"7"

187 6 0
                                    



دَلف إلى الداخل بعد أن فتح الباب ، جُدران مُهترئة وكان السقف يستغيثُ من الرطوبة ، مع غُرفة واحدة على اليسار بجانبها مطبخ صغير وبيكهيون استطاع استنشاق رائحة العفن زيادةٌ على روائح عِدة لينكمش انفهُ بقرف .

هذا هو المكان الوحيد الآمن حالياً الذي استطاع ايجادهُ بالمال الذي حصل عليه من مُقامرة الأمس ، كان يحتاج سكنناً حتى ولو كانت شقة اقرب الى حاوية نُفايات ، بيد انهُ لم يستطع العودة والبقاء عِند مالينا ، هي لن تقول شيئاً وسوف تُرحبُ بهِ ، لكنهُ فقط كَره فِكرة أن يكون ثقلاً على احد .

وضع حقيبتهُ على الاريكة امامهُ بعد أن تأكدَ مِن قفل الباب جيداً ، ودلفَ يستكشف المكان حولهُ .
بَعد أن انهى جولتهُ استحم يُبعد تَعب الايام السابقة ثمَ خرج يُسخن عُلبة رامِن ، وقَد فكر أن الطعام المُعلب سوف ينفذ ، ولا مال لديه سوى بضعهٍ سنتاتٍ لا تكفيهِ حتى لِشراء قارورة ماء .

وضع سيجارة في فمهِ واستنشقها ليدخل النيكوتين إلى رئتيه، الأمر الذي جعلهُ يُغمض عينيه بنشوة ، كان اسبوعاً خالي من السجائر، ولا يدري كيف استطاع تحمل كُل هذه المُدة بدونها .

ارجعَ رأسهُ على الاريكة خلفهُ وهو يزفر الدُخان الأبيض من فمهُ ، عيناه كانت فارِغة من الحياة ، مثل قلبهُ تماماً ، بيكهيون عَلمَ أن الظلام الذي كان يهربُ منهُ طِوال حياته ، استطاع أن يسحبهُ نحوهُ في النهاية وهو رَحب بهذا الظلام كثيراً وقد قررَ الغرق بهِ وهو مُبتسمٌ ،
كأن الأمر كان أشبهُ بالضحك بِشفةٍ مَجروحة .

بعد فترةٍ طويلة من الصمت والتحديق بالسقفِ بِفراغ ، استقام متوجهًا نحو حقيبتهُ ، أخرج حاسوبهُ المحمول الذي جلبهُ في اللحظة الأخيرة ، وقد لاحت ذِكرى هربهُ الأخير من ذلك الشرطي ليبتسم بخفة ، وكان بيكهيون يُفكرُ بأنهُ من الجيد أنهُ استفزه قبل ان يهرب ، ثم صمتَ قليلاً مُتذكراً اسمهُ ، لكنهُ فَشل في النهاية وتجاهل الموضوع ليُركز في الحاسوب امامهُ الذي أضاءت شاشتهُ بملفاتٍ عِدة ما إن وضع الشريحة بداخلهُ .

فَتح الملف الأول ببطئ لتظهر ملفات أخرى بِداخلهُ وعلى كُل ملفٍ كانت هُنالك عناوينٌ مُختلفة ، لينقرُ على أول ملف والذي كان بِعنوان تِجارة .

أول فِكرة لاحت بِعقل بيكهيون عِند قراءة العنوان كان تجارة الأسهم أو السيارات أو أي نوعٌ آخر من التجارات ، لكنهُ لم يتوقع أن يرى ملفات أخرى بعناوين مُختلِفة بين تجارة الأعضاء وتجارة البشر وبالآخر تِجارة الأطفال الرُضع !

جَفل بيكهيون ونبضات قلبهُ تسارعت عندما رأى الصور المُلحقة بالملفات ، صور لِنساءٍ مُعذبات ومُقيدات ، صور اطفال لم يبلغوا السنة الاولى من اعمارهم ، ومن الواضح انهم يتألمون من ملامحهم التي تبكي بِصمت .

The dark inside my soulحيث تعيش القصص. اكتشف الآن