الفصل العاشر (الأخير)
كانت تدهن وجهه بسبب الإصابات التي كانت به والتي كانت متفرقة، نظرت إلى وجهه وهو نائم فهو مختلف تمامًا عن شخصيته المرحة أثناء إفاقته، شعرت أنه مختلفًا تمامًا عن الجميع ليس فقط بلغته ولكن بقلبه ومرحه وأخذه للحياة ببساطة شديدة فالحياة لا تحتاج منا كل هذا العناء والمحاولة بل يجب أن نترك الأمور تسير كما يحددها الله لنا ولا نحزن لأن الله يدبر الخير لنا دائمًا، كان هو كالطفل الذي لا يفكر إلا بلحظاته التي يعيشها الآن وغدا هو تقدير من الله وهذا ما جعلها تنجذب له خلال الشهر الماضي وهي مدة بقائه هنا.
ابتسمت أخيرا ومررت أصابعها بين خصلات شعره وهي تقول:
- لماذا اختارك الطوق وحدك من عالم آخر! لقد أصبحت مثل الملاك الذي يُنير القصر، لا أتحمل يوم دون أنا أراك وأتحدث معك، هل اختيار الطوق لك وحدك صُدفة! لا أعلم لكن في الحقيقة أنت من أنقذت المملكة وليس نحن من أنقذناك، تبدل حال المملكة تمامًا بعد أن وصلت إلى هنا، جعلتنا نتعاون مع المملكة المجاورة ونزداد قوة ونزيد من تجارتنا ومكانتنا، ليس هذا فقط بل نشرت رياضة جعلت سكان المملكة يهتمون بها كثيرًا وكأن كل ما تفعله جميل مثلك!بدأ الضوء يتسلل إلى جفونه التي كان يحركها بتعب واضح قبل أن يفتح عينيه ويجدها أمامه على هذا الحال، ابتسم لوجودها أمامه في تلك اللحظة وردد بتساؤل:
- ماذا حدث! كيف وصلت إلى هنا
ابتسمت وأجابته بسعادة غامرة:
- لقد فقدت الوعي هناك وقمنا بإحضارك إلى هنا، قمنا بعمل الفحوصات ووجدنا أنك بخير لكن يوجد بعض الجروح الصغيرة وستختفي قريبًا
هز رأسه بتفهم ونظر حوله بحثًا عن ابنة شقيقته لكنها أسرعت لتقول:
- لا تقلق، مفعوصة في الطابق السفلي، لقد قمت بإحضار مُعلم لها
هز رأسه بتعب ورمقها بحيرة قائلًا:
- غريبة يعني، ملكة المملكة دي كلها وقاعدة قدام واحد زيي علشان تعبان!
في تلك اللحظة خلعت تاجها ووضعته على الفراش ورددت بهدوء:
- أنا معك أنسى من أكون، انسى كوني ملكة وأخبرني بحالك، هل تشعر بأي آلام!حرك رأسه بمعنى لا وقال بابتسامة:
- لا أنا بخير طالما أنتِ معي
شعرت بالخجل من كلماته وهربت عينيها من النظر إليه فحاول هو تبديل الموضوع وأردف بجدية:
- فين الشنط اللي كانت معايا!
أشارت إلى الجانب الآخر منه ورددت بهدوء:
- أحضرها رجال الأمن بعد أن وصلت إلى هنا ولم أنظر بداخلها، لا تقلق لا ينقص منها شيء
ابتسم وفرد ذراعه ليسحب حقيبة من تلك الحقائب ثم قام بإعطائها لها وأردف:
- إنها لكِ
اتسعت حدقتاها بعدم تصديق وأخذت منه الحقيبة على الفور، فتحتها وسحبت ما بداخلها لتعبر عن دهشتها وإعجابها قائلة:
- يا إلهي هذا الفستان رائع، إنه جميل جدا وجماله يكمن في بساطته
شعر كثيرًا بالسعادة لأن الفستان قد نال إعجابها وتنفس بأريحية وهو يقول:
- الحمدلله أنا خوفت تقولي ذوقك زفت
حركت رأسها بمعنى "لا" وأردفت على الفور:
- لا إنه رائع، شكرا كثيرًا على تلك الهدية الجميلة