#لوكيربي. 1 ( خداع العالم )
---------------------------
*السلام عليكم...
النهاردة إن شاء الله هنبعد شوية عن قصص الرعب الخيالية أو الحقيقية وهحكي لكم قصة حقيقية أغرب كتير جداً من أي خيال ممكن نوصله...* قبل ما نبدأ القصة بتاعتنا اسمحولي أقولكم موقف طريف حصل معي من حوالي 20 سنة... كنت بتفرج على فيلم أمريكي للعبقري، مخرج الروائع المثيرة ألفريد هيشتكوك ، الفيلم اسمه "vertical"
طول الوقت أنا بتفرج على فيلم من نوعية أفلام الغرائب بيتكلم عن واحدة تلبستها روح جدتها الإسبانية اللي ماتت من زمن وبتدفعها للإنتحار وفي النهاية البطلة انتحرت بشكل دراماتيكي.
فيلم مثير فعلاً ، فكرته خلاص في آخر دقائق ، لكن اكتشفت إن مش دي حبكة الفيلم أصلاً وإن القصة في ناحية تانية خالص وإن هيتشكوك العظيم طول الفليم بيخدعنا وورا القصة قصة تاني خالص مختلفة تماماً.
أنا قلت المقدمة كتمهيد للي هنشعر بيه بالظبط في الموضوع بتاعنا دا.
المهم كفاية إضاعة وقت يلا بينا ندخل في الموضوع على طول وهنرجع شوية في التاريخ لفترة...
-----------------
* سبعينات القرن الماضي ...
منذ قيام ثورة القذافي في ليبيا عام 1969 ضد الملك السنوسي ومن بعدها بدأت أمريكا تظهر عداء ناحية النظام الليبي الجديد, ويمكن السبب الرئيسي - على الأقل الظاهر - هو موقف ليبيا من القضية الفلسطينية، القذافي كان داعم للقضية ولبعض الأطراف في منظمة التحرير بقوة ودا أمر لا يخفى على أحد.
طبعاً باطن الموضوع ومن أهم أسباب كره أمريكا للقذافي ونظامه إنه كان بيتيح للإتحاد السوفيتي إستخدام الموانئ الليبية على طول وبدون شروط وخاصة من قبل البحرية السوفيتية.
* المهم يعني إن أمريكا لم تكتف بالعداء اللفظي أو المعنوي لكن بدأت تحرشات عسكرية وسياسية بليبيا وتضييق اقتصادي، وضغط على أوروبا إنها تفعل بالمثل.
تحرشات على شاكلة تجميد أرصدة لليبيا ومنع تصدير بعض السلع ليها وإيقاف توريد صفقات طائرات ليبيا كانت بالفعل دفعت تمنها.
وصلنا للعام 1977 ويبدو إن أمريكا كانت حاطة ليبيا في دماغها جدا، البنتاجون صنف ليبيا على إنها دولة معادية لأمريكا وفي نفس السنة دي الأسطول الأمريكي السادس في البحر المتوسط أجرى مناورات عسكرية واخترق المياه الإقليمية الليبية عند سرت .* سنة 1980 الولايات المتحدة طردت 4 دبلوماسيين ليبيين من السفارة الليبية في واشنطن..
ويبدو إن الموضوع تطور بشدة ووصل لمرحلة خطيرة في أمريكا لدرجة إنها قررت استهداف القذافي شخصيًا واغتياله .
وبالفعل في صيف 1980 أمريكا استهدفت طيارة القذافي وهو رايح في رحلة لأوربا الشرقية لكن الصواريخ الأمريكية أسقطت طيارة إيطالية فوق جزيرة اوستيكا ، وكانوا بيعتقدوا إنها طيارة القذافي.* وصلنا لعام 1981 بالتحديد يوم 19 أغسطس 8 طيارات حربية أمريكية اعتدت على خليج سرت الليبي واسقطت طيارتين ليبيتين فوق سرت.
بعدها الصحافة الأمريكية بررت الاعتداء إن نظام القذافي يعتبر تهديد حقيقي للأنظمة الموالية لأمريكا والغرب وإن الرئيس الأمريكي " ريجان" أعطى أوامر بمحاولة إعتقال القذافي لخطورته.
يوم 17 فبراير 1983 أمر ريجان بتحريك حاملة الطائرات النووية "غتز" ناحية سواحل ليبيا .
بعدها وفي 24 مارس 1986 حصل عدوان بحري جوي شارك فيه تلات حاملات طائرات على سواحل ليبيا وضربت الطائرات الأمريكية زوارق ليبية.* بدأ الموضوع ياخد منحى خطير جداً، يوم 5 أبريل من نفس العام انفجرت قنبلة في ملهى ليلي في برلين ( ألمانيا الغربية - وقتها كانت ألمانيا منقسمة بجدار برلين إلى ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية) القنبلة أدت إلى قتل 2 جنود أمريكان وإصابة 22 بعدها ب 10 أيام بالظبط يعني يوم 15, أبريل قامت 66 طائرة أمريكية بهجوم مكثف على ليبيا وغارات وحشية وبالتحديد على مدينتي طرابلس وبنغازي، الطيارات دي ضربت عشرات الأهداف في ليبيا ومن ضمنها بيت معمر القذافي نفسه في باب العزيزية في طرابلس .
الغارات دي أدت لمقتل حوالي 60 ليبي منهم بنت القذافي بالتبني الرضيعة واسمها "هناء"
ورئيس تحرير مجلة أطفال شهيرة في ليبيا وإصابة حوالي 200 شخص .
الدفاعات الليبية أسقطت طائرة "إف 111" من الطيارات المغيرة واتقتل اتنين جنود أمريكان.* بعد الغارة دي الرئيس "ريجان"
ألقى خطاب قال فيه إن الهجوم كان رد على استهداف الجنود الأمريكان في برلين وإن الCia
اعترضت برقية تؤكد مسؤولية عملاء ليبيين في ألمانيا الشرقية عن تفجير ملهى برلين وإن الغارات دي كان هدفها الأول هو إغتيال القذافي بشكل مباشر وضرب مواقع عسكرية ليبية.
هنا فيه سؤالين مهمين جداً يطرحوا أنفسهم...
السؤال الأول :
الرئيس ريجان كان بيؤكد بشدة إن المعلومات اللي وصلته عن مسؤلية عملاء ليبين عن تفجير الملهى هى معلومات موثقة بشدة ولا سبيل لتكذيبها ، وبناءا عليها اتخذ قرار باغتيال القذافي..
طيب منين جتله الثقة المطلقة دي في المعلومات لدرجة إنه يتخذ قرار خطير زي دا على أساسها؟
مهو حاجة من اتنين :
إما إن العملاء الليبيين أنفسهم اعترفوا بكدا للأمريكان ودا ما حصلش.
أو إن المخابرات الأميركية سمعت فعلاً أو قرأت بشكل مؤكد رسائل ومكالمات بين العملاء الليبيين.. ودا اللي حصل .
ودا يجرنا لسؤال يترتب عليه وهو :
إزاي دا حصل ؟
هنا بقا الرد بكلمة واحدة لكن وقعها لا يقل عن وقع القنبلة الذرية اللي ضربت هيروشيما ..
الكلمة اسمها " Crypto AG"...
وبدون دخول في التفاصيل لأنها مذهلة ومش هنقدر نستوعبها لو قرأناها ألف مرة ورا بعض ، هقولكم باختصار شديد إن الشركة دي تجسست علي كل دول العالم ما عدا دولتين فقط لمدة عشرات السنوات ورا بعضها، الشركة كانت المسؤولة عن صناعة أجهزة وأنظمة التشفير اللي بتستخدمها أنظمة الحكم لدول العالم كله تقريباً في مراسلاتها ...
الموضوع محتاج مقال طويل لوحده.
المهم عرفتوا ليه المخابرات الأمريكية كانت متأكدة إن ليبيين ورا تفجير ملهى برلين؟
لأن مراسلات العملاء الليبيين في ألمانيا الشرقية إلى ليبيا بعد التفجير اترصدت ومنها عرفوا إنهم مسؤولين.
نيجي بقا لسؤال تاني مهم:
لما أمريكا كانت ناوية بالفعل تغتال القذافي وضربت بيته في طرابلس إزاي نجا من الضربة هو وكل أفراد أسرته ما عدا الطفلة الصغيرة دي؟
سنة 2008 عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية وواحد من رجال القذافي المقربين أكد إن القذافي قبل الضربة دي بيومين تلقي رسالة من رئيس وزراء إيطاليا وقتها " بتينو كراكسي" عبر مبعوث خاص أكد له إن أمريكا هتضرب ليبيا يوم 14 أو 15 وإنه هو المستهدف من الضربة دي .
طبعاً علاقة ليبيا بإيطاليا رغم كل شيء كانت جيدة وإيطاليا كانت مستفيدة بشكل مهول من الأموال الليبية ممكن يكون دا سبب الرسالة وممكن يكون برضو بأوامر أميركية لإيطاليا ...
يعني إحنا هنضرب بيته قدام العالم انتقاماً لمقتل الأمريكيين بس مش عاوزين نقتله.*وصلنا دلوقتي لعام 1988 بعد الأحداث دي بعامين بالتحديد يوم 21 ديسمبر وكان يوم فارق في تاريخ العلاقات الأمريكية الليبية بسبب خطورة الحادث اللي وقع فيه وحجمه وعدد الضحايا .
يتبع...------
أنت تقرأ
ملفات غامضة
Misteri / Thrillerالأصدقاء اللي مهتمين بالجرائم الغامضة اللي حدثت في مصر وليس لها تفسير.........