The part | الفصل

530 61 81
                                    

" غلبتِك كالعادة . "

صاحت بها نور مغيظة صديقتها آسيا

" شششششش ، بس بس إنتِ هتوجعي دماغنا "

قاطعتها آسيا متذمرة بسبب خسارتها الدائمة

" يا ستي ملكيش في الشطرنج بتلعبي ليه ؟ "
" هوووف بقى ، أنا هقوم أشوف مرام خلصت تدريب ولا لسه "
" متتأخريش . "
" حاضر. "

ذهبت لتتفقد صديقتها فأستصدمت بأحدهم

" أنا آسفة جدا "

نظرت له بتركيز

" زين ؟ "
" أيوة ، أنا زين حضرتك مين ؟ "
" إحم أنا آسيا ساكنة عند في العمارة في الدور التاني . "
" أها ، أهلاً يا آسيا إزيك ؟ "
" بخير الحمدلله ، آآآه ... "

قاطعها بعَجلة

" معلش يا آسيا بَس عندي ميعاد مُهم "
" آه طبعاً إتفضل . "

قالتها مُحبطة وهي تنظر للدبلة الذهبية الموضوعة في يدها وتهمس بداخلها

" أنا مش عارفة إيه إلي بيجرالي ده ، يارب ساعدني . "

أكملت طريقها شاردة ،  عيناها تُمشط النادي حولها بملل
إهتز هاتفها الذي تحمله بجيب تنورتها

" سلام عليكم ."
" وعليكم السلام ، أيوة يا يونس خير ؟ "

كانت نبرتها باردة لاذعة تَحثه على عدم الإطالة ، تراجع عما كان ينوي قوله وهو يردف بصوت مختنق

" مفيش حاجة يا آسيا مفيش حاجة . "

ثم أغلق الخط فزفرت بضيق و شعور بالذنب مُلازم لها أينما ذهبت ، لن تحادثه هي لم تخطئ ولن تبادر هي
كالعادة فيغلبه حبه و حنانه عليها فيعود إليها مُعتذراً عما لم يَبدر منه

" آسيا . "

ألتفتت لصديقتها مرام وتحاول إخفاء تعابير وجهها المُستائة

" أيوة يا مرام ، خلصتي ؟ "
" أيوة يلا نروح نشوف نور . "

سارتا متجاورتان يعم الصمت بينهن لا تستطع كل منهما تجميع شُتاتها والحديث ، إفتتاح الحوار صار ثقلاً على قلب كليهما يجعلهم يلجأون للصمت .

                        ___________________

" بس أنا مش وحشة يا نور .  "

خرجت الكلمات من بين شفتيها مُحملة بوجع روحها وقلبها هي الجانية ولكنها تتألم

" وأنا مقولتش إنك وحشة يا آسيا ، بقول إنك غلط
معلش يعني إزاي مخطوبة و إزاي بتحبي واحد تاني؟  ، فهميني ؟ "

صرخت بصوت مُنهك

" معرفش معرفش ، حبيته إزاي وأمتى معرفش . "
" طب وبعدين يا آسيا ؟ "

ضمت ساقيها الي صدرها وأستندت عليهم

" في إيه يا نور ؟ "
" فيكي ، لازم تشوفي حل وتحددي موقفك تجاه يونس و موقفك تجاه زين وعلى أساسه نبدأ نتصرف . "

نظرت لنور بضياع

" يونس خطيبي ، أخترته بعقلي آه بس هو مناسب ليا جداً ومتفاهمين وبيحترمني
شيفاه زوج وأب لكن .. "

صمتت وهي ترتب كلماتها

" زين حاجة مُختلفة حاسة إني دايماً عايزة أشوفه وأسمع رأيه وأتكلم معاه . "

قاطعتها نور بتساؤل

" هو إنتِ مش قلتِ إنك مش بتتعاملي معاه ؟ "
" آه ولا هو يعرفني أصلاً بس أنا متبعاه على الفيسبوك "
" فيسبوك آه قلت لي ، آسيا حبيبتي ده مش حب ده اسمه
إعجاب أو إنبهار وأول ما تقربني منه بوم هتشوفي العيوب بجد ومش هتعرفي تتعاملي معاه ."
" المشكلة مش في زين ، المشكلة في يونس مبقتش قادرة أتعايش علاقتنا بتخنقني زهقت ومليت حاسه إني أتسرعت يا نور . "

نظرت لها نور بشفقة لا تدري ما يمكنها تقديمه لها هي نفسها لا تدري ما تريد كي يتم تقديمه لها .


                    ____________________

" نور . "
" خير يا آسيا ؟"

تنفست بعمق

" أنا هصارح يونس بكل حاجة ."
" هو الموضوع صعب أوي بس أنتِ لازم تعملي كده فعلاً
توكلي على الله يلا . "

                      ___________________

نظرت له بعيون نادمة ملامحه مُبهمة منذ ما تفوهت بِه ، طلب منها إعادة كلماتها ببطئ

" عايزة إيه يعني أنا مش فاهمك ؟ "

تسابقت الدموع على وجنتيها بينما تُبعد أنظارها عنه

" يعني إنتِ بتحبي حد غيري ، و مبقتيش عارفة تكملي صح كده ؟ "

لم تقوي على النطق بأي شئ بينما هو نظر لها بسخرية

" حقيقي أنا ندمان على وقتي الي ضاع معاكي. "

صمتت هي تخلع دبلتها وتضعها أمامه وترحل وأتاها إشعار من صفحة زين ، فتحته لتجد أنها تمت خطبته نظرت للهاتف بحسرة وهي تسرع في خطواتها والمطر يتسابق في الهطول يشاركها أحزانها ، جسدها يرتجف و قلبها الغبي يؤلمها لقد فقدت كل شئ فقدت يونس وزين بغبائها
، عذرا هي فقط فقدت يونس فـ زين لم يكن ملكها .

                    ____________________

" آسيا أنتِ عرفتي إنه يونس ومرام إتجوزوا . "
" عرفت وعرفت كمان إنها كانت بتلف عليه من زمان أوي وأول ما سبنا بعض إستغلت الفرصة . "

تنهدت و هي تنهض من فوق الاريكة

" ربنا يسعدهم . "

قلبها ليس سئ فقط بل هو سئ غبي فقد تعلق بالشخص الخطأ مُحطماً إياها جاعلاً منها نسخة مشهوهة منها ، بضع المشاعر أغدت من بعدها خائنة و بشعة تلك هي الحياة وذلك هو الحال لا نستشعر أهمية الشئ إلا عندما نتجرع مرارة فقدانه .

" تمت بحمد الله "

٨/٩/٢٠٢١

🎉 لقد انتهيت من قراءة قلب سئ | وان شوت.✓ 🎉
قلب سئ | وان شوت.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن