هنالك مئاتُ الغيوم التي تختبئ في جسدي، غيومٌ تتشكّل من بخار الصوروالكلمات ومن رُكام أشياء لا أعرفها ولا أفهمُها بصراحة.
وبين الحين والأخر تهبُ عليها ريحٌ فتحولها إلى مطرٍ شرس، يبحثُ عن مهرب منّي، يستخدمُ عينيّ وكل مسامات جلدي.
أنكمش، تنهمر دموعي بغزارة، أتعرق وأرتجف وأئن بحرقة. أظلُ هكذا لربع ساعة وأحيانًا ساعات وبعدها أهدأ وأشعرُ براحةٍ كبيرة لأنني أكون قد أطلقتُ سراح الغيوم ويصفى بالي.
الموضوع موضوع مناخٍ نفسي، لكنهُ مناخٌ يصعب التنبؤ بأحواله .فقدتُ قُدرتي على التعبير والكلام ،
انتهت الكلمات وانعدمت ، كأنها لم تُكنُ يوماً موجودة ، وكأنني عُدت رضيعًا لا يستطيع التكلم ، بحكم أنني حاولتُ اخراجها كثيراً وإنكار هذا الهُراء المُلقى عليَّ ، لكنني فقط فشلت وبقيت اُحدقُ بالفراغ أمامي .ذرات الهواء انعدمت مرة اخرى في الغرفة وذات الطنين عاد ، جسدي الذي اهتزَ بعنفُ انتشلني من افكاري لأبصر ذلك الرجل جالسٌ امامي على السرير ، شفتيه تتحرك بشيءٍ ما لم استطع فهمهُ او سماعه ويديهُ على كتفي تهزني للامام والخلف ، ولقد فكرت بأنني زيادة على فقداني قدرة التكلم، فقدت قدرتي على السمع ايضاً ، كُنتُ خائفٌ حقاً .
نهضُ يضغطُ على زِرٍ ما بجانب السرير ، دقائق مَرت قبل ان يدخل رجلٌ بِرداء ابيض ، توجه نحوي وحاول التكلم معي لكنني كُنت فاقد الشعور حقاً ،
او رُبما ليس جميعهُ لأنني شعرتُ بأبرة تُغرس في يدي قبل ان اسقط نائماً على السرير ....
" ماذا يحدث هل هو بخير ؟؟" تشانيول تَحدث بقلقِ واضح ،
يقف امام السرير وبصرهُ مُعلق على الصغير النائم امامهُ وعلى الجانب الآخر يقفُ الطبيب بملامح مُمتعضة ."ما الذي فَعلتهُ للمريض ليدخل بحالة صدمة هكذا !!" وصلهُ صوت الطبيب المستنكر ليرفع رأسه بتفاجئ .
"ا..انا لم اعلم " بُترت جملتهُ مِن قبل الطبيب بِنبرة حادة "اخلع هذه الاصفاد عن يديه واخرج من هنا حالاً ، هذا مستشفى وليس مركز شرطة عندما يُصبح بحالة جيدة بإمكانك وضعها مجدداً "
تنهد تشانيول بيأس وغادر بخطى مُحبطة بعد ان حَرر يداه من الاصفاد ولم يستطع تجاهل الخدوش والخطوط الحمراء على معصمهِ الأبيض ليمسح عليها بخفة .
لم تكُن نيتهُ إيذاء الصغير ، ولم يكُن يعرف انهُ لم يتخطى الصدمة الاولى بعد ، اتى هنا ليُساعدهُ لكنهُ فقط افسد الامر مثل كل مرة .
أنت تقرأ
The dark inside my soul
Mystery / Thrillerقلبك المُلقى على قارعة الطريق لم يلفت أحد سواي كان يبدو مُغرياً ، رُغم أتساخ ما حوله فقط حين أقتربت أدركت لِمَّ بقيَّ وحيداً حين ألتّفت الحبال حولي و أُطبق الفخ .