الفصل الأخير "الن يتغير القدر!! "

16 2 2
                                    


*يوم المحكمة*

"رفعت الجلسة"
دقت عصا القاضي بقوة ليصدع صوتها في أرجاء المحكمة وإذ بعينيه لا تزال صوبي من فوق نظاراته الطبية ظللت جالسة لا أعرف لماذا لا أشعر بالسعادة لنيلي ما أريد!!!... هل من العدل أن أطلب حقي مقابل زواجي من ذلك الرجل ذو الشعر الشائب!!.. هل من العدل أن اتنازل عن حريتي و نفسي مقابل مالا اعيش به !!!... هل اعتاد الناس على ابتزاز الآخرين فقط لنيل ما يريدون!!..

طوال ذاك الشهر الذي سبق يوم المحكمة وبعد أن تركت مكتب القاضي ظللت ابحث عن مكان يؤويني و قبل غروب الشمس وجدت إحدى القري الصغيرة القريبة سمعت عن عمدتها الخير.. طلبت اللجوء اليه مقابل خدمتي لهم و رحبوا بي حتي جاء يوم المحكمة و وقفت أمام نفس الرجل يعطيني فرصة أخيرة كي أوافق على مطلبه... يعطيني فرصة و شرطا كي أنال العدل!!!

والان بعد أن صدر الحكم!!!!
سرت خلفه... وتحديدا نحو مكتبه والذي ما أغلق بابه حتي اصابتني رجفة خفيفة اجتاحت جسدي، و بصوته الجهور قال :

"اسمعي يا آمنة انا راجل ليا مركزي وعندي ولادي وبيتي و مينفعش جوازنا يخرج للعلن"

ضممت يدي حول جسدي في حركة تلقائية دفاعية وبداخلي شعور بالخطر إثر ما ينوي قوله ليسترسل وهو يجلس على كرسيه خلف مكتبه قائلا :

" متخافيش يا آمنه جوازنا هيتم على سنة الله انا مبعملش حاجة تغضب ربنا وشقتك هتبقى ليكي محدش ليه حق فيها غيرك"

وقفت آمنه لا تعرف اهي تلك الحياة التي تريدها حقا... ارتعشت نظراتها وعينيها الواسعة تدور في المكان و بداخلها شعور بالندم، الا انها وبعكس ما يدور داخلها وبقوة لا تعرف كيف اتتها قالت :

" شقة!!... بس!!! "

تغيرت تعابير ذاك القاضي و هو يلاحظ تحول ملامحها من الهدوء و التوتر الي الجمود و التبلد لتستكمل بعدما رأت ملامحه المتسائلة :

"اقصد يعني يا باشا المحكمة خلصت و خلاص كل واحد خد حقه تالت ومتلت.. ايه يجبرني اسمع كلامك على الزيجة دي.. هو حد قالك يا بيه علشان واحدة غلبانة هقبل بجوازة من غير مهر!!.."

"ااااه المحكمة خلصت... و الحكم جه ف صالحك بس نسيتي ي حلوة انتي بتتعاملي مع مين... بصي يا آمنه فيه بنات كتير تتمنى جوازة زي دي.. و انتي مكنتيش تحلمي بشقة زي اللي هدهالك.. انا طالب جوازي منك على سنة الله و رسوله و مش حابب ندخل في صراع انتي عمرك م هتبقى قده... لو خرجتي من هنا اعرفي ان اي تهمة هقدر ادخلك بيها ابعد لومان... فاهمة!! "

احتدت نظراته نحوها حين وجدها لا تتأثر بتهديداته، بل شردت لحظات تفكر لتقول في نفسها
" لقد جربت الزواج مرتين و لن أخطأ في الثالثة و اخرج فارغة الأيدي موافقتي على الزواج منه لن تكون إعداماً بل ساجعلها تكون فرصتي للحياة التي أريدها"

المكتوب ع الجبين /مايا عباسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن