الفصل الرابع
فُتحت البوابة الخاصة بالإنقاذ وتقدم «مراد» من خلالها بملابسه الحمراء، عبر إلى الجهة الأخرى فوجد فتاة تقف أعلى سطح منزل وتهدد بالانتحار وفي الأسفل يقف الكثيرون، نظرت تلك الفتاة إليهم وقالت بنبرة تحمل التهديد:
- لو مقبلتوش محمود أنا هنط دلوقتيابتسم بمجرد سماعه لتلك الجملة وتأكد أنه بالفعل على أرضه، خلع خوذته ووضعها أرضا وهو يقول بهدوء:
- معلش يا بنتي مش مكتوبلك تتجوزي محمود
وضع خوذته وركض بسرعة إلى الأسفل وخرج من هذا العقار، وقف أمام سيارة أجرة وأوقفها وهو يقول بجدية:
- أي قسم قريب من هنا ياسطا
استقل المقعد الأمامي بجوار السائق الذي نظر إليه بتعجب شديد بسبب تلك الملابس فنظر إليه ليقول بصرامة:
- أنا المقدم طيف أيمن وفي مهمة تنكرية بتبصلي كدا ليه!
اتسعت حدقتا السائق وانطلق على الفور وهو يقول:
- آسف يا باشا اللي ما يعرفك يجهلك
في تلك اللحظة تذكر أنه لا يملك المال فقرر التصرف على طريقته وما إن أوصله السائق إلى قسم الشرطة نظر هو إليه وقال بجدية:
- طبعا بما إني كنت في مهمة ومتنكر أكيد مش معايا فلوس، أنت بتوصيلك ليا خدمت البلد ولا هتقول عايز فلوس وتاخد حق خدمتك لبلدك!
رفع السائق يديه أمام وجهه وردد على الفور:
- لا يا باشا دي بلدي بردو، الله يعينك
- جدعتركه وترجل من السيارة ثم انطلق إلى الداخل وأوقف أحدهم قائلًا:
- فين مكتب مأمور القسم
رفع أحد حاجبيه وردد بسخرية:
- مأمور القسم مرة واحدة! تعالى مكتبي أنا المقدم خالد الجيار أما نشوف حكايتك
بالفعل اصطحبه إلى مكتبه وجلس هو على كرسيه وأشار إليه لكي يجلس أمامه وما إن جلس حتى قال «خالد»:
- ها عايز مأمور القسم في ايه؟ شكل فيه حاجة مهمة
هز رأسه بالإيجاب عددة مرات وقال بلهفة:
- أيوة فعلا يا باشا حاجة مهمة جدا، أنا شقتي ولعت امبارح وكنا هنموت وفجأة اتفتحت بوابة من عالم تاني ودخل منها حد لابس أحمر في أحمر وأنقذنا، روحنا هناك بقى طلعوا شركة اسمها شركة المتقذين المحدودة وقابلنا الملكة بتاعتهم وقالت إننا أنا وبنت أختي لازم نقعد اكتر من سنة نشتغل علشان نستحق الإنقاذ ده، الملكة دي شكلها مفترية، بعدها صحيت النهاردة روحت استلم الشغل وبعتوني هنا انقذ حد بس هربت وجيتلك يا باشا علشان تيجي معايا وننقذ بنت اختي، هم في عالم تاني غير بتاعتا زي كوكب تاني كدا وفيه بوابة مفتوحة في المكان اللي جيت منه
عاد الضابط بظهره إلى الخلف بابتسامة واسعة قبل أن يقول بسخرية:
- أنهي نوع مخدرات عمل معاك الشغل الجامد ده؟
اتسعت حدقتاه بصدمة مما يقول وقال بخوف:
- لا يا باشا أنا مش بشرب مخدرات ولا حاجة من دي، اللي بقوله صح وحصل وهم فعلا في عالم تاني واللي ماسك الشركة هاري كين
تقدم واستند بيديه على المكتب وهو يقول بابتسامة:
- هاري كين اللي ماسك الشركة! لا لا ده باين عليه صنف جامد أوي، أنت وقعت ولا الهوا اللي رماك؟
فرك فروة رأسه بحيرة قبل أن يجيبه:
- بوابة شركة المنقذين هي اللي رمتني يا باشا
نهض من مكانه والتف حول المكتب وهو يقول:
- لا لا ملهمش حق الصراحة، ولييييد!
في تلك اللحظة دلف أحد رجال الشرطة وأدى التحية العسكرية وهو يقول:
- أيوة يا فندم
أشار الضابط إلى «مراد» وقال بابتسامة:
- خده على الحجز علشان لما ارجع افوقله، ليلته فل إن شاء الله
نهض «مراد» وتراجع إلى الخلف بظهره قائلًا:
- حجز ايه يا باشا أنا بقول الحقيقة، لا مينفعش اتحبس بنت اختي هناك لوحدها