" غلبتِك كالعادة . "
صاحت بها نور مغيظة صديقتها آسيا
" شششششش ، بس بس إنتِ هتوجعي دماغنا "
قاطعتها آسيا متذمرة بسبب خسارتها الدائمة
" يا ستي ملكيش في الشطرنج بتلعبي ليه ؟ "
" هوووف بقى ، أنا هقوم أشوف مرام خلصت تدريب ولا لسه "
" متتأخريش . "
" حاضر. "ذهبت لتتفقد صديقتها فأستصدمت بأحدهم
" أنا آسفة جدا "
نظرت له بتركيز
" زين ؟ "
" أيوة ، أنا زين حضرتك مين ؟ "
" إحم أنا آسيا ساكنة عند في العمارة في الدور التاني . "
" أها ، أهلاً يا آسيا إزيك ؟ "
" بخير الحمدلله ، آآآه ... "قاطعها بعَجلة
" معلش يا آسيا بَس عندي ميعاد مُهم "
" آه طبعاً إتفضل . "قالتها مُحبطة وهي تنظر للدبلة الذهبية الموضوعة في يدها وتهمس بداخلها
" أنا مش عارفة إيه إلي بيجرالي ده ، يارب ساعدني . "
أكملت طريقها شاردة ، عيناها تُمشط النادي حولها بملل
إهتز هاتفها الذي تحمله بجيب تنورتها" سلام عليكم ."
" وعليكم السلام ، أيوة يا يونس خير ؟ "كانت نبرتها باردة لاذعة تَحثه على عدم الإطالة ، تراجع عما كان ينوي قوله وهو يردف بصوت مختنق
" مفيش حاجة يا آسيا مفيش حاجة . "
ثم أغلق الخط فزفرت بضيق و شعور بالذنب مُلازم لها أينما ذهبت ، لن تحادثه هي لم تخطئ ولن تبادر هي
كالعادة فيغلبه حبه و حنانه عليها فيعود إليها مُعتذراً عما لم يَبدر منه" آسيا . "
ألتفتت لصديقتها مرام وتحاول إخفاء تعابير وجهها المُستائة
" أيوة يا مرام ، خلصتي ؟ "
" أيوة يلا نروح نشوف نور . "سارتا متجاورتان يعم الصمت بينهن لا تستطع كل منهما تجميع شُتاتها والحديث ، إفتتاح الحوار صار ثقلاً على قلب كليهما يجعلهم يلجأون للصمت .
___________________
" بس أنا مش وحشة يا نور . "
خرجت الكلمات من بين شفتيها مُحملة بوجع روحها وقلبها هي الجانية ولكنها تتألم
" وأنا مقولتش إنك وحشة يا آسيا ، بقول إنك غلط
معلش يعني إزاي مخطوبة و إزاي بتحبي واحد تاني؟ ، فهميني ؟ "صرخت بصوت مُنهك
" معرفش معرفش ، حبيته إزاي وأمتى معرفش . "
" طب وبعدين يا آسيا ؟ "ضمت ساقيها الي صدرها وأستندت عليهم
" في إيه يا نور ؟ "
" فيكي ، لازم تشوفي حل وتحددي موقفك تجاه يونس و موقفك تجاه زين وعلى أساسه نبدأ نتصرف . "نظرت لنور بضياع
" يونس خطيبي ، أخترته بعقلي آه بس هو مناسب ليا جداً ومتفاهمين وبيحترمني
شيفاه زوج وأب لكن .. "صمتت وهي ترتب كلماتها
" زين حاجة مُختلفة حاسة إني دايماً عايزة أشوفه وأسمع رأيه وأتكلم معاه . "
قاطعتها نور بتساؤل
" هو إنتِ مش قلتِ إنك مش بتتعاملي معاه ؟ "
" آه ولا هو يعرفني أصلاً بس أنا متبعاه على الفيسبوك "
" فيسبوك آه قلت لي ، آسيا حبيبتي ده مش حب ده اسمه
إعجاب أو إنبهار وأول ما تقربني منه بوم هتشوفي العيوب بجد ومش هتعرفي تتعاملي معاه ."
" المشكلة مش في زين ، المشكلة في يونس مبقتش قادرة أتعايش علاقتنا بتخنقني زهقت ومليت حاسه إني أتسرعت يا نور . "نظرت لها نور بشفقة لا تدري ما يمكنها تقديمه لها هي نفسها لا تدري ما تريد كي يتم تقديمه لها .
____________________
" نور . "
" خير يا آسيا ؟"تنفست بعمق
" أنا هصارح يونس بكل حاجة ."
" هو الموضوع صعب أوي بس أنتِ لازم تعملي كده فعلاً
توكلي على الله يلا . "___________________
نظرت له بعيون نادمة ملامحه مُبهمة منذ ما تفوهت بِه ، طلب منها إعادة كلماتها ببطئ
" عايزة إيه يعني أنا مش فاهمك ؟ "
تسابقت الدموع على وجنتيها بينما تُبعد أنظارها عنه
" يعني إنتِ بتحبي حد غيري ، و مبقتيش عارفة تكملي صح كده ؟ "
لم تقوي على النطق بأي شئ بينما هو نظر لها بسخرية
" حقيقي أنا ندمان على وقتي الي ضاع معاكي. "
صمتت هي تخلع دبلتها وتضعها أمامه وترحل وأتاها إشعار من صفحة زين ، فتحته لتجد أنها تمت خطبته نظرت للهاتف بحسرة وهي تسرع في خطواتها والمطر يتسابق في الهطول يشاركها أحزانها ، جسدها يرتجف و قلبها الغبي يؤلمها لقد فقدت كل شئ فقدت يونس وزين بغبائها
، عذرا هي فقط فقدت يونس فـ زين لم يكن ملكها .____________________
" آسيا أنتِ عرفتي إنه يونس ومرام إتجوزوا . "
" عرفت وعرفت كمان إنها كانت بتلف عليه من زمان أوي وأول ما سبنا بعض إستغلت الفرصة . "تنهدت و هي تنهض من فوق الاريكة
" ربنا يسعدهم . "
قلبها ليس سئ فقط بل هو سئ غبي فقد تعلق بالشخص الخطأ مُحطماً إياها جاعلاً منها نسخة مشهوهة منها ، بضع المشاعر أغدت من بعدها خائنة و بشعة تلك هي الحياة وذلك هو الحال لا نستشعر أهمية الشئ إلا عندما نتجرع مرارة فقدانه .
" تمت بحمد الله "
٨/٩/٢٠٢١
أنت تقرأ
قلب سئ | وان شوت.✓
General Fictionقلبها السئ كان سبب في شقائها الدائم وجَرح جميع من حولها ، كانت لطيفة نقية جميلة ولكن حولها ذلك القلب الغبي إلي إنسانة خبيثة تتلاعب بقلوب الأخرين مُسيطرة عليهم .