الفصل الأول

4.3K 539 68
                                    

الفصل الأول

شعرت بالملل الشديد فنهضت من فراشها واقتربت من فراش خالها ثم ربتت على كتفه بهدوء لكنه لم يستيقظ فرفعت أحد حاجبيها بتعجب وأمسكت بأذنه ثم جذبتها بقوة فاستيقظ هو من نومه وهو يصرخ قائلًا:
- ااااااه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

اتضحت الرؤية له ووجدها ابنة أخته الصغيرة فنظر لها وقال بعتاب:
- حد يشد ودن خاله وهو نايم كدا يا نور؟ أنا افتكرت فيه عفريت في الأوضة

ربتت على كتفه بهدوء قبل أن تقول بصوتها الطفولي:
- معلش يا خالو بس أنا زهقانة ومش جايلي نوم

لوى ثغره وأمسك بهاتفه ليرى الساعة فوجدها قد تخطت الواحدة بعد منتصف الليل فعاد بنظره إليها مرة أخرى وهو يقول بصوت يشوبه الرغبة في النوم:
- الساعة 1 زهقانة ايه بس، العالم كله نايم، بصي هقولك على حاجة نامي وبصي للسقف وعدي من واحد لمية هتلاقي نفسك نمتي قبل ما توصلي لمية وإياكي ثم إياكي ومعاهم تالت إياكي أهو تصحيني من النوم تاني، أنا عندي شغل الصبح وكمان هاخدك معايا ومش عارف صاحب الشغل هيقول ايه، يلا عودي من حيث أتيتي

عاد لنومه مرة أخرى بينما عادت هي إلى فراشها وجلست على طرفه بحيرة فهي ترغب في فعل شيء يسليها وأثناء تفكيرها ابتسمت بعد أن خطر ببالها فكرة، نهضت من مكانها وسارت على أصابع قدميها حتى لا يستيقظ خالها، اتجهت إلى الخارج ووقفت أمام المطبخ وأمسكت ذقنها بتفكير قبل أن تقول بصوت غير مسموع:
- لا مش هينفع افتح الغاز علشان الأنبوبة هتتفجر! أها أنا أولع في الريسبشن والأوضة اللي هناك دي

بالفعل اتجهت إلى داخل المطبخ وقامت بإحضار قداحة ثم اتجهت إلى الاستقبال وقامت بإشعال النيران في مقعد ضخم من القطن ثم اتجهت إلى الغرفة الأخرى وقامت بإشعال النيران في الفراش الموجود بها قبل أن ترتسم ابتسامة على وجهها وهي تقول:
- كدا خالو هيقوم يطفي الحريقة ومش هيجيله نوم ويقعد معايا

لاحظت انتشار الحريق بشكل كبير وسريع فركضت بسرعة إلى غرفة خالها وصرخت بصوت مرتفع وهي تقول بخوف:
- قوم يا خالو البيت بيولع، خالو الحقنا هنموت
نهض من فراشه بسرعة بعد أن سمع ما تقوله وركض إلى الخارج فوجد النيران تلتهم كل شيء حتى إنها امتدت إلى غرفة أخرى وبدأت تتجه إليهم، ركضت «نور» تجاهه بخوف شديد فهي لم تعتقد أن الحريق سيزداد إلى هذا الحد الكبير فقام هو بسحبها ووضعها خلف ظهره ليحميها من النيران التي تقترب بسرعة كبيرة، نظر حوله بحثًا عن شيء يُخمد به النيران لكنه لم يجد كما أن الحريق وصل لأبعد من المرحاض وها هي النيران تقترب من المطبخ، اتجه إلى غرفته وسحب لحافه ثم عاد إلى الحريق مرة أخرى وبدأ في ضرب النيران ليُخمدها بواسطة هذا اللحاف الضخم لكن حدث ما لم يتوقعه حيث اشتعلت النيران به أيضا فألقاه بعيدًا لتزداد الحريق أكثر وأكثر.

شركة المنقذين المحدودةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن