في الحرب مع الشيطان لا تنتهي المعارك بصلاة ودعاء،
ولا تتوقف حتى الانقضاء،
والمنتصر هو من مات يحمل في قلبه من الله الضياء، ترك ذكرا بعد الانقضاءفي تلك الصحراء القاحلة يكمن الهدف وصلوا اليه تبرق عيونهم بنور الحق، وتحمل أنفاسهم زئير الاسود،
تجمعوا يحمل كل منهم دوره وسلاحه وقف امامهم كفاح كأنه أسوار عكا التي تحطمت عند قدميها سفن الاعداء، فاستقاموا خلفه وتراصوا ونادى المنادي ان حي على الصلاة حي على الفلاح، فتلك هي الخطوة الاولى، الاعتماد على الاله، ولما اتموا الصلاة جلسوا وبينهم عاصم بصوته يقرأ عليهم آيات الجهاد، يحثهم بعذوبة على الفداء، وجاءت لحظة اللقاء، ساعة الصفر وبالعهد الوفاء،
جيش الشيطان يقابله جنود الله،
د. عزيز وحازم ومعهم كثيرون ممن اعطاهم الله من رزقه سعة وسلطانا فامتدوا في طغيانهم يعمهون، واغشى الطمع قلوبهم قبل العيون،كان اول الداخلين، زلزلت المفاجأة الخائبين، تكلم بصوت واثق لا يحمل برغم هدوئه ذرة من لين: تاجرتوا بكل شيء حرام، حتى العقول، وجيه دور الحق والحساب، فوروني هتروحوا فين، تعرفوا لو الامر ليا كنت لبستكم حرير، وسكنتكم قصر كبير، وبعدت عنكم في الدنيا كل شر وأذى، ( تملكت الدهشة ملامحهم ولكن ليس لوقت طويل فقد زأر بصوت يشبه تكسر الصخور من الاعالي) علشان مخففش عقاب ربنا عنكم في الاخرة ولا ساعة ولا يوم، بس في قلوب محروقة عايزة القصاص، وعيون طالبه الحق والثأر، وقبل كل دول في حق ربنا اللي استخبيته ورا اسمه في خداع الغلابة، وغصب الطيابة، واخضاع الرافضين، أقسم باللي حق الحق، هو الحق، لتدوقوا كل الم كنتوا السبب فيه، وزي مازدته في الطغيان هتزيدوا في الالم اضعاف،
انشقت الارض عن رجال كالصقور، وبدات رحى المعركة تدور، شاركت فيها حتى السماء فاعلنت الظلام غضبا، واطلقت شراراتها واصوات اعتراضها رعدا وبرقا، واختلطت اصوات الموت باصوات الحياة، وبعد حين عم الهدوء واعلنت السماء الحزن على الشهداء، فاسقطت مطرها عليهم قطرات من دموع، تغسلهم بالطهر وتزيخ عن ملامحهم الدماء، وتعانقت روحين ترتقيان الى السماء،
فهناك كان ريان يحتضن ياسر بين يديه يبكيه اخا وصغيرا وحياة، : خلاص مشيت، كدة ارتحت ورضيت، سبتلي الوجع وحبة ذكريات، طب كنت امسك ايدي وعديني معاك، سبقتني يا خويا، سبقتني يا صاحبي،طب خدت الفرحة ليه معاك، رفع راسه ونظر الى كفاح فالقى بنفسه بين يديه يخبره ان الالم اكبر من الفرح، وان القلب سحبت منه الانفاس، ينطلق منه النبض ميتا بلا حياة،في طرف آخر كانت سراب تبحث. عن عاصم، تقلب الوجوه علها ترى وجهه بينها وجدته هناك يعد الانفاس ركضت اليه حملت رأسه في حجرها دموعها فقط من قامت بالكلام،قال لها: اتبادلنا الادوار، انتي الحقيقة وانا بقيت سراب، سبتلك شوية ذكريات حافظي عليهم هيبقوا سندك في شدتك، وفضعفك قوتك وفي المك دواكي، حستناكي، بس خلي ربنا في قلبك واحسبي على رضاه خطاكي، نطق الشهادة وصعدت روحه تقابل رفيقه في الطريق، صرخت سراب بكل ما في قلبها من قهر والم، فكان اول الواصلين لها شريكها في المصاب،
آه من الرحيل، يأخذ منا من نحب، فيتركنا نبارز في معركة غير عادلة اسلحة الالم.
عادوا يحملون جراحا في الاجساد والقلوب وجسدين طهرتهما الدماء، ودموع كامطار السيول تريد الهطول، عادوا استقبلهم كريم فتوقفت قدماه عن حمله حين راى النعوش نظر الى كفاح بألم وقال: مين فيهم؟ مين؟
اقترب مرتعشا ينظر الى الوجوه، فتحولت ارجله الى ماء، وكاد يسقط ارضا لولا ايدي من تبقى من الابناء، رفعته سندته وفي عيونهم نظرة رجاء، ان لا مزيد من الرحيل، لم ترتح قلوبنا بعد من العويل، هز رأسه، يتلعثم منه الكلام.دفن الشهداء، وانتهت معركة الاعلان عن الوجود، وبدأ الجميع بمحاولة لملمة شتات انفسهم، كل الى عمله كل الى مهمته الجديدة.
جهاد عاد الى التدريس، اصبح عنده القدرة على العطاء اختار ان يعطي للجميع،
ريان مازال ذلك الطبيب النفسي اللطيف، والمقاتل الذكي،
سراب تداوم عنده مع رحيق للعلاج،
حسام ضابط يكره الفساد يراه ويراقبه ودائما على استعداد
آسر عبقري في البرمجة والالكترونيات
سيف اختار ان يعود للمحاماة
وكفاح الاب والاخ والقائد الذي حمل اللواء
ووطن، كانت دائما للجميع وطن، وستبقى بقلبها لهم وطن، تتابع الجميع، اختلفت عندها تراتبية الاولويات، فأولا الله والوطن، ثم اخوتها ثم باقي الاشياءفي الرحلة تبدأ القصص ولكن نهايتها محكومة، بما يجد على القلوب والعقول
اليس الحب في حد ذاته لذة
فلما نشترط الى المحبوب الوصولكلنا في رحيل، منذ لحظة البكاء الاولى
كلنا في رحيل منذ اول رفرفة للاهداب
كلنا في رحيل منذ اول الانفاس
اجمل الرحيل الذي يكون رحيلا في طريق الله
في طريق المحبة، فبرغم كل ما قد يؤلمك في الطريق فانت في النهاية تعرف انك ستصل، ولكن في طريق الشيطان ستبقا تدور في دائرة من الرحيل ولا سبيل للوصول.تمت بحمد الله
السبت 18/9/2021