قلبي في الحفرة

كأن هناك مدينة كبيرة تطاردك ،
و ذكرياتك تحاصرك فيها ،لقد مت حتما في كل زاوية منها
قلبك لم يستحق السعادة يوما ، الجميع يقف ضدك لقتلك بلا رحمة ولا شفقة .
هم أناس استغلاليون جدا ، منهم من ينتزع منك حلمك و منهم من ينتزع محبتك و منهم من ينتزعون انسانيتك .
ذكرياتك ، أصدقاءك ، سعادتك ، لقد دفنتهم في هذه الحفرة <•••>
الحزن مضمون في الحفرة لكن السعادة دائما مجرد أحتمال .

أشتياقك يقتلك و حنينك مستمر ، لكل هاؤلاء الناس الذين أحببتهم ورغم أنهم آذوك حنينك ليس مقتصرا على أشخاص ولكنه مرتبط بأحداث .
هذه الذكريات عندما تتذكرها فأنت تتذكر عالما كاملا و زمنًا قد عشته و عايشته بقلبك و عقلك فتشتاق لذلك الشخص الذي أعتدت أن تكونه فيعصرك الحنين ‏ لبراءتك وقتها و لم تكن تعلم من الشر سوى أنه خير .. لقد كنت متفائلًا جدا حتى أنك ندمت على معرفتك لبعض الحقائق التي كانت مغيبة عنك وبمجرد أنكشافها أنقضت سعادتك أبدا. سوف أبحث عن سعادة جديدة خارج الحفرة .

مؤسف ، من الرهيب جدا أن يعرف الإنسان مالا يستطيع تغييره ، كم هو مؤسف أن الزمن لا يرجع ولو لثانية للوراء ، هو يتقدم ولا يكترث لمشاعرنا هل استطعنا التخطي أم لا ؟ هل بمرور الوقت استطعنا تقبل هذه الحقيقة و المضي قدما ؟ هل يكترث الوقت حقًا لنا و لمشاعرنا و يرمينا من قدر لآخر فَتُنسينا الأقدار أحوالنا ومشاعرنا ؟ هل الفكرة في التخطي جملة واحدة أم في عدد المرات التي حاولنا فيها وفشلنا ؟ لقد ذهبت الحورية أمام عيني إلى الأبد ولكن وبعد مرور السنوات الكثيرة مازلت أذكرها ..... لم أنساك يوما .

مع كل ما قاسيناه في دنيانا تبحث روحنا عن شخص لترتاح معه ، شخص كلما تعبنا وجدناه هناك ينتظر رجوعنا ليداوينا ، هذا الشخص الذي يضحي بالجميع لأجلك ويبحث معك عن حلول مشاكلك ..
شخص تألفه الروح وتحبه وتبحث عنه وتذهب إليه كي تشعر بالطمأنينة في أشد الليالي سواد . شخص هو الدواء .

شكرا لكل من جعلنا نشعر أننا مرغوبون في هذه الحفرة ، لكل من وقف معنا وساندنا رغم ما مررنا به جميعا لم تهتز ثقته فينا ورغم فقداننا لهويتنا بحثوا عنا و ساندونا و لم يتركونا من بداية دخولنا إلى الحفرة إلى حين سيطرتنا عليها و إرجاعها كما نريد