أصوات السيارات ، الناس ، وربما القليل من العصافير على النافذة بجانب أصيص الورد ، اجبرتهُ على رفع رأسهِ بِكسل قبل ان ينظر للساعة على الجدار المهترئ .
كانت تقريباً ثلاث دقائق قبل ان يستوعب أين ومن هو ، ثم في الدقيقة الرابعة تأفف ووجه يده يلتقط هاتفه الذي كان مرمي بالقرب منه .لا اتصالات ، ولا إشعارات .
"كالعادة " كشر بإنزعاج واعتدل يقف بكسل ويبتعد عن السرير نحو الحمام ، في العادة هو لن يحصل على أي اتصالات إلا ان كانت من صديقه المقرب والذي اصبحت تقل اتصالاته مع انشغاله بحياتهِ الجديدة ، بيكهيون كان متفهم لهذا الشي لكنهُ ولكل مرة ينزعج حين يجد هاتفه خالي من رسالة او اتصال .
وفي الجانب الآخر كان ينتظر اتصال الهيونغ الغائب ، الذي يعلم انه لن يتصل لكنه ولكل مرة يكذب على نفسه ويتفقد هاتفه أملً بسماع صوته .بعد استحمام دام لمدة وبعد ان نفذ الماء الساخن ، خرج يلف رداء الحمام على جسمهِ وفي يدهِ الاخرى منشفة يجفف خصلات شعره السوداء ، وقف أمام الخزانة وانتقى ملابسه بلوفر اسود فضفاض وبنطال ضيق بنفس اللون قبل ان يتوجه للمطبخ .
اقفل باب الشقة ثم اسدار ليكمل طريقه نحو المصعد ، تجاهل تحية الجارة الودودة الي تقطن بالشقة المجاورة له وكلبها الذي استمر بالنباح تجاهه والذي يتمنى بيكهيون ان يرميه من فوق العمارة يوماً ما ،
ثم بعد ان دخل للمصعد ضغط على الدور الارضي وكان سيخرج سماعاته ليلبسها قبل ان تمتد يد لتفتح الباب ويدخل جسد متوسط الطول بملامح بشوشة ، سار يتجه نحو بيكهيون الذي استمر بما يفعل متجاهل نظرات الآخر المبتسمة او المقرفة كما يظن هو ."صباح الخير بيكهيون ، أين ذهبتَ البارحة ؟ بحثتُ عنكَ كثيراً في الحانة ولم اجدك " تمتم الاكبر وهو ينظر للفتى الذي أمامه .
"لقد طرأ لي امرٌ عاجل واضطررت للعودة مبكراً ، لم يكن عليك انتظاري " بهدوء اجابه متجاهلاً رد تحية الصباح ، لو كان بيده لكان تجاهل كل كلامه لكنهُ يعلم ان الآخر لا ينفع معهُ التجاهل بل وسيزداد ثرثرة الامر الذي كرهه بيكهيون كثيراً .
"لا بأس بإمكانكَ تعويضي الليلة او أي وقت تريد " اردف الاخر بنبرة وجدها بيكهيون مستفزة .
الاقصر لا يعلم لما هذا الرجل ملتصق بهِ لهذه الدرجة ، هو ليس بتلك الدرجة من الجمال ولا يملك اموال اساساً او حتى عمل محترم.
أنت تقرأ
The dark inside my soul
Mystery / Thrillerقلبك المُلقى على قارعة الطريق لم يلفت أحد سواي كان يبدو مُغرياً ، رُغم أتساخ ما حوله فقط حين أقتربت أدركت لِمَّ بقيَّ وحيداً حين ألتّفت الحبال حولي و أُطبق الفخ .