29/ الى لقاءٍ قريب

158 18 15
                                    

انتهت رحلة الثلاثة ايام، كانت رائعة ومنعشة جداً!
تسلقنا المنحدر وانزلقنا على الحبل المعلق، كان ذلك حماسياً جداً ولا يخلو من شعور الرهبة ولكن هذا ما يجعله اجمل!
سهرنا تحت ضوء النجوم والقمر واستمعنا الى الموسيقى التي عزفها احد المتواجدين على آلة العود...كانت ليلة شاعرية وجميلة لكل الحاضرين!

جمعت ذكرياتٍ رائعة في هذا المكان ومن المؤكد انني سأعود الى هنا في المستقبل...
يوجد في موقع المخيم متجر صغير يبيع بعض الهدايا والتذكارات يدوية الصنع كالحُلي الفضية والتحف، و يعلم سيف انني مغرم بهذه الامور لذا سألني اذا ما كنت ارغب بالقاء نظرة قبل الذهاب، وبالطبع اجبت بالقبول!

يوجد هنا صابون صنع يدوياً وبإضافات مختلفه حسب نوع الاستخدام، شموع وتحف خشبية ومعدنية، اطباق فخارية مزخرفة .. احزمة جلدية و بعض المطرزات والاكسسوارات ...
اشتريت بعض الواح الصابون المختلفة لأمي و أطباقاً مزخرفه، احببت شكلها و الوانها جدا..ستبدو جميلة فوق رف التحف في المجلس على ما اعتقد!

خرجنا من المتجر متجهين الى الكوخ استعداداً لتوضيب اغراضنا وترتيب المكان قبل المغادرة، فاجأني سيف باخراج كيس قماشي صغير صنع من المخمل الاسود ومغلق برباط احمر، نظرت اليه مستغرباً منتظرا منه ان يقول لي ما هذا!

-هيا افتحه !

-*فتحت الكيس*.... سيف!

- ههههه ما رأيك؟

- متفاجئ!

- فقط؟

- و سعيدٌ بالطبع!!! اعني... لقد قدمت الي خاتماً !!

-نعم نعم، وانظر الى هذا *رفع يده اليمنى* ارتديت خاصتي بالفعل.... لا تقف هكذا، هات يدك، ان لم ترغب بارتدائه فأنا من سيفعل!

- لا تكن احمق، بالطبع أرغب !

*يعتريني شعور غريب! اعني انا سعيد بالطبع، فالمعاني التي يحملها الخاتم كبيرة جدا، لكن كان هذا مفاجئاً قليلاً ...

-لا تحدق فيه هكذا...تعمدت ان اعطيك اياه الان حتى تبذل جهدك لنكون معاً مستقبلاً، و اشمل نفسي بهذا الكلام!
رؤيتي لك في اليومين الفائتين جعلني لا اطيق صبراً حتى نجتمع سويا تحت سقف واحد مجدداً... ابقهِ معك وتذكر انني احبك واريد ان اقضي ما تبقى من حياتي بقربك

-... نعم، وانا ارغب بذلك...سأبذل كل ما في وسعي لتحقيقه

سار امامي ممسكاً يدي بشدة... اشعر بالثقة و الحب و القوة..لا خوف ولا حزن ولا قلق من القادم..نحن الاثنان سنحصل على ما نريد، سنحصل على سعادتنا معاً بغض النظر عن ما يواجهنا من صعوبات .. سأتحدى كل شيء من اجلك سيف !

وصلنا الى الكوخ، قام علاء و امين بترتيبه بالفعل، ممتن لهذا، جهزنا امتعتنا استعداداً للرحيل واتجهنا الى نقطة التجمع في المخيم...ودعنا علاء و امين وانطلق كلٌ منا الى مدينته

-كانت رحلة رائعة *قلت

-صحيح، استمتعت بها كثيرا

-سنلتقي مجدداً، صحيح؟!

-بالطبع!! كيف لا افعل

-هذا جيد...دعنا نحافظ على هذه الروح..سيكون كل شيء على ما يرام!

-نعم بالتاكيد...

وصلنا الى وجهتنا و عاد كلٌ منا الى منزلة، لكن هذه المرة بمعنويات جيدة و واصرار اكثر على ما نرغب بتحقيقه...
سنفعل ذلك

ما زلتُ هناك ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن