ظن الجميع أن الجد مات فحاول عمه ضربه عندما استيقظ لكن الممرضة أقبلت نحوه قائلة "سيدي لقد انتهينا من وضعه في العناية المركزة بقي أن تعدل أنت مؤشراته!"
شكرها و ذهب بصمت هناك حيث يرقد جده لينطق بتعب "هذا شكري لك على تلك اللحظة التي حركت فيها مشاعر أبي نحوي!! ... يمكنني كرهك براحة بعدها!"
ابتسم ساخرا من نفسه ليرحل نحو بيته الجديد فهو متعب للغاية ... مر في طريقه على مدرسة شقيقه ليجده يتعرض للتنمر فرغب في تجاهله لكن تلك الدموع قيمة بالنسبة له حقا ...
أوقف السيارة و خرج منها ليبعدهم قائلا بابتسامة خبيثة "أنا جراح و يمكنني أن أخيطكم مع بعضكم و لم تتمكنوا من الحركة مجددا لو لمستموه!!"
اعتذر الصبية عن ذلك ليلتفت هو نحو شقيقه الحزين و يتنهد قائلا "هات يدك!! ... سأعيدك ما دام السائق متأخرا!"
أخذه الى السيارة ليداوي له كدمة وجهه قائلا بانزعاج "انت معتاد على عدم السماح للآخرين بالتنمر عليك!! لماذا خفت منهم فجأة؟!"
أشاح بنظره بعيدا عن شقيقه قائلا بحزن "منذ أن تم اختطافي قبل سنة و نصف لم أعد أستطيع مواجهة الغرباء ... كنت معتادا عليك أنت كي تشجعني و ما شابه لكنك رحلت أول ما أخبرتك أنني أكرهك ... بالطبع سأكرهك فقد ربيتني فقط لتحقق انتقامك و تجعل أبي يتألم بفراق ابنه ... كنت أحمقا فقد أخبرنا المعلم أن فاقد الحنان لا يعطيه!! ... و ذلك ينطبق عليك!"
وضعه الأكبر في حضنه قائلا ببرود "اعتبرني ما تريد ... يمكنني أن أبني نفسي جيدا عندما أبتعد عن الجميع ... لكن أولا سنصلح مشكلتك الاجتماعية الغريبة هذه!!"
احتضنه بقوة و حثه على البكاء ليعود به نحو القصر و يخبر فيدريك أن يعلمهم ... التفت للخلف فقابلته نظرات الفتى المندهشة من رقي البيت فعبس و جلس على الأريكة يخرج هاتفه قائلا "سأخبر أبي أنني سأبقى هنا لأيام!"
رفع هارلين حاجبه فصغيره اصبح وقحا حقا ... أخذ منه الهاتف قائلا "لدي قوانين صارمة هنا ... الأطفال فقط يدرسون و ممنوع عليهم العبث بالهاتف!!"
كشر في وجهه قائلا "أكرهك!! ... انت من تخلى عني وقتها فلماذا تتظاهر بأنك المظلوم؟!" ... توجه المعني نحو المطبخ قائلا ببرود "لا أعرف لماذا تتحدث و كأننا نعرف بعضنا؟! ... أنا أيضا لا امتلك أي إخوة و لا أنتمي لعائلة روكر بل الى عائلة اندرسون!"
لم يعره الصغير اهتماما و هو يشاهد التلفاز و يندمج معه فتنهد مبتسما لأنه يكفيه أنه بخير و أمامه ...
نظر بابتسامة الى رسوماته من الخلف لينفخ في أذنه متسببا في فزعه فصرخ بغضب "هالي!!! ... لقد أفزعتني!"
أنت تقرأ
أقدار من رماد || Fates of ashes
Acciónمعاني الدفئ تجتمع كلها في عبارة "والدان محبّان" لكن ماذا لو كان حبهما و حمايتهما السبب الرئيسي لكل أنواع العذاب الذي تعيشه على مر سنين حياتك هارلين التوأم الذي ولد بجينات العائلة المعادية لعائلته التي نبذته بسبب ذلك و ذاق الألم من نعومة أظفاره من أ...