طير مقيد

339 25 7
                                    

لم يتبقى أي شيء
لا شيء غير الدخان و الرماد
السماء، الأرض، الغابه و هوجوارتس .....
لم تكن سوي فوضى و حزن
لقد انتهت الحرب... و لكن بأي ثمن ؟
لم يتبقى أي أحد تقريبا جورج، لافندر، كولين، لوبين، تونكس.......
و سيفروس.... أهٍ علي سيفروس
بمجرد أن تذكرته مينيرفا و همست باسمه ملئت الدموع عينيها
أجل، سيفروس سنايب رئيس منزل سيليذرين ، أكل الموت السابق، الساعد الأيمن لسيد الظلام و قاتل ألبس دمبلدور طوال هذا الوقت كان....
في صفهم و يحاول حمايتهم
و علي ماذا حصل في المقابل ؟!
لا شيء غير... الكره و الإشمئزاز
لقد مات بأسوء و أبشع طريقة.....
لقد قتل بواسطة شعار منزله
حتي هي ماذا فعلت من أجله ؟!
لا شيء ، فقد كان طلاب منزلها يتنمرون عليه و هي لم تفعل أي شيء حيال الأمر و عندما عاد إلي هوجوارتس ليستلم وظيفته كأستاذ الوصفات عاملته باستنكار و قسوة مثل الجميع و مع هذا فإنها لم تتوقف هنا بل قاتلته أيضا  في البهو العظيم مثل الحمقاء لتكون حملا إضافيا علي أكتافه و مع هذا فإنه لم يؤذيها لكنه فقط اكتفي بالدفاع عن نفسه
لو كان حيا كان ليقول " هذا أمر طبيعي فكيف لا تشكي بي بعد كل ماحدث ؟ يا إلهي أنتم الجريفندور عاطفيون بشكل يدفعني للتقيؤ "
ابتسمت رغما عنها عندما تخيلت سخريته لردة فعلها
لكن مع هذا فإنها مازلت.......تشعر بالذنب
فهي تعلم جيدا أنها لم تكن استثناء فقد كانت مجرد سبب من الأسباب التي دفعت ذلك الصبي لسلك طريق الظلام....للبحث عن مكان ينتمي إليه....عن أشخاص يقدرون موهبته حتي و لو كان هذا الشخص هو  فولدمورت نفسه 
عند هذا التفكير أعادها عقلها بالذاكرة عندما قال سيفروس يوما " الجميع يلوم البشر الذين يتحولون إلي وحوش علي ما يرتكبوا من سفك للدماء و جرائم بشعه لكن لا أحد يلوم نفسه لأنه حول إنسانا ما إلي وحش " يومها مينيرفا لم تفهم ما كان يقصده سيفروس بكلامه لكن الأن كل شيء أصبح واضحا
أب يعنفه بلا رحمه، أم عاجزة تشاهد من بعيد، زملاء متنمرون، أناس يتجاهلون وجوده من الأساس و الشخص الوحيد الذي كان يظن أنها صديقته تخلت عنه
صحيح أنه أخطأ عندما دعاها بهذا الاسم لكن....
ألم يستحق فرصة أخري ؟!
عادت بها الذاكرة إلي ذلك العام المشئوم حيث عاد سيد الظلام
عندما اتجهت إلي مكتبه لتشتكي له عن تصرفات بعد طلاب منزله الذين سيبوا فوضي عارمه عند تشاجرهم مع بعد طلاب جرفيندور لقد كانت غاضبه بشده ذلك اليوم فقد أصيب ثلاث طلاب بلعنات سحر أسود و مثل هكذا تصرف لا يمكن التغاضي عنه فسارت متجهة إليه و أنساها غضبها أن تدق علي الباب لتدخل مقتحمة مكتبه لتجده  جالسا علي الأرض متكئا بظهره علي الحائط خلفه يرتجف بينما يضم ذراعه الأيسر
هي لن تنسي أبدا ذلك اليوم فقد كانت هذه هي المرة الأولي التي تراه في مثل هكذا حالة
سار الرعب في جسدها و ركضت باتجاهه و جلست بجانبه حتي أنها قد نسيت سبب ذهابها إليه
" سيفروس ما بك ؟ ماذا حدث ؟ "
" ل- لقد ع-عاد " أجابها و هو مازال يرتجف برعب ليكمل " سيد الظلام سيعود "
و قد كانت هذه هي المرة الأولي و الأخيرة التي يظهر بها سيفروس مشاعره أمام شخصا ما غير السخرية و الغضب
ها ؟! الغضب
" حسنا أنا أعلم أني قاس و هذا لا يروق الطلاب و لكن أحزري ماذا ؟!
الحياة التي تنتظرهم خارج أسوار هذه القلعة لن تكون أكثر لطفا و لن تستقبل أحلامهم الوردية بأذرع مفتوحه بل العكس تماما ستحطمهم جميعا و لن ترحم أحدا استيقظي و افتحي عينيك علي الواقع أستاذة ماكونجال و حرري نفسك من الأوهام فلا الطير سيحلق في الجحيم و لا يمكن لسمكة أن تقع في حب حوت الحياة لم تكن عادلة و لن تكون يوما هناك أشياء لا تستطيعين تعليمها لطلابك الأعزاء و أشياء لا تستطيعين حمايتهم منها صحيح أنك قادرة علي تعليمهم كيفية استخدام السحر و لكن مع هذا فأنت لا تستطيعين حمايتهم من أنفسهم و لا أن تعلميهم  كيف يهزمون الشياطين التي تسكن أرواحهم و أنا أيضا لا استطيع و لكن علي عكسك أنا إنسان واقعي أعاملهم بالطريقة التي سيجدوها عندما يغادرون هذا لن ينقذهم لكن علي الأقل سيكونون قد اعتادوا " لقد كان هذا هو رده عندما ناقشت معه أسلوب تدريسه الذي يؤثر بالسوء علي الطلاب فهو دوما ما كان أستاذا قاسيا، مثبطا لطلابه و علي الرغم من نبرته الهادئه إلا أن الغضب لم يخفي منها
و هي تذكر جيدا أنها لم ترد عليه فقد كان محقا حتي لو لم تعترف بهذا أمامه إلا أنها تعلم أنه كان محقا
سيفروس سنايب لقد اختلف جميع من عرفوه في كيفية وصفه فلطالما كان مثير للجدل لكن هي لم تراه إلا......طير مقيد بأغلال الجحيم
كان من الممكن أن يكون عظيما...
كان من الممكن أن يعيش حياة أفضل...
لكن كما كان يقول دوما.........
الحياة ليست عادلة

سيفروس سنايب - البيدقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن