الفصل السادس
- لن تذهب إلى العمل بعد اليوم
قالتها «يارمايار» لـ «مراد» الذي عقد حاجبيه بحيرة قائلًا:
- أيوة لماذا؟
أشارت إلى القصر وقالت بهدوء:
- أولا اذهب إلى مفعوصة وأرسلها إلى غرفتي، سأُرسل أسمهان لكي تساعدها على ارتداء ملابسها الجديدة، هيا تحرك لا يوجد وقت
حرك رأسه بالإيجاب ورحل من أمامها بينما اتجهت هي إلى «أسمهان» ورددت بجدية:
- اذهبي إلى غرفتي، مراد سيجلب مفعوصة إليكِ، ساعديها على ارتداء الملابس الجديدة التي أعدتها ميران
هزت رأسها بالإيجاب واستعدت للرحيل وهي تقول بجدية:
- حسنًا مولاتيعلى الجانب الآخر هز هو «نور» بهدوء وهو يقول:
- نور! مفعوصة؟ اصحي يابت أنتي جالك غيبوبة
تململت الطفلة في الفراش قبل أن تفتح عينيها بصعوبة وهي تقول بعدم رضا:
- اتركني يا مراد أنا أريد النوم الآن
رفع أحد حاجبيه بتعجب كبير وأردف:
- الملكة تتكلم عامي وأنتي تتكلمي فصحى، محدش بقى فاهم حاجة خالص في أم القصر ده، قومي يابت الملكة عاوزانا اخلصيبعد محاولات عديدة نهضت بالفعل وأرسلها إلى غرفة الملكة ثم انتظر بالخارج وبعد مرور نصف ساعة خرجت من الغرفة وكانت ترتدي فستان لامع وجميل للغاية كما أنها كانت تضع تاجًا على رأسها وشعرها ناعم للغاية ومنسدل فوق كتفها وظهرها، فتح فمه بصدمة مما شاهده واقترب منها وهو يقول بعدم تصديق:
- يخربيتك يا نور أنتي اتحولتي ولا ايه، ما شاء الله نضفتي وحطيتي تاج، الله يرحم
نظرت إليه بعدم رضا وقالت بصوتها الطفولي:
- أنا نضفت عقبالك يا خالو
رفع أحد حاجبيه بصدمة قبل أن ينخفض بجسده قائلًا:
- عقبالي ايه يا بت أنتي حد قالك إني مش بستحمى ولا القمل محتل شعري؟ وربنا هشدلك شعرك اللي فرحانة بيه ده
رفعت يديها على الفور لتدافع نفسها قائلة:
- اقصد عقبال ما تحط تاج أنت كمان يا خالو مش تفهمني غلط بقى
ضيق نظراته لها وصمت لثوانٍ قبل أن يقول:
- ماشي يا مفعوصة هصدقك وهعمل نفسي من بنها، يلا بينا الملكة تحت مستنيةأمسك بيدها وقبل أن يتحرك أوقفته «أسمهان» قائلة:
- يجب أن تستحم وتبدل ملابسك أيضًا، أرسلت الخادمة ملابسك الجديدة إلى الغرفة الخاصة بك
رفع أحد حاجبيه وأشار إلى نفسه بحيرة قائلًا:
- أنا؟
هزت رأسها بالإيجاب وأكدت له:
- نعم أنت، هيا لا يوجد وقتترك «نور» لها واتجه إلى غرفته ونفذ ما أخبرته به «أسمهان» وما إن انتهى حتى نظر إلى نفسه في المرآة وتفاجئ بما أصبح عليه، كانت ملابسه ملكية حقًا حيث كان بنطاله أسود اللون وقميصه كان أبيض اللون وسترته كانت سوداء طويلة، ابتسم لنفسه في المرآة وقام بتثبيت خصلات شعره ووضع من العطر الذي وجده بجوار الملابس ثم ألقى نظرة أخيرة وهو يقول بابتسامة:
- عسل والله ياض يا مراداتجه إلى الخارج ونزل الدرج ليجد «نور» بانتظاره وما إن رأته حتى قالت بإعجاب:
- أول مرة أعرف إن عندي خال مز
ضحك على ما قالته وفرد ذراعيه في الهواء وهو يقول:
- طول عمري يا بنتي بس خالك متواضع
اقترب منها وأمسك بيدها ثم اتجها إلى الخارج وبينما كانت «يارمايار» تجلس في انتظارهما وقعت نظراتها عليهما وهما يتوجهان ناحيتها فوقفت على الفور وقالت بابتسامة:
- ايه الجمال ده، هتتحسدوا كدا
أسرع «مراد» وضحك وهو يقول:
- وربنا ما فيه حد هيتحسد غيرك، بتتكلمي عامي ولا أكنك مصرية زينا
ضحكت بصوت مرتفع ونظرت إلى «نور» قائلة:
- همتكِ معي مفعوصة أريد تعلم الكثير
هزت الصغيرة رأسها وقالت بابتسامة:
- خلصانة
رفعت أحد حاجبيها وقالت بحيرة:
- ماذا تقصدين بخلصانة؟ هل نفذ منكِ شيء!
أسرع «مراد» ووضح لها قائلًا:
- لا هذا تعبير لدينا ويعني اشطا أو حسنًا كما تسمونها وأحيانًا لا تأتي وحدها بل تكون خلصانة ومعاها حصانة، خلصانة في بيتها ومعاها الهدايا بتاعتها، كدا يعني
ضحكت الملكة وقالت بسعادة:
- خلصانة
نظر هو إلى «نور» وردد مازحًا:
- الملكة دي مش هتاخد في ايدنا غلوة وهتبقى مولايد حواري شبرا