Part 1

4K 189 9
                                    

-أنتِ يا زفتة ياللي اسمك ليل.
-:نعم يا ماما.
ـ جتك موو، أنا قولتلك كام مرة مبحبش كلمة ماما دي؟ أنا مش أمك يختي ولا عمري هكون.
ـ أنا لما قولتلها ماما كنت بقولها بتلقائية، مكنش قصدي أضايقها! دموعي خانتني ونزلت على خدي، وبصوت مرعوش قولتلها: حاضر يا طنط؛ نعم كنتِ عايزاني؟
وبنبرة كلها شك كانت بتسألني: يعني طول النهار كنتِ جوه أنهاردة ومحدش شاف وشك! أية كنتِ بتعملي أية كل دَ؟!
رديت عليها ببساطة: بذاكر، امتحاناتي خلاص مش فاضل عليها غير يومين.
وبسخرية وعدم أقتناع قالتلي: طب قومي ياختي اغسلي المواعين اللي في الحوض، قال بتذاكري قال، تلاقيكي بتكلمي شباب على المحمول؛ ما أنتِ ماشيك على طول آعوَج.
وبما أني متعوده على الأسطوانة الجميلة دي، فَمردتش عليها وسبتها ودخلت على المطبخ.

                             "هي"

أنا ليل، عندي 18 سنة، في 3ثانوي، وخلاص كلها يومين وأمتحاناتي تبدأ، يعني خلاص فاضل تكة على حلمي، بحلم طول عمري أني أدخل طب، طب قسم أورام، من يوم ما أمي ماتت وأنا مستنيه اليوم اللي أفتح فيه مستشفى للأورام، وأعالج فيها كل مرضى الأورام والسرطان، ومتهيألي مش محتاجين أعرفكم على سعاد.. طنط سعاد؛ مرات بابا، بابا أتجوزها وأنا عندي 9 سنين، يعني بعد موت أمي بسنة، وطبعًا مش محتاجين أقولكم معاملتها معايا عامله أزاي؛ عشان أكيد عرفتوا، بس أكيد عايزين تعرفوا سبب معاملتها ليا صح؟ تمام هتعرفوا مع الأحداث؛ زي ما هتعرفوا حاجات كتير أوي عني وعن حياتي، وعشان تعرفوا أهم مشكلة في حياتي لازم أقولكم موصفات شكلي، أيوا محدش يستغرب.
أنا ولا طويلة ولا قصيرة؛ تقدروا تقولوا طولي مناسب، بس جسمي نحيف شوية، وعيوني عسلي ، وشعري أسود غجري مجعد، أما بقى لون بشرتي؛ فهو أسمر؛ ومن هنا أتسميت ليل؛ وبالظبط زي ما جيه في دماغك دلوقت هو ده سبب أكبر مشاكلي " التنمر على لون بشرتي وجسمي النحيف"

                         ***************
- طنط سعاد أنا نازله.
-في داهية يا حببتي.
مهتمتش لردها لأني تقريبًا أتعودت، وسبتها ونزلت.

- ألو يا وعد...  الحمد لله يا حببتي، عاملة إية أنتِ؟.. أنتِ فين؟... آه آه شوفتك أهو.
قفلت معاها لما شوفتها دخلت الشارع اللي كنت مستنياها فيه.

- أنا جيت.
ضحكت أنا وبمسك أيديها عشان نمشي وقولتلها:  نورتي يختي، يلا بسرعة هنتأخر على الدرس.

- أووف اي كل ده؟ ده أحنا كنا شوية وهنلزق في الكراسي!
ضحكت على كلامها اللي عمره ما هيتغير لأنها مش بتحب الدروس وده بسبب إنها بتزهق من القاعدة لمدة طويلة، ضحكت بيأس منها وقولتلها: يعني مراجعة ليلة الأمتحان عايزاها تكون قد أية يا وعد؟!
مرتدش على كلامي لأنها كانت بتشاور لصحابها يقربوا وبتقول لهم: نهلة جميلة تعالوا.
وفعلًا جُّم ناحيتنا وسلموا علينا.

نهلة: أزيك يا بيبي؟
كانت جملة بسيطة موجهة لوعد، بس قالتها بعد ما بصتلي بقرف! مهتمتش؛ وقولت أكيد أنا اللي فهمت غلط.
وعد: الحمد لله يا روحي،  أزيك يا جميلة عاملة أية؟
جميلة:  الحمد لله.
وعد: آه نسيت أعرفكم، ليل صاحبتي؛ ما انتوا عرفنها يا بنات.
تقريبًا وعد حست بأحراجي منهم فقالت تعرفنا على بعض؛ ده على أساس أننا منعرفش بعض مثلًا؟!
-آه عرفاها، أزيك؟
خرجت من تفكيري على جملة جميلة ليا.
- الحمد لله.
قولت الجملة وسكت، وقبل ما أستأذن عشان أمشي كانت نهلة بتميل على وعد وبتوشوشها  بكلام مسمعتوش، بس الغريبة أنها كانت بتبصلي!
نهلة: أنتِ أية اللي ممشيكي مع الأشكال دي بس يا بنتي؟
وبنغزة في كتف نهله من وعد: بس يا بت اسكتي.
حسيت بحرج شديد وأنا واقفة وسطهم، وأحساسي أنهم بيتكلموا عليا مكنتش عرفه أكدبوا، وبصوت مبحوح قولت.
- طب أنا ماشية بقى عشان أتأخرت، سلام.
سبتهم ومشيت من قبل ما أسمع رد حد فيهم عليا، سبتهم وأنا حاسة أنهم بيضحكوا عليا!
                      ***************
الحقيقة أحساس ليل كان صح، وفعلًا أول لما بعدت عنهم بخطوات كان صوت ضحكاتهم بيعلى أكتر وأكتر.
كانت نهلة بتحاول تسيطر على نفسها من الضحك وقالت: أي يا بنتي الأشكال اللي أنتِ ماشية معاها دي؟ أنتِ مش شايفه شكلها عامل أزاي؟
آيدّتها جميلة وهي بتقول: أيوا يا بنتي،  ولا لونها؛ يامامي تحسوا أنهم بيخوفوا بيها الأطفال.
وبعد ما خلصوا كلامهم وسخريتهم كانت صوت ضحكاتهم بتضوي في المكان من تاني، سيطرت وعد على ضحكها وقالت بتبرير لموقفها: يعني هو أنا هعمل إية بشكلها منِك ليها؟ كفاية عليا أنها دحيحة وبتنفعني في الأمتحانات  وطول السنة بتنقذني  من أيد أبويا وأمي بدرجادي العالية، ده غير بقى أنها معايا في اللجنة؛ يعني ممكن تنفعني آخر السنة.
ضحكة عالية خرجت من نهلة وهي وبتغمزلها وبتقول: أما أنتِ عليكِ دماغ يا بت، لأ وأنا اللي قولت بتحبيها وبتاع، أتاريكي مش سهلة.
-يا بنتي كلوا فوق المصلحة، ولا أية؟
كانت دي الجملة اللي قالتها جميلة ليهم، وفعلًا هي دي الجملة الوحيدة الصح اللي أتقالت من حد فيهم؛ فعلاقتهم هما الثلاثة كانت ومزالت مبنية على المصلحة فقط يا عزيزي.
ضحكت وعد ونهلة على جُملة جميلة، وبضحك قالت وعد: في دي بقى تروو من هنا لبكرا، يلا بقى نروح ناكل في أي مكان عشان أنا جعانة.
                           ************
أحب أعرفكم بيهم.
وعد، صاحبة ليل الوحيدة، هي ملجأها وكل ما ليها في الدنيا، بتعتبرها أكتر من أخت ليها، وده بسبب أنها البنت الوحيدة اللي قربت منها ومتنمرتش عليها، أو نقدر نقول متنمرتش عليها قدامها..
وعد شعرها أسود مموج، طولها وجسمها متناسقين، وبشرتها قمحاوية، وعيونها بني.
جميلة: تكون صاحبة نهله المُقربة، أو نقدر نقول ضل نهلة، وده بسبب ماشيها على خط سير نهلة مبقاش ليها شخصية، ولا حتى تفكير مُستقل!
جميلة هي أقصر وحده فيهم، جسمها متناسق مع طولها، شعرها أسود سواد الليل، وعيونها خُضر زي الخُضرا، وبشرتها فاتحة.
أما نهلة: فَهي رئيس مجلس أدارة الشلة، هي اللي بتحرك الكل زي ما هي عايزة، وكل حاجة بتكون عايزاها بتكون لصالح مصلحتها في المقام الأول.
نهلة شعرها بني قصير، وعيونها أسود، بشرتها قمحاوية، أما طولها؛ فَهي طويلة، أطول وحدة فيهم، وجسمها برضه متناسق جدًا مع طولها.
                   ****************
                               "هي"

بدون عنوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن