الفصل الثاني

9 2 3
                                    

" أنا لست صديقك سيل... أنا أخوك "
" آه نعم أخي، أخي الذي تركني في بداية محنتي مسافرًا؟ أم أخي الذي لم يكن يستمع إليّ حين احتجت لشخص أحكي له معاناتي؟"
أجابته بسخرية و عصبية في نفس الوقت
تنهد بحسرة ثم قال

" لقد تحدثنا في هذا الموضوع مليًا في وقت سابق! تعرفين أنني كنت أغار منك. كان والدنا يهتم بكِ وحدك ولم أعي أبدا بعقلي الطفولي حينها أن اهتمامه ذاك كان بعيدًا كل البعد عن اهتمام أبٍ بابنته، لم أكن أعرف أقسم لم... لم أكن مدركا أنني في وضعي ذاك قد كنت في مأمن حقيقي من جحيم نواياه الحقيقية و لم أكن أعلم أن كل الاهتمام الذي يغرقك به كان في الواقع وقودا ليزيد من اشتعال الجحيم الذي أعده حتى يلقيك إليه و أن إهماله التام لي كان في الواقع نهرا من أنهار النعيم، كل ما كنت أدركه حينها أن والدي يفضل أختي علي على الرغم من أنها لا تفعل شيئا بينما أنا أموت و أنا أحاول أن أجعله يفتخر بي و كل ما أحصل عليه في النهاية هو نظرة مشمئزة و غير راضية أبدا . أنا حقا آسف، لقد كنت أصغر من أن أفهم سيل... كنت أغبى من أن أرى "

كانت تعرف أنه يحبها و كانت تعرف أنه يكره والدهما، لكنها فقط لم تنسَ لم تستطع، لم تستطع المضي قدمًا و لم تستطع أن تنسى كل ما مرت به و هي تحتاج إلى الوقت، إلى الكثير من الوقت
. "حسنًا."
قالت بغضب

"اذا ستصممين الشعار؟" استفسر ضاحكًا و هو يعرف جوابها سلفًا. أقفلت الخط في وجهه و تنفست عميقا و في هذه الأثناء كان المطر قد توقف ففكرت في انتظار الغروب ومن ثم مشاهدته. حتى تكون من بين أولئك الذين رأوا الغروب ثم كتبوا في أذهانهم بضع عبارات ظنوها عميقة بالنسبة لهم؛ لكنها كانت قد رأت ذلك في ألف فيلم و ألف مسلسل لذا قررت ألّا تفعل  و اكتفت بتذوق تراب الشاطئ العالق بيدها اليسرى. و هذه عادة سيئة تملكها
حدقت بالسماء بنضرات خاوية "حياتك الاجتماعية فارغة إلا من جيوفانا و أنا" تكررت كلمات مارسيل بذهنها ليتها تستطيع ذلك يا مارسيل ليتها تستطيع الثقة بأشخاص آخرين و لكنه شيئ صعب للغاية و هي لا تستطيع ..

شبح ابتسامة ارتسم على شفتيها و هي تتذكر جيوفانا و كم بذلت من الجهد و كم تتطلب الأمر منها حتى تستطيع الثقة بها ...

استعادت بذاكرتها أول لقاء لها مع جيوفانا بعد حادث السير ذاك...
~~~~~~~~~~~~~

فتحت ثيسيل عيناها بخمول و سرعان ما أغمضتها بقوة بسبب الضوء الشديد الذي واجهها رمشت عدة مرات حتى تأقلمت مع الضوء
"أين هي؟" كان هذا أول سؤال تبادر إلى ذهنها ما إن استعادت تركيزها احتاجت لعدة دقائق حتى تستعيد مواقف ذلك الحادث..
"مرحبا" رفعت ثيسيل عينيها لمصدر الصوت و الذي كان يعود للشابة التي دخلت الغرفة، شعرها الأسود و ملامحها البشوشة و ابتسامتها السعيدة، أشياء جعلت ثيسيل تشعر بالحسرة على حالها، هكذا يجب أن تكون، و هكذا يجب أن تعيش هي لاتستحق ما جرى لها، هي لا تستحق أن تغتصب على يد أقرب شخص لها، على يد الشخص الذي يجب أن يحميها، أن يكون سندها، أن يقف بجانبها و يحمي ظهرها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 16, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قيود ثيسيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن