لم أكن يوماً شخصاً مهماً في حياة أحد، كنت دائماً شخصاً عادياً يمكن الرحيل عنه في أي وقت حسب رغبتهم ومزاجيتهم، لم أشعر يوماً أنني محور حياة أحد، كنت دائماً محطاً انتظار للجميع لكن لا أحد ينتظرني، على الرف ككتاب قديم أكلته الأتربة حتى اختفت ملامحه، عندما غبت لم يتصل بي أي شخص ليطمئن على صحتي وعندما عدت لم يسألني أحد عن أسباب غيابي، هذه هي الحقيقة الجميع لم يلحظوا غيابي من الأساس كما لو أنني دخان لا أثر له، لا أعرف معنى أن يختارك أحد لكني كنت دائماً آخر الاختيارات، لم يخترني أحد كخيار أول في حياته، لم أشعر يوماً أنني الخيار الأول في حياة أي شخص، لم يقاتل أحد للبقاء معي، من الأساس لم أكن حلماً في حياة أي شخص، كنت شخصاً عادياً لا أحد يقاتل لأجله، كنت ورغم قربي ووجودي الدائم معهم غريب، غريب جداً عنهم، مشرد لم أجد ضالتي كل الأوطان كانت تطردني وترفضني، حياة كاملة على حدود الناس فاقد لوطني، لم أكن الصديق الوحيد في حياة أي شخص، لم يكن لدي صديق أستند إليه، أعرف الجميع لكن لا أحد يعرفني، أسمع الجميع لكن لا أحد يسمعني، لم يغامر أحد لإسعادي، لم يتشبث بي أحد عندما قررت الرحيل، لم أجد من يبحث عني في عزلتي ولم يلاحظ أحد الشحوب على وجهي، لم يسألني أحد عن الأشياء التي أحبها، التي أرفضها، التي أكترث إليها والتي لا أكترث لها، شخص عادي لأبعد مدى لا أحد ينتظره، لا أحد يشتاق له، لا أحد يفتقده أو يبحث عنه، شخص عابر في حياة الجميع.
#INTP