"يوم الغضب ذلك اليوم الرهيب
هل ترقد السماء والأرض في الرماد ،
كما يقول داود وسيبيل؟
أي رعب هذا يغزو عقلي
عندما يتقرب القاضي
ويُحاسب أفعالي وندمي؟
النغمة العجيبة للبوق العظيم
يمزق من في كل قبر دفين
واستدعوا الكل امام عرشك المهُيب
وحكمت على كل الموتى أجمعين
الآن أمام القاضي القاسي
يجب أن تظهر كل الافعال والمعاني
لا جريمة تمر على متعالي
وما الذي سأدفع به ثمني الغالي؟
وهل يحتاج قديس مثلي إلى تعازي؟
يا ملك الجلالة الرهيب!
أمنحني الرحمة بلا وعيد ؛
كنوع من كرمك النعيم ، أنجني!
أذكر انبيائك من أجلي
أنت من جعلت طبيعتنا المعاناة
فلا تتخلى عن روحي بلا مبالاة!
في التعب طلبت مني ،
المعاناة حتى على ذاتي!
يا قاضي العدل ، اسمع صلواتي،
للشفقة خذ ذنوبي
قبل يوم الحساب المخيف
أطلب وجهك يا رب سمائي
بخجل وحزن عميق على أخطائي
في التنهدات والدموع تتكلم أحزاني
أعلم أن لا قيمة صلاتي،
مع ذلك ، حاشاك أن ترحلني
في نيران الويل اللانهائي.
أجعلني طليقا من الفرقة الملعونة
اجعلني مع خرافك أقف ببرودة
كأبناء النعمة عن يمينك.
عندما لا يستطيع المحكوم عليهم
الهروب من نيران البؤس
أمامك بتواضع ، يا رب ، أكذب ،
قلبي مثل الرماد ، مطحون وجاف ،
ساعدني عندما أموت.
أنني مليئ بالدموع ومليئ بالرهبة
هو ذلك اليوم الذي يوقظ الموتى
قد دعوت لهم بانفجار مهيب
وتوعدتهم غضبك العظيم
يا رب إن كنت بلا ضمان في جنتك
فامنحهم كل نورك وراحتك. آمين."أخر ما قاله قديس من رُسل الرب الطاهرين قبل شنق نفسه. الانتحار خطيئة في معظم الديانات السماوية لذلك ستجد تزعزع ملحوظ في ثقة القديس عن عقابه في الآخرة أثناء قرائتك لرسالة إنتحاره. شيء أخر أود توضيحه هو رغبات القديس الأخيرة .. قد تبدو لك أن رغبته أنانية في كسب الآخرة بعدما أختار الموت فقط لتجنب مضايقات الناس وعدم تصديقهم لرسالته الربوبية؛ صحيح أن معاناة القديس كانت ناتجة من عدم إيمان الآخرين برسالته ولكن في أخر كلماته طلب الرحمة للبشرية. حقيقةً القديس لا يهمه مصيره إن كان الجنة أو النار لأنه وحتى بعد موته حتى أن يصل يوم الحساب سيضل يُعاني بعدم تغيير مصير البشر المحتوم من النار.