اقتباس
_ ازاى هعيش مع واحد عاجز دمر حياتي وليه اخدمه يا بابا ارجوك أنا عاوز أطلق مش هقدر أعيش معاه
_ صدق اللى قال الولد بيفضل يرضع من أمه لحد ماتموت ، خلاص يا بنتي اعملى اللى انت عوزاه ...
Sh 1
كان يا مكان في يوم من الأيام ،طلعت شمس شموستنا على الحلوة القمورة اللى اتولدت في مدينة القاهرة الجديدة ، بنت مصرية جميلة اسمها نجوى بتتميز عن غيرها بملامحها الهادية ، بشرة خمرية ،وعيون بنية ، وشفايف رقيقة وردية ، أكتر حاجة حلوة فيها كانت غمزاتها اللى ظاهرة كل ماتتكلم او تضحك .
كان هادفها في الحياة اللعب والضحك والهزار بس كان عندها مشكلة .
اتربت الحلوة وسط أهلها ميسورة الحال المكونة من أب وأم ،وولد وخمس بنات ، وكانت البنت الوسطانية المهجور حقها بين الكبير والصغير .
الكل كان بيجي عليها وعلى حقها عشان كانت الفرد الضعيف فيهم وكمان لا بتحب المشاكل ولا المريسة .
كبرت نجوى قافله على نفسها ملهاش اصحاب بسبب اخوها الكبير اللى بيدخل في شؤن اخواته البنات في كل كبيرة وصغيرة ودايما يعقدهم في صحوبية البنات بتوع اليومين دول وان الجيل بتاعهم مش محترم ، ومن غباءه فشل مع كل إخواته الا نجوى عشان كانت شخصيتها مهزوزة شوية بسبب انطوائها بقت تحذر من كل شخص يتحاور معاها وتبعد عن الكل لحد ما دخلت الجامعة وبسبب السكاشن الاجبارية والحضور الملزم لكلية التربية اتعرفت على بنتين يمنى وتسنيم وطبعا ماكنتش هتقرب منهم وتعرفهم من غير يمنى لأنها اجتماعية أووى فصاحبتها في شلتها وبقي كل أصحاب يمنى هما أصحاب نجوى بس من بعيد لبعيد الا تسنيم لأنها كانت شبها أوى .
نجوي كانت بتروح الجامعة عشان تقابلهم وتفطر معاهم كانت بتحس انهم مش مجرد أصحاب بالعكس علاقتهم ببعض كانت قوية أووى تدخل في عِشرة الاخوات .
الأربع سنين بتوع الجامعة مروا زي الهوي .
ويوم التخرج كان كله عياط بسبب انهم خلاص كل واحده هتشوف حالها ومعتش هيكون في جامعة تاني ، بس اتفقوا هيبقوا على اتصال وانهم هيتقابلوا كل فين وفين عشان بلادهم بعيدة عن بعض.
وبعد مدة بسيطة كل واحدة انشغلت في حياتها يمنى وتسنيم اتجوزوا وبقي التواصل معاهم صعب ومش زى الأول .
وبقت نجوى لوحدها في كل حاجة ، أخواتها كلهم اتجوزوا الكبيرة والصغيرة ،والحياة اتعقدت معها لما ابوها طلع على المعاش وبقي الحال على القد فطلب منها ابوها انها تبدأ تشتغل وتشوف مصلحتها لأنه شال همها عشان مش بيتقدم ليها عرسان خالص .
والست الوالدة قالتلها
_ سيبك من موضوع الدروس في البيت واطلعى اشتغلى بره عشان الناس تشوفك وتتعرف عليك .
طبعا نجوى موفقتش في البداية ، وبسبب مامتها اللى مبتعرفش تستلم فضلت تلح عليها ،لحد ما فى يوم عرفت ان واحد من أعيان البلد عاوز شوية بنات من البلد يشغلهم في المول الكبير بتاعه .
وافقت نجوي تروح بعد ما مامتها قرصت عليها بان فلوس الدروس اللى بتعطيها قليلة جدا ،وخاصةً انها هتاخد مرتب حلو تقدر تجهز نفسها منه لو اشتغلت فيه .
وبرغم ان نجوى زعلت لان كل اخواتها.. أمها وابوها اللى مجوزنهم بفلوس ارضهم والقروض فاشمعنا هي اللى تجهز نفسها وكمان تصرف على البيت .
بس كتمت في نفسها متقدرش تطلب حاجة في وقت الحرج ده .
وبدأت نجوي تشتغل في المول الكبير في قسم الكشير (الحسابات )، كل البنات اللى كانوا معاها تعليم متوسط وهى الوحيدة اللى فيهم تعليم عالى ، ولكن الشباب اللى بيشتغلوا معاها معظمهم طلاب منهم الدكتور والمهندس ، فعرفت ان مش من حقها تحس بالغرور ، وان الشغل مش عيب ،وان صعوبة الحال تخل الملك ينزل سواق ، وكل المهن مش لأى حد مهما وصل للاجتهاد ، وكل وظيفة ليها أهمية في حياة الناس ،وغير كل ده اتعلمت حاجة مهمة في سوق العمل أن الكل متساوي ومفيش حد أحسن من حد ، ومن حق الكل يتعامل مع غيره بالحسني وبكل احترام .
ومن هنا اتعلمت تبقي صبورة وبقى كل همها يبقي في جيبها مبلغ تجيب بيه كل يوم أكله هنية لأمها وابوها .
ومرت الأيام على نفس النمط ،حتى جه اليوم اللى قلب كل الموازين ، وقف قدامها شاب باين علية في أواخر العشرينات ، بشرتة صافية وبيضة جدا مفهاش شائبة فانتبهت له بمنظره الغريب حبتين .
حط قدامها صندوق الحاجات اللى اشتراها عشان تحسبها في المكينة ، وبعد ماخلصت قالت بصوت هادى.
_ 140 يافندم ..
بص ليها الشاب باستغراب ورد وقال بنبرة معترضة
_أنا كل مرة بجيب الحاجات دى وتطلع تسعين جنية ..
_ طب ثوانى
راجعت نجوي المشتريات لقت ان عنده حق فاتحرجت جدا وطبعا سبب ارتباكها ان الشاب ده اشترى حاجات خاصة بالحريم ولما بصت على ايده وملقتهوش متجوز .. او خاطب فخافت منه عشان هي بتشك في اى حد قدامها وشخصيتها درامية .
_ اسفه ..انت حسابك فعلا تسعين .
اعطي ليها الفلوس وعنيه فضلت متركزة على شفايفها بطريقة غريبة ، دورت على الفاكة بسرعة واعطيته المتبقي من الحساب ومشي وهو بيبص ليها من بعيد .
حاولت تهدى نفسها وهى بتفكر أنه اكيد اشتري الحاجات دي لأخته زي ما أخوها كان بيجيب الحاجات دي ليهم .
_ ياترى هو بيستخدم ايه لبشرته عشان تبقي بالصفاء ده ..زى بشرة الأطفال بالظبط .
بتقولها نجوى وهى بتكلم صحبتها يمنى على تطبيق الماسنجر لترد عليها .
_ متشغليش نفسك ده شكله عيل نايتى .
_ بالعكس ..ده عنده عضلات وملامحه تحسيها حادة شوية ..
_ انت جبتيلي فضول .
بس ازاى راجل يشترى سويت هو مكنش محروج
_ ابدا ..مع ان كان فيه بنات بيستنوا دورهم وراه .
_ ناس عجيبة ..
وبقت نجوي تتكلم مع صحبتها يمني ثلاث ساعات في التفهات وميبطلوش ضحك وهما بيفتكروا حياتهم في الجامعة وقد ايه وحشتهم الأيام الحلوة دي .
وبعد يومين وفى نفس التوقيت راحت نجوى للخزنة عشان تقبض مراتبها وكان اليوم ده بالنسبة ليها يوم السعد .
مسكت المرتب وحطيته داخل شنطتها وهى راحة عشان ترجع مكانها لمحت الشاب ده واقف في قسم الحريم بيمشي ايده على ملابس الستات لا وكمان بيشم فيها .
طبعا عنيها كانت هتخرج من مكانها واتأكدت من شكوكها في الشاب ده ،فحولت تغير وجهة طريقها وتمشي من مكان تانى ، بس اخينا ده لمحها وشاور ليها وبيسألها على سعر قطعة من الملابس .
حكم القوي خلاها تروح له عشان المدير كان بنفسه بيراقب الكاميرات .
اى نعم مش شغلتها بس ممكن تتجزي على تصرفها في الشغل وانها مش ساعدت العميل .
فراحت له وهى حريصة انها تكون بعيده عنه بخطوات .
_ نعم يافندم ..
بتقولها نجوي وهى بترسم ابتسامه كدابة فظهرت غمزتها الرقيقة .
رفع الشاب حاجبه بعجب ورد عليها ..
_ تعرفي ان اسنانك حلوة أوى ونضيفة .
اتصدمت من رده وبعدت خطوة زيادة فلقيته ملهوف وبيقرب منها وبيضيف على كلامه وبيعطي ليها الموبايل بتاعه .
_ اكتبيلي رقم الحاج ..
نجوي كانت أول مرة تتعرض لموقف زي ده في حياتها فمكنتش عارفة تتصرف ازاى غير انها تروح على مكان شغلها جرى من غير كلمة واحدة .
وفضلت تكمل شغل وهى شايله هم الشاب ده لما يجي يحاسب .
وبعد ساعه كاملة ظهر قدامها ومعاه صندوق المشتريات وبيقدموا ليها وهو بيقول .
_ ياسر ..
_ نعم ..
_عمرى خمسة وثلاثين سنة موظف في بنك وشقتى جاهزة..هاه .... مش هتجبيلي بقي رقم الحاج ؟... يتبع
فضلا يرجي الضغط على ذر التصويت
#سارةمنصوردوارالشمس
#الفــــ سنـة لحـبـيـبـــــــــي
أنت تقرأ
ألف سنة لحبيبي (مكتملة)
Contoقصة قصيرة لكن ممتعه جدا لها مذاق خاص ، ستتناول معها أحداث غريبة لكن واقعية