فَلسَفةْ| يَوم إِعتِيادِي

65 10 2
                                    

كوارث البشر مخجلة، يعتقد البعض أن باستطاعتهم إطلاق الأحكام الشخصية على الآخرين، أمراض، مشاعر، أكاذيب إنهم يملكون دائما حق الحديث عنك والتكلم بشفاهك في حال كنت الشخص الصامت مع الاستمرارية في حلقة الأحاديث والافتراضات التي لاتنتهي، ينسون أنفسهم ونتهاوى نحن تحت أواسط تلك البلبلة نحاول إثبات عكسية تلك التراهات ونتوقع الأسوء دائما عنا، أظنها حلقة كئيبة من روتين حياتنا

الأمر لايتعلق بكوني ملاكا خاليا من هذه الطباع البشرية، لقد كنت نفسي من يحاول دائماً خلق تفاسير لكل مجهول حولي، لماذا بدا آرثر مشرقا صباح الأحد رغم رسوبه واليوم يبدو وكأن الأفاعي نهشت روحه؟

خلت أنه قد حظي بعلاقة حب مع فتاة أحلامه وحصلا على ليلة موجعة من ألم الفراق وتكاليف الوداع، كنت أسأل نفسي عن أهمية تلك العادات، أعني فيما يخص طقوس الوداع، لم أكن أتفق مع فكرة المأساة الكبيرة التي عليها أن تحدث دائما أثناء رغبتنا بالرحيل، إنها مسألة لا تتعلق بالوفاء أو بحجم المشاعر عندي، لكن ولطالما أردت أن يكون الأمر أكثر خفه، وأكثر خفه تكون في عدم الإعتراف بوجوده، يمكننا في وقتا ما أن نتوقف عن الإنسجام، عن اللقاءات، وعن الأحاديث، يمكننا فقط أن لا نكون متواجدين معا، بالعودة لافتراضي البحت حول آرثر، أشعر بالندم..

لايتعلق الأمر لمعرفتي سبب اكتئابه إنما فكرت مليا حول سهولة وضع تلك الافتراضات، لم انحصر موضوع حبيبته الخيالية وتركت باقي الإحتمالات الحتميه الأخرى، بعض من الأسى يضرب صدري.
إمتحان الرسوب كان بعد يومين، لم أجهز نفسي ولا أظن أن الوقت كان كافيا لذلك، كنت أبحث عن بعض من المنطقية اليوم بعد أن تم إعلان خبر موعد الإمتحانات بوقت ضيق وكأنه محاولة فاشلة لارضاء الضمير، إنهار العديد من الزملاء أثناء سماعهم للخبر، أما أنا فكنت أتساءل  إن كان علي شراء وجبه مغذية أو إصلاح حنفية الماء بتلك النقود المتبقية، نعم ولقد تفوق الطعام.

"لماذا انقطعت عنا كل هذه الفترة"

نويل قال وهو يحشر خبز الزبدة بفمه، لايبدو مهتما بما يقوله بقدر إهتمامه بخبز غري، إنه فقط يثرثر للتسلية فاحيانا أو كثيراً يحب نويل أن يبدو مسؤولا كأخ أكبر وبالنسبة لهذا فأنا مازلت أرى أنه من غير المقنع رمي بطاقة اليانصيب لهم نسبة لترتيب إجتماعي تم تلميعه ليكون وسام مشرف ملمع، وتفاديا لأي نقاشات أكثر حول هذه الفكرة بعقلي نظرت له مطولا وصمت

"لقد نسيينا"
أمي قالت ذلك مشاركة نويل درامته

" لاتهتم، لا أحد كان متواجدا"

قالتها غري فجأه وهي تدخل المطبخ حيث كنا ثم أضافت وهي تصنع تواصلا بصيرا معي

" أمي حظت بعطلة مع صديقاتها بأحد المنتجعات، نويل كان غير مكترث كعادته، وأبي يحضر مؤتمرا بالخارج'

" وماذا عنك؟"

" أحظى بالكثير من العطايا والمباركات"

" كاذبة، غري كانت فارغة"

نويل قالها ساخرا ينظر لغري ببعض الإنتصار وأضاف
" إنها تحن إليك ".

|جُونْ وانْتسُون|

أفْضلِيات أنْ تَكونَ زَهرَة حَائِط || مُذكَراتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن