انا و جوانا لوحدنا

1.7K 75 16
                                    

Murad's POV :
كنت استلقي على فراشي و كعادتي انظر الى السماء ليلاً .. كنت اتخيل اموراً كثيرة و مختلفة ، مرة ارى عبير و هي تبتسم لي و تنظر الي ، و احياناً ارى ان ابي اصبح يحبني و يدعوني بإبنه العزيز و يقوم بتشجيعي .. احياناً اخرى ارى امي و هي تقف في وجه ابي من اجلي و تحاول مساعدتي ، مرة اتخيل انني قد خرجت من هذا المنزل بلا عودة ، و تارة اخرى ، ارى انني قد وقفت في وجه ابي و تحدثت معه .. و لكن الليلة كانت مختلفة  ، كان يشغلني امر مختلف ، لم يحدث ان قمت بالتفكير فيه لهذه الدرجة ، لا اعلم السبب و لكنني اشعر بشعور جيد حيال التفكير في الامر .
علي:" مراد ، مرحباً "
مراد:" ماذا تريد "
علي :" يا رجل هون عليك اردت فقط الجلوس معك ، لقد ادخلتني والدتك "
علي:" لا ارى والدك في الكوار هل هو خارج البلاد !؟ "
مراد:" كأنني اهتم ؟"
علي:" لا و لكن لو كنت مكانك كنت ساحب ان اعرف متى يخرج و الى اين فحينها سأفعل ما اشاء "

علي هو صديقي .. يمكننا القول انه صديقي المفضل ! و لكنني ليس لدي شخص قريب مني ، فقط معرفته بمشكلاتي مع والدي و عدد من الامور التي لا يعرفه احد لا يعني اننا اصدقاء اعزاء .. هو يعتقد انني صديقه العزيز ، اعرف مشكلاته المادية و بعض الامور الاخرى و لكن لا يهمني الامر بصراحة ، و اتمنى لو انني لم اعرف حتى ..
علي:" لقد سمعت بما حدث في الجامعة "
مراد:" و ما الامر اذاً !! هل اردت الحضور فقط لتعرف ما الامر ! نعم اعتقد ذلك "
علي:" لماذا لا تصمت قليلاً .. لقد اردت ان اطمئن عليك "
مراد:" لا يهم .. لم يعد وجودي مهماً في هذه الحياة .. "
علي:" لماذا تقول هذا ؟ "
مراد:" انها الحقيقة الا ترى !! "
لم اكن اود التحدث اكثر ، اعتقد انه قد شعر بذلك فقط ظل جالساً ينظر الى النافذة و لم يتفوه احدنا بكلمة لمدة تزيد عن ال٢٠ دقيقة ، لا اعرف كيف نتحمل هذا الهدوء و لكن عقلي لم يكن هادئاً كان مزدحماً كما لم يحدث من قبل
علي:" في ماذا تفكر "
مراد:" هل تأملت يوماً في الموت ! هل توقفت لدقيقة و تسائلت كيف هو الموت ! بماذا شأشعر كيف سيكون ! "
علي:" هل تناولت شيئاً اليوم يا مراد ؟ "
مراد:" نعم ، تناول الموت "
علي:" مراد ما الذي تقوله ، لقد بدأت تثير توتري بكل جديه "
مراد:" تخيل انك الان تنظر الى الموت ، يقف امامك .. ينظر اليك .. "
هل ستفعل !
مراد:" و لكنه ليس اسود اللون و يرتدي ملابس غريبه سوداء و يحمل في يده عصى كما يصوره الجميع .. بل هو ابيض اللون .. يرتدي ملابس تشعر بحرارة الالوان فيها و لكنها بيضاء في حقيقه الامر .. هل ترى عينيه .. انهما تعكسان صورتك .. انظر اليها .. هل ترى نفسك ! .. لوح بيدك .. افتتح فمك .. نعم انه انت .. انصت .. !!! .. انه صوت الموت .. انه يناديك .. ان اجبته .. فقد يأخذك .. و ان لم تجيه .. سيظل واقفاً هنا .. بايتسامته المخيفة البيضاء .. فقط تبدو كإبتسامه الشرير الغليظ في القصص .. يحمل في يده كتاباً .. انها اعمالك .. يبدو الكتاب بني اللون .. هذا لان لا تعرف ما بداخله ولا تستطيع التحمين .. هل تعبت من النظر .. عد الى هنا .. "
علي:" مراد .. ما هذا الهراء ما الذي تفعله يا رجل استيقظ "
قام بضربي ظناً مني انني قد تناولت شيئاً مما نتناوله عادتاً
امسكت بيديه بكل قوتي و نظرت الى عينيه
مراد:" سأجيب الموت .. و لكن بعد ان اتخلص من جوانا .. يكب ان اتخلص منها "
علي:" انت ترعبني يا رجل دعني "
عندما تركته يذهب خرج و لم ينظر حتى من خلفه .. اعلم انني قد اثرت خوفه و لكن ..
نظرت الى الموت يقف امامي ..
مراد:" سأجيبك و لكن بعد ان اتخلص منها "

__________________________
Abeer's POV :
عبير:" مرحباً امي "
سارة:" مرحباً عزيزتي .. كيف كان يومك ! .. اوه من صديقتك الجميلة التي معك ؟"
عبير:" امي انها جوانا .. اعرفها من الجامعة "
جوانا:" مرحباً سيدتي "
اعتقد ان جوانا قد شعرت بالخجل لانها كانت تنظر الي اي مكان الا الى امي او الي
سارة:" مرحباً بك عزيزتي .. تبدين خجوله ، لا تقلقي انا والدة عبير و انا لطيفة .. اليس كذلك عزيزتي ؟ "
عبير:" بالطبع يا امي انتي كذلك ، انتي افضل شخص في حياتي "
نظرت الي جوانا كأنها تحاول القول ( وانا اذاً ) و لكنني لم اعرها انتباهاً ..
عانقتها والدتي بشدة و دعتنا لتناول الغداء
لم يكن والدي في المنزل لذلك جلسنا بمفردنا
سارة:" كيف كانت الجامعة !"
عبير:" بخير .. فقط .. تشاجرت مع مراد "
سارة:" ماذا حدث ! "
عبير:" فقط تحدثنا في امر ما و كما اخبرتك انه يصر على مواعدتي و انا لا اريد ذلك "
سارة:" اخبرتك انني لم احبه .. حاولي فقط ان لا تتشاجري معه مرة اخرى ارجوك لا اشعر بالاطمئنان له .. و يمكنك اخباري في اي وقت "
عبير:" اعرف يا امي "
سارة:" لديك جوانا هنا .. لقد احببتها .. يمكنك الاعتناء بعزيزتي صحيح جوانا؟"
كادت جوانا ان تختنق بطعامها .. نظرت الي ثم الى والدتي
جوانا:" بالطبع سيدتي سأفعل "
سارة:" اعلم ذلك "
قامت والدتي بالغمز لجوانا و بعدها انصرفت عن طاولة الطعام
جوانا:" ما كان ذلك "
كنا نهمس
عبير:" لا اعلم و لكنني سعيدة بذلك "
جوانا:" ارى ذلك .. لست انتي من يتحدثون اليك "
عبير:" اهدئي عزيزتي .. ستخرج والدتي بعد قليل و سيكون المنزل لنا وحدنا لعدد من الساعات اعدك "
قمت بلمس فخذها الايمن و وضعت يدي في النصف الاعلى من فخذها
شعرت بتوترها و لكن الامر اعجبني لا اعرف لماذا لم اكن اشعر بالتوتر من وجود امي او حتى بالخوف
جوانا:" عبير هل جننتي ابعدي يدك "
لم اتحدث معها .. و قمت برفع يدي انشات اكثر قليلاً و لكنني لم اذهب الى اي مكان
جوانا:" عبير"
سارة:" ما بكما تتهامسان .. جوانا هل انتي بخير لماذا يبدو عليك القلق !! "
جوانا:" س .. ليس هناك امر فقط تذكرت امراً ما "
سارة:" عبير ما الامر "
عبير:" لا شئ كنا نتحدث عن الجامعة و عن مراد "
سارة:" لا تقلقي لن يصيب احداكما مكروه سأقف في وجه من يتعرض لكما و لك عزيزتي .. "
لما تتحدث والدتي هكذا !!
سارة: سأذهب الان .. اتمنى ان القاك ثانياً يا جوانا "
جوانا:" انا ايضاً سيدة سارة "
سارة:" سيعود والدك متأخراً الليلة ، بعد عودتي "
عبير:" حسناً "
اعطتني قبله في رأسي .. و ما اثار حيرتي هو انها قد عانقت جوانا للمرة الثانية اليوم ، و لم اعتد ذلك منها لم تكن تعانق او حتى تهتم غير ل آن فقط لانها صديقتي منذ الطفولة "

و الان انا و جوانا لوحدنا في المنزل

/

I hope you like it
Moon

هي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن