خُــــذنـــي إليـــــك.🖤

418 12 1
                                    

خُذني إليك
***
"لا تذهبي ملاك لا تتركيني.. أرجوكي"   
قالهـا "مالك" وهو واقف خلفها وعينيه تذرفان الدموع..
أدارت رأسهـا قليلًا وقالت وهي مازالت على وضعها تستعد للذهاب ،، هتفت بقلـة حيـلة تهدئه ببعض الكلمات كي يتوقف عن تمزيق ذلك الذي في أيسرها بدموعه ..

"سأعود لاحقًا لكن عليّ الذهاب الأن"

"ملاك.. ملاك "

صاح بإسمهـا مرارًا وتكرارًا وهو يراها تبتعد وبدأت تتلاشى ،، سقط على ركبتيه أرضًا غارقًا في نوبة بكاءه وهو يردد بصوت بدأ يتلاشى هو الأخر من شدة البكاء

"لا تتركيني لا تذهبي ،،ملا..ك"

شعرتُ بوخزة تلك الإبرة اللعينه تُغرز في عروقي لتفرغ محتواها كي تساعدني على التحسن ..تلك اللعينه التي انتزعتني من ذاك الحُلم.. كم اود ان ابقى هناك معها فهو المكان الوحيد الذي اجدها فيه.

نظرت لذلك الطبيب شرزًا ..لكنه لم يعيرني إنتباهه وانهى ما يفعل ليغادر سريعًا.

شعرت بيدها تجفف دموعي ..فنظرت لها والنيران تستعر داخلي كلما رأيتها.. تدعي الحُزن على مرض إبنها وهي العله نفسها ..لم اعيرها أي إنتباه وسلطت نظري على سقف الغرفة مُستعيدًا أول لقاء بيننا...!
_____________

في نهـار أحد أيام شهر فبراير شعرت بألم شديد يجتاح جانبي الأيسر ليست هذه المرة الأولى لكنها كانت الأقوى والأكثر عنفًا ..تم نقلي إلى المُستشفى ليلقي الطبيب على مسامعي ذاك الخبر بكل برود كأنه يخبرني أنني أعاني من بعض الصداع !!

هتف وهو يفحص الأشعه بدقه وبنبرة باردة قال

"مُصاب بفشل كلوي.. حالتك متأخرة كثيرًا وسنبدأ بأول جلسة الأن"

قُلت بضعف من قوة الألم الذي يفتك بي فتكًا

"ما هذا الهراء بالتأكيد أنتَ مخطئ طبيب أحمق.. أعطني تلك الأشعة ليراها طبيب أخر "

تجاهل كل ما قلت ووجه حديثه لأمي وأخي قائلًا بجمود

"لن يخرج من هنا إلا بتوقيع أحدكما بتحمل مسؤليته إن أصابه مكروه.. ولكن الأفضل أن يبقى هنا حالته سيئه للغايه "

قال أخي والجمود مرسوم علي قسمات وجهه

"حسنًا فلتبدأ بالإجراءت اللازمه هو لن يذهب إلى اي مكان "

مرت ساعات وتم وضعي على سرير بالي وبجانبي الكثير من المرضى يعانون مما أعاني.. للحظه غرقت في أفكاري مُتحسرًا على شبابي الذي سيفنيه ذلك السقم المميت..
ندمت على غربتي كل تلك السنوات لأجمع المال كي اتنعم به انا وشريكتي تلك التي عدتُ إلى وطني لأبحث عنها وأنا أظن أن كل شئ سيكون على ما يرام ،، إنتشلني من أفكاري صوتٍ ملائكي فنظرت لصاحبة الصوت لأتأكد من أنها حقًا ملاك
فتاة في بداية عقدها الثالث ذو بشرة حليبيه وملامح هادئه واهم ما يميز عينيها إنهما واسعتين باللون الاسود ورموش كثيفه تغطيهما ..

خذني إليك | علا فائقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن