الفصل الخامس
- لن ترى مفعوصة مجددًا
كانت تلك آخر ما قالته الملكة لـ «مراد» الذي عقد حاجبيه بصدمة قائلًا:
- نعم ياختي! هو ايه اللي لن أرى مفعوصة، ده أنا اقلب القصر ده على اللي فيه
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بجدية:
- لقد حاولت الهرب صباح اليوم ولم تفكر بها لذلك سأحميها منك ومن حبك لنفسك
عقد هو الآخر ذراعيه ووضح لها:
- كنت سأجلب المساعدة ولن أتركها وحدها أبدا، أخبريني أين مفعوصة وإلا ..
رفعت أحد حاجبيها وتقدمت برأسها وهي تقول بغضب:
- وإلا ماذا؟
عرف أنه لو تطاول عليها سيسجن وستزيد مدة بقائه لذلك ردد بهدوء:
- وإلا سأحزن بقية حياتي
مثل البكاء وردد بنبرة هادئة:
- مفعوصة هي كل شيء بالنسبة لي، لو تركتني سأموت، يرضيكي أموت يا مزة؟
عبثت ملامحها ولامت نفسها على هذا القرار فبكائه قد أحزنها كثيرًا لذلك تقدمت وربتت على كتفه قائلة:
- لا تبكي ستبقى معك، إنها بالغرفة سأخبرها أن تأتيبالفعل دلفت إلى داخل الغرفة وما هي إلى ثوانٍ حتى خرجت وهي تضع يدها على رأسها، سارت بها حتى وقفت أمامه وقالت بابتسامة:
- مفعوصة أهي ياعم
اتسعت حدقتيه وأشار إلى أذنه قائلًا بصدمة:
- ايه ده؟ ايه التلوث السمعي اللي سمعته حالا ده! ايه يا ملكة انتي قلبتي من فصحى للغة الحوامدية ليه كدا
ابتسمت ونظرت إلى «نور» وهي تقول بسعادة:
- مفعوصة علمتني الكثير عن لغتكم، انتظر سأطبق ما تعلمته، ايه ياشبح عايز ايه! اطلع باللي في جيبك ياض! أنا اللي قتلت موفاسا
رفع يده أمام وجهها وردد برجاء:
- بس أرجوكي كفاية، بقى الجميل ده يقتل موفاسا!ثم وجه بصره تجاه ابنة شقيقته وردد بعدم رضا:
- حولتيها من مزة رقيقة لمزة هربانة من حكم اعدام يخربيتك
رفعت «نور» كتفيها وقالت بهدوء:
- لازم اعلمها علشان هنقعد سنة مع بعض وأنا الصراحة مش هقدر اتكلم بلغة الكارتون طول الوقت
اتسعت ابتسامة الملكة وربتت على رأسها بحب قائلة:
- حسنا مفعوصة اذهبي مع خالكِ الآن وغدا سأتعلم منكِ الكثيروقبل أن ترحل أوقفها «مراد» قائلًا بتساؤل:
- صحيح لم أعرف اسمكِ يا مزة
ابتسمت الملكة وقالت بهدوء:
- يارمايار
نظر إلى الأسفل ووضع يده على فمه وهو يقول بصوت غير مسموع:
- يارتني ما سألت ده اصعب من حياتي
هزت رأسها وقالت بتساؤل:
- ماذا تقول
رفع رأسه وقال بابتسامة مزيفة:
- بقول اسم جميل
ضمت كفيها أمامها وانخفضت بقدمها قليلًا ثم ارتفعت وهي تقول بابتسامة:
- شكرا
- العفو يا قمر، سأذهب مع مفعوصة لغرفتنا
حركت رأسها بالإيجاب وأشارت بيدها بمعنى "اذهبا".اتجه هو إلى حقيبة الطعام ثم اصطحب «نور» ورحلا من هنا وأثناء سيره ضرب مقدمة رأسه قائلًا:
- يلاهوي نسيت إني معرفش الطريق
توقفت «نور» ونظرت له بلوم قبل أن تقول:
- عيب تقول كدا يا خالو ونور معاك، أنا بقيت عارفة القصر طرقة طرقة وأوضة أوضة تعالى ورايا