الفصل الخامس والعشرون - اخيك الاصغر

101 7 2
                                    

فتحت سولى عيناها لتجد نفسها تركض وسط جبال عالية سوداء مخيفة، لا تعلم من ماذا تهرب . . . نظرت خلفها فلم تجد اى شئ يطاردها، ولكن الارض كانت تتشقق والجبال كانت تتساقط

كانت نبضات قلبها تتسارع والخوف يملؤها
"ان هذا غير حقيقى، هذا غير حقيقى" صرخت سولى بأعلى صوتها، فقط لترد عليها السماء بأصوات الرعد المهيبة

نظرت سولى لأعلى ورأت السماء تتمزق مثل قطع القماش، رأت النجوم تنطفئ وقطع من السماء تقع، ولكن لم يكن هذا كل شئ . . .

بدئت اشياء غريبة تسقط حولها، لم تأخذ سولى الكثير من الوقت لتتبين ماهيت تلك الاشياء، كانت اسياخ حديدية رفيعة مدببة

ارتعبت سولى واخذت تتفاداها، ولكن الاسياخ كانت تتساقط مثل الامطار، مما جعل تفاديها امرا مستحيلا، بالنهاية تعثرت سولى واخترقت احدى الاسياخ قدمها
ظنت انها لن تؤلم، بالنهاية انها تحلم، ولكنها كانت مخطئة، شعرت بالسيخ يخترق عظامها . . صرخت من شدة الالم، كانت الدموع تنساب على وجهها، انفاسها السريعة تكاد تنقطع، ودموعها تمتزج بالعرق على جبهتها، بدا كل شئ حقيقى

شعرت وكأنها ستفقد الوعى بأى لحظة، ولكنها شعرت ان تلك ستكون نهايتها حتما، نهضت والسيخ الحديدى يتدلى من قدمها، كانت تجر تفسها لأحدى الجبال لتحتمى

سمعت صوتا ضعيف ينادى "سولى" كان الصوت قادما من السماء الممزقة، كان صوتا مألوفا لها كثيرا

لم تكترث سولى للصوت، ركزت على اقرب مكان يمكنها ان تحتمى به من تلك الاسياخ، ولكن بمجرد ان تقترب من الجبال كانت تختفى غير تاركة اثر وكأن تلك الجبال هى سراب . . .

"سولى" سمعت الصوت مجددا، كان الصوت واضحا تلك المرة . . .

"اروجانز" صرخت سولى وبمجرد ان خرج الاسم من بين شفتيها، شعرت بأحدى الاسياخ تخترق ذراعها اغمضت عيناها وصرخت من الالم
.
.
.

"سولى ماذا هناك، سولى افتحي عيناكى هيا" كان اروجانز يردد وهو يحتضنها ويربت على رأسها، كانت تصرخ بين يديه وتتألم وهو لا يعلم السبب

كيف يمكن لأحلامها ان تؤثر بها بهذا الشكل! كان يشاهدها بلا حيلة، لا يعلم ماذا يجب ان يفعل

فتحت سولى عيناها، وعندما رأته اخذت تبكى . .

بعد عدة ساعات من البكاء هدئت سولى اخيرا، كانت عيناها حمراوتان ومنتفختان من كثرة البكاء

اعطاها اروجانز كوب ماء وجلس امامها "ما كان هذا" سألها اروجانز والقلق يملئ صوته

ابتسمت سولى "على ما يبدوا ان ديافالوس يقوم بعمل مريع" سألها عن ما رأت فأبت ان تحكى له "فقط المعتاد" قالت سولى

خلد كلاهما للنوم بعد نقاش بسيط عن كيف يتصرفا، ولكن لم يصلا الى شئ، ولكن سولى لم تغمض عينها تلك الليلة مجددا . . . ظلت مستيقظة تحدق بالسقف وهى تشعر بوخذ بقدمها وذراعها، بنفس المكان الذى اصيبت به فى حلمها

استيقظ اروجانز فى الصباح، ونظر الى سولى النائمة بهدوء بجانبة بأبتسامة . . . ترك قبلة على جبينها وانصرف ليستعد . . .

عندما وصل الى المشفى، استقبله جموع من الاطباء يتقدمهم ثلاث، عرفوا عن انفسهم اولا واتضح انهم المسؤولين عن اخيه

لم يستوعب اروجانز كلمة مما تحدث به الاطباء عن حالة ايزرا، بعد الكثير من الكلام الطبى انتهى به الحال وحيدا امام غرفة اخيه، كان لابد ان يدخل

ببطء فتح الباب، تذكر تحذير الاطباء من الانفعلات المفاجئة، كان ايزرا مقيدا من قدماه ويداه بالسرير، كان هذا لكى لا يؤذى الاطباء او نفسه

جلس اروجانز بجانبه يتأمله، لا يمكنه تذكر اى شئ، لا يوجد ذكرايات تجمعهم، كلاهما لا يعلم الاخر

"ايزرا" ناداه اروجانز بصوت خافت فنظر له الفتى بعيناه المنطفئتان . . . لم يكن بهما اى نور "و . . و . .وحش" غمغم ايزرا

"اسمى هو اروجانز، انا اخيك الاصغير" قال اروجانز متجاهلا الدموع المتساقطة من عيناه

"يجب ان تتذكر اسمى، سأعتنى بك من الان وصاعدا، وان حدث شئ لى . . . " توقف اروجانز ليمسح عيناه يظهر يده

"وان حدث شئ لى، ستأت فتاة تدعى سولى، هى ستعتنى بك" انهى اروجانز حديثه ولم ينتظر للحظة اخرى، اسرع الى الباب

شعر اروجانز وكأن قلبه سيتمزق ان تم نعته بالوحش مجددا . . . .

Solyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن