حمام الدم

3 0 0
                                    

نعم كان قد فاق الوصف حقاً، جحظت عيناي لما رأيته.. كانت الغرفة قد مُلأت جدرانها بالدماء، والأشلاء البشرية كانت متناثرة في كل مكان، هنا تجد كبدا، وهناك تجد أعين مرمية على الأرض، و في ركن أخر تجد قطع من اللحم والأشلاء البشرية، وبقدرة قادر وجدت طاولة في منتصف الغرفة عليها بعض
الأوراق، وهناك جثه بدون رأس معلقة في السقف من الأرجل والدماء تتقاطر منها على الطاولة ، لم أعلم ماذا أفعل، هل أنا في حقيقة أم اني في وهم، ربما هذه أوهام شيطانية لدب الرعب في قلبي، تقدمت باتجاه أحد الأشلاء المرمية على الأرض وقمت بلمسها لمعرفة إن كانت واقعاً أم وهم، نعم لمستها وتحسستها وامتلأت يدي ببقع الدم النتن، أخرجت منديلا وقنينة ماء من حقيبتي وغسلت يدي من هذا التلوث، تقدمت باتجاه الطاولة.. كان عليها ورقة بيضاء، رفعتها لأتحقق منها، فارغه تماماً!!
لمحت ظرفاً للرسائل كان تحت الورقة لم المح وجوده، رفعت الظرف لقراءة ما عليه من الخلف، كان عنوان المرسل مجهولاً ولكن عنوان المستلم مكتوب عليه أنها
تسلم للسيد أحمد سالم محمود /بنغازي /قاريونس /البيت رقم 24

تفاجأت حقاً!!
هذا إسمي وعنوان البيت الذي أنا فيه!!
فتحت الظرف فوجدت به مفتاحين، أحدهما حديث، والأخر عتيق جدا وكأنه لباب من أيام الفينيقيين القدماء!
وجدت قصاصة ورق صغيرة داخل الظرف كتب فيها :
"ضع الورقة تحت المنبع الأحمر"
عن أي شيء يتحدث هذا الأحمق!!!
نظرت يمينا وشمالاً لا يوجد لا مصدر للماء ولا يوجد أي شكل من أشكال المنابع أو صخر أحمر أو أي شيئ يدل على وجود منبع؟؟!!
ربما في الغرفة الأخرى، التفت لأذهب للغرفة الأخرى وتفاجأت بأن المدخل للغرفة التي أنا فيها قد اختفى!!
نعم عزيزي القارئ كما توقعت، أنا محجوز داخل 4 جدران في غرفة مليئة بالأشلاء والدماء، ولا يوجد بها الا 3 أبواب مغلقه بسلاسل وأقفال!!!

أيقنت أنه هناك كيان خبيث يحاول أن يتسلى بي حقاً!!

غضبت جداً و نطقت بأعلى صوتي :
يا من هو موجود هنا.. أظهر لي نفسك فقد مللت خزعبلاتك الحمقاء!

حاولت استفزازه ليظهر.. لكن لا توجد أي إجابه، كررت مقالتي، لا يوجد من يرد، فقدت الأمل حقاً، ماذا أفعل، مااذا أفعل؟؟؟
قررت قراءة القصاصه مرة أخرى
"ضع الورقة تحت المنبع الأحمر"

الورقة ها هي على الطاولة.. ولكن أين هو المنبع الأحمر، وفكرت بأنه قال "تحت" يعني أنه شيئ موجود في الأعلى!!
نظرت للسقف، سقف خالي تماماً من أي شيئ يدل على أن هناك منبع، مهلاً!
هناك جثة معلقة في المنتصف!
ومفصولة الرأس، والدم يتقاطر منها، أهذا ما يقصده بالمنبع الأحمر؟؟؟؟

أخذت الورقة ووضعتها تحت الجثة تماماً، وبدأت قطرات الدم تتقطر على الورقه، كنت أنتظر أن يحدث شيئ، ضوء يخرج أو مارد عملاق مثل ما يوجد في أفلام الكرتون، أو أن تحدث أي حركه على الأقل، لم يحدث شيئ، والصمت يعم المكان، امتلأت الورقه بالدماء، اخذتها من طرفها ونظرت فيها، ورقه حمراء تماماً نتيجة تصبغها بالدم، وأنا أنظر فجأه بدأ الدم بالتحرك والإنزياح لتشكيل أشكال أو لنقل حروف غريبه، حتى توقف عن الحركه ليكشف عن رسالة مكتوبة بالدم! كتب فيها

"فلتُلعن كل روح دخلت الوطن ولا تهنأ، ولتبدأ إختباراتنا، وليبدأ عذابنا، فمن نجح باجتيازه فليرحل وسنأخذ منه شيئاً غالياً عليه، ومن لم يجتز الإختبار وهذا ما سيحدث، فليسجن في عالمنا إلى أبد الأبدين"
وتم توقيع الرسالة بإسم " أبو الملاعن"

حسناً أيقنت أنني مسجون، في إختبار شيطاني، اجتيازه يعني خسارة شيئ عزيز، والرسوب يعني السجن في هذا المكان للأبد،

الأن أين الإختبار؟؟

ما إن التفت يمينا وشمالاً حتى اختفت جميع الأبواب الا باباً واحداً وهو المقابل لمدخل الغرفه الذي كان قد اختفى منذ قليل، اقتربت منه، كان لا يزال مقفولاً و لا يزال موصوداً بسلسلة وقفل، تقدمت باتجاه أمسكت القفل كان خالياً من كل رموز أو طلاسم، نعم المفتاح، أخرجت المفتاح الحديث الذي وجدته بالظرف وادخلته بالقفل ففتح، فككت السلاسل فتحرر مقبض الباب، فتحت الباب وكان أول ما قابلني الظلام الدامس، دخلت بخطوات مرتبكة وأنا أشعل المصباح بيدي ولكن كان إنعكاس الضوء بعيناي قوي أي ما يدل على وجود مرايا أمامي، دخلت كاملاً اتطلع يميناً وشمالاً لا وجود لشيئ الا المرايا التي تعكس صورتي و ضوء المصباح بيدي، وفجأه أقفل الباب بكل قوة، التفت بسرعة كان مقفولاً، انطفأ المصباح بيدي، حاولت ضربه ربما يعمل ولكن لا جدوى، البطارية جديده قد ركبتها قبل دخولي بلحظات لماذا توقف عن العمل،
أنا الأن في ظلام دامس لا أرى شيئاً سوى سواد يحيط بي من كل جانب،
وهنا كان لي نصيب سماع أصواتهم المرعبه لأول مره!

"مت، فليلعنك الزعيم، يجب أن تسجن كالذين سبقوك"

كانت الأصوات خافتة، هامسة، ومرعبة، بدأ صداع شديد يلوج برأسي، سقطت أرضاً لم أتحمل قوة الألم و فقدت الوعي على الفور،

أحمد، أحمد، أحمد استيقظ
نهضت فجأه، أين أنا؟!
- ما بك يا ولدي، لقد تأخرت عن المدرسة فلتنهض بسرعة.

- امي؟ ؟؟ ماذا تفعلين هنا وأين انا؟

-أحمد حبيبي ما بك، لا تحاول أن تقوم بعمل مسرحية لكي أجعلك تغيب عن المدرسة، انت في البيت إنهض الأن بسرعة واغسل وجهك وبدل ملابسك، بسرعة الدوام سيبدأ وقد تأخرت كثيراً

- لكن لا يوجد لدي مدرسة فقد أتممت الإمتحانات الأسبوع الفائت.

- أحمد ما بك
اقتربت أمي مني، ونظرت الي وقالت :
إنه يوم إختبارك الأخير يا بني

وفجأه أخرجت سكيناً، وانقلبت عيناها للون الأسود، أمي لا ماذا تفعلي، أمي لا، امي لا،
حاولت التحرك لكن إكتشفت أني مربوط بالسرير بقوة،
تغير صوتها فجأه إلى صوت متوحش وقالت باستهزاء :
- يجب أن تذهب للإختبار يا بني،
السكين يتقدم الأن باتجاه عيني ولم يكن بوسعي إلا الصراخ، لاااااااااا.

نهضت فجأه ،كان الظلام دامساً، حمداً لله كان كابوساً، اشتغل النور فجأه، أين أنا!!
وجدت ورقة على الأرض كان مكتوباً فيها :
"إنه الإختبار يا بني، أمك تتمنى لك التوفيق "
نظرت بدهشة محاولاً الإستيعاب ولكن!!

ما الذي أتى بي إلى مستشفى مهجووور تماماً !!!!!!

شبح العم محسن.. بين الخيال والبرهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن