجارة وازدهرت كثيرا رغم ان الدولة لم تعترف بها ضمن حدودها وتمر السنين وفي أحد الأيام يعم الجفاف الذي لم يفارق القرية لخمسة وعشرين عاما لم يقبل بهم أحد كلاجئين و كانو يدعوهنم بالمتطرفين لأن القرية كانت تبعد اميالا عديدة عن المدن وباقي الخرائط فكانوا يستغرقون وقتا طويلا لانتظار الماء ...في ذلك الوقت كان الناس جشعين يحبون انفسهم زاعمين ان الحرب القاسية هي التي جعلت منهم كذلك لكن الانسان عنيف بطبعه ،وعندما تحسنت الاوضاع و بدأوا يتلقون شيء من الدعم كانوا لا يزالون انانين لخسارة تجارتهم واموالهم واراضيهم...وصعب العيش مع هؤلاء الناس الذين صاروا يحتالون على بعضهم ويسغلون جميع جوانب الحياة كطعام يسد جوعهم للعيش و التسلية ...وذات يوم جائت امراة لاجئة تحمل ابنها الرضيع ،،امرأة لاجئة من حروب بعيدة تريد بعض الاحتماء و بدل ال
تقديم يد المساعدة تم وضعها في مقهى المدينة كي تعمل بكامل جهدها ليلا نهارا ليرموا لها كسرة خبز و كأسا من الحليب يكادون لا يعطونه لها في ذلك القبو البارد الذي تعيش فيه وبعد 7سنوات من الجهد ماتت المرأة المسكينة مخلفة طفلا صغيرا ...
أنت تقرأ
فتى المطر
Short Storyالسماء ،قد تكون اخر شيء تلجأ إليه لكنها لاطالما كانت تراقب فتى المطر...