Test

835 37 48
                                    

كان بيكهيون يفرّغ الحقائب مستغلاً نوم طفلته التي احتفلت بعامها الاول منذ ايام قليلة، يعمل بكل هدوء وخفة علّها تظل نائمة حتى ينتهي

المكان بأكمله فوضى وكان يتمنى لو ان احداً يساعده لكن ليس وهو قد هرب منهم، عائلته، اصدقائه، وحتى حبيبه، مما جعل الذكريات تتدفق لعقله

حُرم بيكهيون الصغير من كل ما احبه واستمر ذلك حتى عامه الثامن عشر، حالما انهى اخر عام دراسي له بدأ معركته الاولى مع عائلته والتي انتهت بفوزه ودراسته لحلمه، هندسة الديكور والتصميم الداخلي هو اكثر ما يبرع به بيكهيون وهذا ما مكنه من الصمود في مدينة لا يملك فيها سوا ملابسه.

ثم بدأت معركته الثانية عندما وقع في الحب لأول مرة بعدما تخرج وأنهى تجنيده في عامه الرابع والعشرين، ميوله وحبيبه اللذان رُفضا بشكل قاطع من قبل عائلته وحتى اصدقائه، لكن بيكهيون لم يهتم وحاول اجبار عائلته على تقبل الواقع وخسر اصدقائه مقابل بقاء حبيبه معه
حبيبه الذي تركه حالما علم انه حامل بعد عامين من المواعدة!

وهنا كانت معركة بيكهيون الاخيرة ضمن قريته، بلا اصدقاء او حبيب، وبطفل داخله لا يعلم حتى جنسه، شهد تنمر عائلته ليقرر ان لا مكان له بينهم

في ذلك اليوم حالما نام الجميع حمل هاتفه وحقيبة صغيرة تحوي ملابسه ومفتاح سيارته ليقود خارجاً من بوسان باكملها

في البداية لم يعلم اين يتجه تماماً لكنه اخيراً قرر الذهاب الى العاصمة، سيول
ظناً منه ان إيجاد عمل في مدينة كبيرة مثلها سيكون سهلاً

تنهد يحرك رأسه يبعد تلك الذكريات عنه محادثا نفسه
توقف بيكهيون! انت لا تشتاق لأحد منهم! جميعهم رفضوك وخذلوك! الجميع تركك ولا يهتم لأمرك لذا انت لن تهتم لأمرهم كذلك!

ترك ما بيده واتجه حيث تغفو طفلته يتأكد انها لا زالت نائمة
ابتسم يراقبها لدقائق ثم عاد ليكمل ما كان يفعله ممتناً للشاب الذي انقذه منذ عدة ايام

بارك تشانيول، شابٌ صادف بيكهيون يتذمر حول مسكنه السابق في حديقة، وبطريقة ما وجد نفسه يشهق امام بناء لا يمكن له تسميته بالبناء حتى لشدة الرفاهية التي رآها

عائلة بارك تمتلك مبنى خاص بهم مكون من ثلاثة طوابق والشقة في الطابق الاخير كانت ملكاً لتشانيول ليستخدمها كيفما يشاء، لذا وفي ظل غياب عائلته قرر تأجيرها للفتى المتذمر الجميل، والذي صادفه عندما كان يجلس على مقعد ما ويخبر طفلته التي لا تفقه ما يقال لها كم يكره مالك شقتهم الحالية الذي قرر فجأة انه لم يعد يريد تأجير الشقة بل يود بيعها لذا على بيكهيون وطفلته مغادرتها

تاه بيكهيون في الكثير من الافكار والعديد من الذكريات البعيدة والقريبة منها حتى انهى عمله واتجه لجوار طفلته ينام هو الاخر متنمياً حياة ألطف لكليهما، حياة على الاقل تعاملهما بعدل.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 18, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Testحيث تعيش القصص. اكتشف الآن