استيقظت صباحاً، اشعر بثقل في رأسي، جلست في سريري قليلا قبل النهوض لاراجع ذاكرتي عن ليلة امس المليئة بالمستجدات...
اللعنه...هل حدث ذلك حقا!!
فركت شعري بيدي وانظر لوجه سيف، لا شيء قد تغير...باندا يغط في نوم عميقنهضت وتوجهت الى دورة المياه...
واهه ما هذا الوجه يا عمر، تبدو كما وانك قد نمت لمئة عام، يستحسن بان لا تدعه يراك بهذا الشكل!
اوهه، هل فكرت للتو بمظهري أمامه؟!
ااه يا سيف..انتهيت من دورة المياه واحاول جاهداً ان لا اتعمق بالتفكير بما حدث لانني لست في المكان المناسب لفعل الامور الخاصه...اه هذا صعب.. تباً!!
غسلت وجهي وفرشت اسناني..اليوم الجمعة، لا محاضرات ولا طلاب...ماذا سنفعل؟
افكر وانا متجه الى المطبخ لأعد كوبين من القهوه، اشعر بأن برميل قهوة لن يكفي لهذا الصباحدخلت الغرفة لاجده ما زال نائما!
جلست على سريري وهو على يميني، اتأمل وجهه
حواجبه كثيفة و مرتبة، عيناه فيهما مدى واسع ما بينهما وبين حاجبيه، ربما هذا سبب تلك النظرة الساحرة والبريئة بنفس الوقت؟! اسأل نفسي
*ضحكت... نعم عيناك بريئة ايها الشقي!بدأ يتململ، لذلك عدلت جلستي ممسكا بكوب قهوتي
-صباح الخير *قلت
نظر الي بنصف عين و شعر مبعثر / اه لا تنظر الي هكذا *فكرت للحظه
-صباح النور *رد بصوتٍ نعِس، ثم اكمل* يبدو انك استيقظت مبكراً!
-اه..نعم، مبكراً جداً، انها الواحده ما بعد الظهر يا دب الباندا وانا استيقظت قبل نصف ساعة فقط
-اوهه..حقاً *يجلس في سريره* حسناً هذا ليس متأخراً جدا !
-لقد اضعت وقتك بالنوم !
-تذكر انك استيقظت قبلي بنصف ساعة فقط سيد عمر *يبتسم، ثم يكمل* اين قهوتي؟
-هه، اعتدت على ذلك..هذه هي هنا!
-نعم، اصبحت شيئاً اساسياً واحب ذلك منك تحديداً
-....حسناً، فلتشربها وتستعد طاقتك، ارغب بالخروج
-الطقس بارد، الى اين تريد الذهاب؟
لا اعلم، اتمشى قليلاُ
*شرب رشفة من القهوه ثم مد يده الي، نظرت اليه لوهله دون استجابه، رفعها قليلا بعد في اشارة منه الى ان امسكها، وفعلت
-تعال الى جانبي
-ماذا تريد؟
-ها؟ قلت لي بأنني شخص مرتبط الان! وما اريده هو ان يكون حبيبي الي جانبي في هذا الصباح البارد
*تدفق الدم الى وجهي.."حبيبي" يالها من احرف خفيفة اللفظ ثقيلة الوقع في القلب والعقل..
اقترب مني وقبلني على خدي ثم اتكأ على كتفي...-الان يمكنني قول، صباح الخير
-نعم، صباح النور
سيف جريء الى حد ما، يبهرني ذلك، فمن ينظر اليه من الخارج يراه شخصاً رزينا وهادئاً، لكنه بقلب طفل مشاكس...حسناً، ربما لهذا السبب تحديدا لم استطع إلا ان أحبه...
و انا لن اكون اقل منك شأناً يا عزيزي! * اقول لنفسي
وقفت امامه و رتبت له شعره المبعثر بيدي قليلا ثم قبلته على رأسه، هيا انهض، إن لم ترغب بالخروج فسوف ننظف الغرفة، علينا ان نفعل شيئا مفيداً-حاضر يا امي
-هههههه هيا انهضلم نخرج في ذلك اليوم، اشتدت الرياح والامطار، كان جواً عاصفا لا يناسب اي مشاريع خارجية لذا بقينا في السكن ولم نفعل الكثير .. رتبنا غرفتنا قليلا وتناولنا الغداء في بهو السكن ... اشياء معتادة كنا نفعلها دائما لكنها تبدو مختلفة واكثر خصوصية اليوم... ربما لأننا ... نتواعد!
- أترغب بمشاهدة فيلم الليلة *سألني
-نعم، لكن تصنيف كوميدي، ما رأيك؟
-اوهه، حسناً سيكون هذا جيداً..اي اقتراحات؟
- لا اعرف اياً منها لكنني ارغب بمشاهدة احداها الان!
- لا بأس، عندي خيارات جيدة..
شاهدنا فيلما مضحكا تلك الليلة وقد كان مضحكاً بحق، لا اذكر اسمه للاسف لكنني استمتعت جدا بمشاهدته. وبرؤية ردات افعال سيف الظريفة وسماع نكاته وتعليقاته...يبدو انني سأقترح مشاهدة المزيد من الافلام الكوميدية!
انتهى في وقت متاخر لذا لم نستمر بالسهر طويلاً، كانت ليلة هادئة ولطيفة...
ولم تخلو من بعض القبل اللذيذه بالتأكيد ...
أنت تقرأ
ما زلتُ هناك ..
Romanceمكتملة/ رواية على شكل مقتطفات ويوميات؛ مشاعر مختلفة وانعطافات من وحي الواقع...