الفصل التاسع
فتح الضابط باب زنزانة فارغة ثم قام بدفع «مراد» الذي سقط على الأرض بتألم فهو قد تعرض للضرب المُبرح، تراجع بظهره إلى الخلف واستند على الحائط وهو يقول بتألم:
- ااااه يا ضهري، حسبي الله فيكم يا مفتريين، أنا كلت ضرب مكلهوش كلب جربانفرد ذراعه في الهواء بتألم شديد ثم تابع:
- اااه يا كتفي، ياترا الملكة هتعرف إني هنا ولا هفضل مرمي هنا
وضع يده على رأسه وقال بحزن:
- أنا حظي كدا ليه! يعني البيت يولع وقولت ماشي، اجي هنا علشان شركة الزفت المحدودة قولت معلش، ألاقي إني المفروض اقعد سنتين قولت ميضرض، لقيت التيشيرت بخمسين نقطة قولت أنا مش مضرور في حاجة طالما مش هشتري لكن أكل الضرب ده واترمي في السجن ده اللي مش ممكن اتقبله أبدا***
على الجانب الآخر تقدمت «نور» وسألت الملكة عن خالها:
- ماشوفتيش خالو يا يارمايار
هزت رأسها بمعنى "لا" وأجابتها قائلة:
- لا مشوفتوش، من الممكن أن يكون ذهب إلى العمل مبكرًا
شعرت الصغيرة بالقلق وقالت بتوتر شديد:
- بس خالو مراحش بلبس الشغل، وكمان مخادش الموبايل معاه
ابتسمت الملكة ومسحت على رأسها بحب قائلة:
- سأتحدث مع مدير مكتبه هاتفيًا لكي أتأكد هل ذهب إلى العمل أم لابالفعل أمسكت هاتفها وهاتفت مدير مكتبه الذي انتفض من مكانه بمجرد سماع صوتها وردد بتلعثم:
- أمركِ مولاتي
نظرت إلى الصغيرة ورددت بتساؤل:
- هل حضر مراد إلى العمل اليوم؟
- لا مولاتي، لقد تعجبت من ذلك فهناك الكثير من العمل في انتظاره
بدأ القلق يتسرب إلى قلبها هي الأخرى ورددت بجدية:
- شكرا قيرارانهت المكالمة معه ونظرت إلى الصغيرة بوجه قلق قبل أن تقول بتردد:
- لم يذهب إلى العمل اليوم، هنعمل ايه؟
فكرت الصغيرة لبعض الوقت قبل أن تقترح:
- مش فيه كاميرات برا القصر! ممكن نشوف هو ركب مع مين ونجيبه
هزت الملكة رأسها ووافقت على ما قالته:
- نعم نعم هذا صحيح هيا بنانهض الاثنين واتجها إلى مدير الأمن الخاص بالقصر وطلبت منه الملكة مراجعة الكاميرات، نفذ ما أمرته به وعلموا رقم سيارة الأجرة التي استقلها، هنا أمرت الملكة بإحضار هذا السائق في الحال وبالفعل ما هي إلا عشرون دقيقة وكان السائق أمامها وردد بخوف:
- الملكة بنفسها! ماذا فعلت
نهضت الملكة من مكانها واتجهت إليه قائلة بتساؤل:
- استقل سيارتك شاب صباح اليوم، هو شاب وسيم واستقل سيارتك من أمام القصر
صمت السائق لبعض الوقت لكي يتذكر هذا الشاب وما إن تذكر حتى قال على الفور:
- نعم لقد تذكرته، أوصلته إلى محل ملابس في منتصف المدينةاتجه مدير الأمن على الفور إليه وطلب منه اسم هذا المكان وبالفعل قام بإعطائه فطلب هو من الملكة البقاء وسيتكلف هو بالأمر لكنها رفضت وأصرت على الذهاب معه.