¦6

1.9K 97 92
                                    

وَهَلّ تَظُنِين أنّ البُعدَ يَقتلُنِي؟
وَأنّ قَلبي لا يَقواكِ مُنفرِدا؟
أنّا التَلاشِي وَاللاشَيء فَانتبهِ
أنّا الوِجُود، وَكُل النَاسِ لا أحَدا
.....................................

تنظر ريما لروز مع إبتسامة جانبية كلها خذلان ثم تدخل مسرعة دون أن تستمع لنداءات روز..
تلحق بها روز محاولة إيقافها
"ريما توقفي".. "ريما اسمعيني ارجوك"
تدخل ريما المصعد الكهربائي ولم تستطع روز إيقافها
يأتي وسام من آخر الممر ماشياً بإتجاه روز
"مابك رو.." تصفعه بقوة قبل أن يكمل كلامه وسط ذهول الجميع!
"حقيير" تصرخ بعصبية
يضع يده على وجنته موجهاً نظراته التي تملؤها الدهشة نحو روز
ترفع سبابتها مهددة "اقسم لك سأدمرك إن تأثرت علاقتي بزوجتي"
يفتح المصعد تدخل روز وهي تناظر وسام بقرف لتذهب إلى حبيبتها
لم يستوعب وسام ردة فعل روز القاسية ولم يتخيل قط أنه سيتعرض لإهانة كهذه في هذه المشفى التي لا يخفى فيها شيء
يمسك هاتفه بقوة حتى تكاد عروق يده تنفجر ويمشي مسرعاً إلى حديقة المشفى
يجري إتصالاً هاتفياً إلى المحققة نيرمين
ترد عليه بعد عدة رنات..
"أهلاً وسام"
"أهلاً نيرمين.. كيف حالك؟"
"بخير ماذا عنك؟"
"لا أعلم.. على أية حال قد حدث كم اتفقنا يمكنك أن تتحدثي مع ريما"
"حسناً هذا جيد لكن لما تبدو غاضباً"
يطبق أسنانه متكلماً بعصبية  "لأنني لم أتخيل بأني سأتعرض للإهانة لهذا الحد؟"
"اوو ماذا حدث؟"
"لقد صفعتني أمام الجميع"
" ههههه يا آلهي "
يقول ببعض الدهشة " نيرمين أتضحكين! "
تتنهد "مابك وسام.. ضرب الحبيب زبيب"
" الآن علي أن أغلق.. وداعاً "
" وداعاً "
يذهب وسام مسرعاً قبل أن ينال عقاباً من الطبيبة لورين ، بينما روز مازالت تلحق ب ريما وها قد وصلت أمام مكتبها تتنهد وترتجف يدها  لتدير مقبض الباب وتدخل
تجلس ريما خلف مكتبها منهمكة بين أوراقها لتقول دون أن ترفع ناظريها" لا أريد رؤيتك "
" ريما دعيني أشرح.. "
تصرخ بها "إلى الخارج"
تقترب روز بضع خطوات "ريما.. اسمع.."
تقول بنبرة يعلوها الغضب "قلت لك أخرجي لا أريد رؤية وجهك هذا حتى! "
تدمع عينا روز وتخرج مسرعة لتتلقى تنبيه من صديقتها سندس فتعلم أن لورين أنتظرت قدومها كثيراً لتذهب بأقصى سرعة.
تصل روز.. تجد لورين يعلو وجهها علامات الغضب والجدية
"كم الساعة دكتورة روز؟ "
تجيب بإرتباك "اا الثامنة وعشرون دقيقة.."
" أتمنى أن تتفهمي أننا في مشفى يجب عليك إحترام عملك ورسالتك هذا الإهمال يثير غضبي.. أنني صديقتك خارج المشفى لا يعني أن تتصرفي بهذه الطريقة مفهوم! "
تومئ روز دون إجابة وتضغط بأصابعها على راحة يدها لتنقذ نفسها من الإنهيار في وجه أحدهم.
" وسام و رغد إلى الإسعاف " يذهبان بسرعة فور سماع ما املته عليهم.
" سندس سترافقينني " تكاد تدمع سندس من شدة فرحها فهي سترافق حبيبتها المستحيلة طيلة الدوام
" أما روز مهمتك اليوم هي نقل عينات بول المرضى إلى المخبر "
تقف روز بجمود وتعقد حاجبيها لتخرج عن صمتها قائلة " مهلاً ماذا قلتي؟ "
تربع يداها " أظن كلامي واضح دكتورة "
" لكن هذه ليست بمهمة طبيبة! "
تهز رأسها وتبتسم " همم إذن مهمتها أن تتأخر عشرين دقيقة عن إنقاذ الناس"
تقترب منها لترمي بين يديها اسماء المرضى التي يتوجب عليها اخذ عيناتهم ونقلها إلى المخبر وتكمل طريقها برفقة سندس التي ضلت تحدق بروز نظرات تحاول تهدأتها.

تخرج ريما من إحدى عملياتها تذهب إلى مكتبها لتنال قسطاً من الراحة يرن هاتفها معلن عن وصول مسج جديد

من نيرمين :  مرحباً صديقتي الجميلة لقد مر وقت على لقائنا الأخير قد يكون بالنسبة لك وقت قليل لكنه بالنسبة لي كثير لا أعلم لما أشعر بالإرتياح النفسي فور رؤيتك ومجالستك لذلك قررت اليوم أن ادعوكي لتناول العشاء معنا انا ووالدتي و أتمنى ان تصطحبي معك زوجتك روز لأنني لم احظى بشرف التعرف عليها عن قرب أكثر.. خالص محبتي و أشواقي.
تغلق الرسالة دون أن تجيب ثم تستلقي على الأريكة لترتاح قليلاً.

بينما روز تركض بين اروقة المشفى المتشعبة من مريض لآخر تنقل العينات و تنتظر النتائج
يمضي نهارها بساعات شاقة فلم يسعها أن تستريح حتى خمسة دقائق بالإضافة إلى انها لم ترتح لحظة من التفكير بريما وما فعله وسام كانت تنتظر نهاية اليوم لتتحدث مع ريما وتشرح لها كل شيء ولكن هل سيكون الأمر بهذه البساطة كما تظن روز؟
تقترب إحدى الممرضات نحو روز حاملة بين يديها باقة من الورود مختلفة الألوان
تبتسم روز إبتسامة عريضة لتقول بينها وبين نفسها
" ريما لن تتغيري تثوري كالبركان تارة و تصبحي برقة جناح فراشة تارة أخرى "
تأخذ الباقة وتحتضنها تستنشقها بحب وتذهب مسرعة وسط انظار ريما التي أتت كي تخبر روز للذهاب معها إلى نيرمين دون أن تبدي خلافهما
لكنها اكتفت بالمراقبة عن بعد.
توقف الممرضة "من أرسل تلك الباقة؟ "
" الطبيب المقيم وسام "
" عودي لعملك "
تخرج هاتفها لترسل رسالة إلى نيرمين : شكراً لدعوتك نيرمين لكن روز متعبة قليلاً اليوم لذلك سنقوم بزيارتك في وقت آخر..
وقبل أن ترسلها تهز قدمها بعصبية ثم تتنهد لتعاود مسحها و إرسال رسالة أخرى مختلفة : شكراً لدعوتك نيرمين ، روز متعبة قليلاً لذلك سآتي بمفردي.

تجد روز كرت صغير داخل الباقة لتفتحه
" اعتذر عن كل شيء "
تدمع عينا روز فهي اشتاقت لحبيبتها بشدة يوماً كامل دون رؤية ريما أو الحديث معها يؤلم كثيراً
تقوم بتبديل ثيابها تتفحص هاتفها لقد اعتادت على رسالة من ريما تخبرها بأنها تنتظرها في السيارة لكن اليوم لم تتلقَ شيء.
تخرج من المشفى لترى ريما تقود سيارتها بعيداً عن المشفى ، تعقد حاجبيها بعدم فهم فتُتمتم لنفسها
" لما قط ترسل لي الورود و تذهب بدوني لم أعد افهم شيئاً "
تذهب للشارع العام وتشعر بثقل في صدرها
توقف سيارة أجرة لتقلها إلى المنزل
تقف أمام الباب تفتح حقيبتها لتخرج المفاتيح الخاصة بها لكنها لم تجدها بحثت مراراً وتكراراً دون جدوى ، قامت بطرق الباب عدة مرات لتفهم أن ريما ليست بالداخل.
تخرج هاتفها لتقوم بالإتصال بريما ، يرن عدة رنات ليتم فصل الخط بالنهاية تتنهد روز بعمق فتقرر معاودة الإتصال لتصلها رسالة نصية
من حبيبتي❤️ : لا أريد رؤيتك في منزلي

يتبع..

الخطيئة الطاهرة "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن