ما زلتُ هناك ..

21/ رأيت الجنة!

استيقظنا صباح اليوم التالي في الساعة الحادية عشرة تقريباً، قامت والدة سيف بايقاظنا طرقاً على الباب، اظن انها لو لم تفعل لأستمرينا بالنوم!
لكني ممتن لهذا، فأنا لا ارغب بإضاعة وقتي القصير هنا نائماً!
قمنا و رتبنا الغرفة سويا،لم يخلو الامر من عبث سيف معي ومضايقته لي طبعاً، بدلت ملابسي، اخذت فرشاة اسناني والمنشفة وخرجت متجهاً الى دورة المياه

فاجأني وجود طفلة في المنزل، تبدو في العاشرة من عمرها.. وبدت هي متفاجأة ايضاً...اعني هذه غرفة سيف، من هذا الي خرج منها؟
خرج سيف من خلفي منادياً..اهلا ساره...تعالي!
اخذ يداعب شعرها ويقبل وجنتيها ثم وقف قائلاً بينما يمسك بيدها

-هذا ساره ابنة اختي التي تسكن بالقرب من هنا..
ساره..هذا صديقي المقرب والمفضل والذي احبه كثيرا..عمر!

-اهلا ساره، تشرفت بمعرفتك *مددت يدي مصافحاً و ردت علي بخجل

اكملت طريقي الى دورة المياه بينما اخذ عمر يحدث الطفلة ويسألها ان كان يوجد احد غيرها هنا..
حسناً، بما ان هذا هو "بيت العائلة" فأظن ان تواجد احد ما بشكل مستمر امر بديهي

خرجت من دورة المياه متجهاً الى صالة الجلوس، والدته في المطبخ تحضر الافطار والطفلة تساعدها بما تستطيع فعله..سيف يساعد بترتيب مكان تناول الطعام
وقفت مكاني افكر بما يجب علي فعله اعني، لا اريد ان اجلس بلا مساعده!
سألت والدته ان كانت تريد اي مساعدة، ابتسمت وطلبت مني بلطف البدء بنقل بعض الصحون

كنت سعيداً بهذا، انها تعاملني كسيف تماما، لا اشعر بأنني ضيفٌ غريب هنا، أصبحت من اهل المنزل بالفعل!

زيت، زيتون، زعتر، لبنه، مربى العنب، قشطة محلية الصنع، بيض مقلي بالسمن، بعض الطماطم والخيار المقطع، حمص، شاي بالنعناع و خبز طازج !
بسيط جدا، و لذيذ جدا!!

انتهينا من تناول الافطار وساعدتهم في نقل الصحون وترتيب المكان..سألتنا ام سيف ان كنا نرغب بفعل شي ما فأخبرها سيف انه من الممكن ان نخرج للتجول في القرية قليلاُ

-بعض اخوتك سيأتون في المساء *قالت

- ممم لكني اريد الخروج! *رد سيف

نكزته لانبهه وقلت بأنه لا بأس في ذلك، لا داعي لأن يتقيد ويقيد عائلته بوجودي!
نظر الي عابساً...هذا الفتى المدلل يرغب بأن تكون الاشياء كما خطط لها و إلا ستظهر غيمة سوداء فوق رأسه مباشره *ضحكت

اعتذرت والدته وقالت بانها ترغب ان تذهب لغرفتها قليلا ولحقت بها ساره، يبدو انها متعلقة بها جداً

-حسناً، ماذا الان؟ *قال سيف

-هل لديكم قهوه؟ *سألته ممازحا

-بالطبع لدينا، وان لم تتوفر سأحضرها سريعاً

-ههههه حسنا هذا جيد، مزاجي في ايدي امينه!