12/ عدنا

267 26 21
                                    

انتهت اجازة الثلاثة اسابيع، وسأعود غداً الى الجامعة برفقة سيف، اتفقنا على ان نلتقي في المجمع صباح غدٍ السبت، يبدأ الدوام يوم الاحد لكننا سنذهب يوم السبت لترتيب امورنا وحتى لا نتأخر عن محاضراتنا في اليوم التالي

اشعر بالتوتر والحماس، لأنني سأراه بالطبع ولأنني عائد الى الجامعة اخيراً، اشتقت لاصدقائي ايضاً

استيقظت باكرا صباح السبت، بالرغم من اننا اتفقنا على ركوب حافلة الساعة الحادية عشرة الا أنني وجدت نفسي مستيقظا في السابعة، الطقس بارد ويبدو انها ستمطر!
اه رائع..الطقس رائع واليوم رائع

صنعت كوبا من القهوه وجلست بمحاذاة شباك المجلس المطل على ساحة منزلنا، لم يستيقظ احد بعد وما زال الوقت مبكرا جدا على استيقاظ سيف، انهيت قهوتي وانا اقلب مواقع التواصل الاجتماعي، لا شيء مهم

قمت في الثامنة والنصف لارتب اشيائي التي قمت بترتيبها بالفعل في اليوم السابق، لكن لا ضرر من التأكد

استيقظ والداي، واختاي الصغيرتان..وبدأ اليوم كما المعتاد، صخب واصوات في المطبخ لتحضير الافطار، اشتغل التلفاز على احدى قنوات الاطفال، صوت اشعال التدفئه في غرفة الجلوس
اه حياة صاخبة بحق...

-ستذهب الان؟ *سألتني امي

-نعم، غدا يبدأ الدوام ولا اريد ان اذهب متأخراً

-جيد، مع صديقك في الغرفه؟

-اه..نعم

-هذا جيد، يبدو شخصا لطيفاً

- اه.. و مهذب ايضاً، ستحبينه ان التقيتي به

-نعم سأحب ذلك، فلتدعوه الى هنا في المرة المقبلة

-....اكيد

انهيت تناول الافطار وخرجت، الساعة تقارب العاشرة
بدأت تمطر بشكل خفيف، شعور رائع، احب هذا الصباح

وصلت لمحطة انتظار الحافلة و لم يطل انتظاري، ركبت فيها متوجهاً الى المدينة، كانت الساعة تشير الى العاشرة والنصف
من المفترض ان نستقل حافلة الساعة الحادية عشرة ولكني لم اتلقى اي اتصال من سيف، ولا اجده هنا!!

اتصلت به، رن الهاتف مطولا قبل ان يرد بصوت نَعِس

-ممم

-ماذا ممم ؟ نائم ؟

-اه..عمر، أهذا انت؟

-صباح الخير سيد باندا، نعم هذا انا، و لن اسألك اين انت!

-اعتذر جدا قد غططت بالنوم

-متوقع -.-

-اين انت؟

- في المجمع، ألم نتفق على ان نستقل باص الحادية عشره!

-هاه؟ انت هناك حقاً، اعتذر جدا...سآتي على الفور.. اه، علي ان استحم اولا، تباً الجو بارد..انا في بيت شقيقتي قرب المجمع سأكون عندك بعد قليل *يتحدث بسرعه

-لا بأس لا بأس، لا تتعجل..لا يوجد لدينا عمل طارئ لنلحق به على اي حال، سنستقل حافلة الحادية عشرة والنصف، و الجو ماطر..أجل استحمامك الي حين وصولنا هناك حتى لا تصاب بالزكام

-اه، أتخشى ان اصاب بالمرض؟

-لا، ولكنني لا ارغب بالاعتناء بك

-ههههههه لا تستطيع إلا أن تفعل اذا مرضت حقا!

-....هيا انا بإنتظارك

- ههههه حسناً، أراك بعد قليل!

تبا لهذا الشقي الوسيم الماكر، سأنتظر داخل المحطة الى حين وصوله، ربما اشتري شيئاً ساخناً، ممم لا سأؤجل ذلك الى حين وصوله..

بعد ثلث ساعة تقريبا وصل سيف، و واضحٌ انه كان مسرعاً الى هنا..حجزت التذاكر بسرعة ولحسن الحظ ستنطلق الحافلة بعد عشر دقائق تقريباً
اسرعت الى المحل المجاور واشتريت عبوتين من المياه، كوبين من القهوه الساخنة و فطيرة محشوة بالشوكولاته لسيف، من المؤكد من انه لم يتناول شيئا بعد!

-تفضل هذه لك

-اوهه... شكرا لك، وفطيرة ايضاً؟!

-نعم، اظن ان الباندا لم تتناول شيئاً بعد

-ههههه صحيح، شكرا امي

ضحكت ونقرته على رأسه...هيا لنصعد الى الحافلة *قلت

-أتعلم...؟*بدأت الحديث ممازحاً* يفترض بي ان انزعج عندما تدعوني بأمي لكني لا افعل، لا اعلم لمَ!

-ههههه لا تنزعج، انا احب هذه الصفة فيك و اقول لك امي على سبيل المزاح لأنني لا اعلم اي كلمة استخدم وفي نفس الوقت لا أريد لذلك ان يتوقف!

-.....

-اه...هههههه لا تنظر الي هكذا لم اقصد شيئاً، انت فتىً مراعٍ وطيب

-معك فقط *قلت متسرعاً*
...اقصد انك صديقي المقرب لذلك اتصرف على هذا النحو، اهتم لأمرك لانك صديقي

-اه نعم، وانت صديقي المقرب جدا ايضاً

انطلقنا في وجهتنا الى العاصمة، شغلت هاتفي وتشاركنا السماعات، استمعنا لنفس المقطوعات السابقه بالاضافة الى غيرها، لم نتحدث كثيرا وبقينا هكذا الى ان وصلنا المدينة ومن ثم استقلينا سيارة اجرة الى السكن

ااه اخيرا عدت، اشتقت لهذا الهدوء

ما زلتُ هناك ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن