سطر على هامش الذكري

9 3 7
                                    

لا يشعر بك إلا جسدك ، ولن يشغل عقلك الا ماتهتم أنت له لاغيرك، لن يرى الجميع همومك لذلك لا تحملهم همّ  مالا يعلمون ولا مالا يطيقون.
_هو_

أجلس كالمعتاد كل يوم هنا فى نفس المكان، على مقعدي الخشبي فى تلك الحديقة القابعة بجوار  موقف العربات الى القريه، والتي تبعد بضعة كيلوا مترات عن هذا الموقف الخاص  بحافلات النقل  العامه.
أرتب حروفى عن فكرة راودتني حول اللقاء الاول، ثم مرت من أمامي بوقتها فتاة.
شردت بخيالي سارحا فى قصة الأمس القريب، تذكرت كيف بدأ الحديث وكيف كان اللقاء، وكيف هي النظرة الأولى ومايعتريها من خجل وحياء ودلال ممزوجا بشيء من البسمة والإضطراب والقلق.
أظن بأن الوقت حينها كان يمر سريعا كما القطار الذي لايقف إلا فى آخر محطات الطريق منذ انطلاقته.
‏إنتهي اللقاء الأول دون حديث ممتد، كل ما تبادلناه من حديث حينها، تساؤلات وإطمئنان  عن الحال والأحوال وهكذا،كيف حالك؟  ثم تخبرني بأن الحال جيد وبخير.

‏غادرت هي المكان،وغادرت أنا كذلك بعدها.
‏ كأنني هائم فى خيال من سراب،شارد فى تلك النظرة من عيناها السوداء،ووجهها الدائرى المتشرب بحمرة خمرية اللون متسائلا؛
‏ من هي، ومن تكون، وماذا تريد؟
‏ كيف سرقت مني فؤادي إضطرابا،والعقل شرودا  فى خيال!
‏مايزال عقلي  شاردا بين جنبات الخيال تيها، يتخبط  مابين الحين والاخر يعاوده التفكير فى ملامحها وصفا دقيقا،متسائلا من تكون.

‏_هي_
‏ لقد رأيته اليوم، يتصفح اوراقه كالمعتاد.
لعله  يكتب خواطر او أبيات شعر من حروفه التى تعبر بمعانيها جدران  القلوب وتستقر كما يستقر العطر الزكي.

‏هل يعلم أني أراقبه على استحياء ؟!
‏غالبا لا يعلم!
ولا يري  انتظارى بعيدا!
لا يلقى إلي بالا ولا اهتماما،شاردا طوال الوقت بين حروفه
لا، أظنه يدري  أني اراقبه واتابعه، ولكنه لم يتأكد بعد.
و لو كان متأكدا ما انتظر كل هذا الوقت وما تردد فى لقائي  والحديث معي  ،هو لا يعلم،نعم هو كذلك،ولكن لماذا أطال نظرته اليوم بعيناي حتى أخجلني،لقد  غاب بنظرته  وغاص فى اعماقها شاردا،عيناة أخبرتني أنه يريد الحديث  ،لم يكن يريد الحديث!
‏ حقا انا غبية حين قررت أن أذهب لأراه عن قرب وجها لوجه،الإشتياق ساق قدماب إلى هناك ولكن خجلي المتلعثم منع لساني من الحديث إلا بتلك الكلمات،أنا غريبة  بعض الشيء أعلم ذلك،لكني لست إلا مضطربة المشاعر قلقه.
‏أخب شخصا لا يحب الحديث إلا بين اوراقه وصفحات مذكراته،دائما ما يعكف بالساعات منكبا فوقها يسرد فيها مايحمل من هيام وشرود وخيال ومشاعر،هل حقا يعبر عن مكنون نفسه ودقات فؤاده هو؟  ‏أم أنه إمتهن الكتابة حرفة وهواية، وراح يروض حروفه حسبما يشاء،تارة يكتب غزلا،وتارة يوصف حزنا،وتارة يحدث محبوبتة ليلا.

لقد قرأت ليلة أمس  خواطره عن الفراق، كنت قد صادفتها مع صديقة بيننا أخذت منها صورة ضوئية فى المكتبة المجاوره للمدرسه؛

أحاديث المساء(قصص،خواطر،مقالات، قصائد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن