꧁꧂

427 52 63
                                    


القصّة تعودُ لـ starlitsminniie كصاحِبة للفكرة ، أنا مُجرد كاتبة للسـرد صانعة للحِوار.





مُسوّدٌ قاتِم محياهُ ، كأنهُ لم يرى نورًا قط ، وكأن الشمس لم تَزُر إدلهامَ حياتِه من قبل.

كالِحٌ سوادُ ليله كما قلبه ،
حزينٌ منذُ أن وُلدِ وما زال .

فجعةٌ وإبتئاس ، يسكنانِ قلبهُ منذُ نعومة أظافرهِ ، إنما وُلدَ شقيًا فلا مفرّ.

هزيلٌ جسدهُ كفقيرٍ يعيشُ في إحدى الأزقة ، في أفقرِ حيّ، كأنهُ عاشَ في فرنسا فترةَ العصورِ المُظلمة ،
يرتدي من الملابِس أجملها ، ولكنّها قاتِمة كما ليلهُ كما قلبهُ كما حياتهُ ،
فوّضويّ شعرهُ ومن الواضِح أنهُ لا يهتم ،
ولَن يهتم .

ملامِحهُ خاليةٌ من الحياة ،
الهالاتُ تحت أعينهِ تحكي الكثيرَ مما لا تُنصفهُ الكلمات ، ولا يفهمهُ عقول البشر.

بمشي وحيدًا تمامًا ، على رصيفِ السوداوية، رفيقهُ الحزنُ وحبيبتهُ اللوعة ،
يتمشّى نحوَ حافلة الإكتئاب ،
أرادَ ركوبها لتذهبَ بهِ ألى حيّ الإنتحار ،
شارعُ قبرهِ تحديدًا.

لعلّهُ يرتاحُ فقط حينها ، لعلّه يتحرر من لعنةِ الوحدة والمشاعر المكبوحة ،
لعنةِ الخلوّ ، من الأصدقاء،
العائلة، الخلوّ من الإبتساماتِ والكلمات اللطيفة
الخلوّ من كلّ شيء.

أمضى بومقيو حياتهُ وهو في إنتظارِ موتهِ ،

يستيقظُ صباحًا وهو ينتظر الليل لينامَ مُجددًا ،
فاقدًا شغفهُ في نفسهِ ،
صحتهِ ، وفي حياته.

تمنّى فقط أن يبتسمَ لهُ أحدُ المارّةِ في الطريق يومًا،
أن يُحيّيه أحدهم ، يتلقى فقط كلمات لطيفة حتى لو كانت من غريب.

تمنى أن يحكي له أحدهم تفاصيل يومه ، ليسألهُ عن يومهِ هو الآخر ، تمنى الرِفقة والصداقة،
تمنى الألفة والمحبة،
العطف والحنان ولكن..

التمني هو طلبُ أشياء صعبٌ حدوثها أو تحققها وأحيانًا ، مُستحيل.

فؤادهُ ضعيف لا يسمح لهُ بقتل نفسهِ عمدًا ، عيناهُ لا تتحملُ رؤية الدمِ، وجسدهُ لا يقوى على تحمّل سكراتِ الموت .

سئم جدًا من نظراتِ التقزز التي كان يتلقّاها وما زال ، الجميعُ ينظرُ لهُ كأنهُ خطيئة
كأنهُ شيءٌ مُقرف جعل من دواخلهم تتقزّز.

نظرَاتهم تُحدثُ تزعزعًا وإختلاج ، إنتفاضًا لكلّ
شعورٍ بالاشمئزاز ، كانَ يشمئزُّ من نفسه .

نُقطة تحوّل.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن