دَلف إلى الداخل بعد أن فتح الباب ، جُدران مُهترئة وكان السقف يستغيثُ من الرطوبة ، مع غُرفة واحدة على اليسار بجانبها مطبخ صغير وبيكهيون استطاع استنشاق رائحة العفن زيادةٌ على روائح عِدة لينكمش انفهُ بقرف .هذا هو المكان الوحيد الآمن حالياً الذي استطاع ايجادهُ بالمال الذي حصل عليه من مُقامرة الأمس ، كان يحتاج سكنناً حتى ولو كانت شقة اقرب الى حاوية نُفايات ، بيد انهُ لم يستطع العودة والبقاء عِند مالينا ، هي لن تقول شيئاً وسوف تُرحبُ بهِ ، لكنهُ فقط كَره فِكرة أن يكون ثقلاً على احد .
وضع حقيبتهُ على الاريكة امامهُ بعد أن تأكدَ مِن قفل الباب جيداً ، ودلفَ يستكشف المكان حولهُ .
بَعد أن انهى جولتهُ استحم يُبعد تَعب الايام السابقة ثمَ خرج يُسخن عُلبة رامِن ، وقَد فكر أن الطعام المُعلب سوف ينفذ ، ولا مال لديه سوى بضعهٍ سنتاتٍ لا تكفيهِ حتى لِشراء قارورة ماء .وضع سيجارة في فمهِ واستنشقها ليدخل النيكوتين إلى رئتيه، الأمر الذي جعلهُ يُغمض عينيه بنشوة ، كان اسبوعاً خالي من السجائر، ولا يدري كيف استطاع تحمل كُل هذه المُدة بدونها .
ارجعَ رأسهُ على الاريكة خلفهُ وهو يزفر الدُخان الأبيض من فمهُ ، عيناه كانت فارِغة من الحياة ، مثل قلبهُ تماماً ، بيكهيون عَلمَ أن الظلام الذي كان يهربُ منهُ طِوال حياته ، استطاع أن يسحبهُ نحوهُ في النهاية وهو رَحب بهذا الظلام كثيراً وقد قررَ الغرق بهِ وهو مُبتسمٌ ،
كأن الأمر كان أشبهُ بالضحك بِشفةٍ مَجروحة .بعد فترةٍ طويلة من الصمت والتحديق بالسقفِ بِفراغ ، استقام متوجهًا نحو حقيبتهُ ، أخرج حاسوبهُ المحمول الذي جلبهُ في اللحظة الأخيرة ، وقد لاحت ذِكرى هربهُ الأخير من ذلك الشرطي ليبتسم بخفة ، وكان بيكهيون يُفكرُ بأنهُ من الجيد أنهُ استفزه قبل ان يهرب ، ثم صمتَ قليلاً مُتذكراً اسمهُ ، لكنهُ فَشل في النهاية وتجاهل الموضوع ليُركز في الحاسوب امامهُ الذي أضاءت شاشتهُ بملفاتٍ عِدة ما إن وضع الشريحة بداخلهُ .
فَتح الملف الأول ببطئ لتظهر ملفات أخرى بِداخلهُ وعلى كُل ملفٍ كانت هُنالك عناوينٌ مُختلفة ، لينقرُ على أول ملف والذي كان بِعنوان تِجارة .
أول فِكرة لاحت بِعقل بيكهيون عِند قراءة العنوان كان تجارة الأسهم أو السيارات أو أي نوعٌ آخر من التجارات ، لكنهُ لم يتوقع أن يرى ملفات أخرى بعناوين مُختلِفة بين تجارة الأعضاء وتجارة البشر وبالآخر تِجارة الأطفال الرُضع !
جَفل بيكهيون ونبضات قلبهُ تسارعت عندما رأى الصور المُلحقة بالملفات ، صور لِنساءٍ مُعذبات ومُقيدات ، صور اطفال لم يبلغوا السنة الاولى من اعمارهم ، ومن الواضح انهم يتألمون من ملامحهم التي تبكي بِصمت .
أنت تقرأ
The dark inside my soul
Misterio / Suspensoقلبك المُلقى على قارعة الطريق لم يلفت أحد سواي كان يبدو مُغرياً ، رُغم أتساخ ما حوله فقط حين أقتربت أدركت لِمَّ بقيَّ وحيداً حين ألتّفت الحبال حولي و أُطبق الفخ .