الفصل الواحد والعشرون: وحدي

133 30 0
                                    

#كلاريموند_تحكي

جلست أحدق بالكتاب في يدي، أمرر أصابعي على غلافة القديم المليء بالخرق، هل أفتحه وأقرأ ما فيه؟ هل يحق لي ذلك أصلا؟

جال بذاكرتي مشهد تلك المرأة ممدة أمامي، تهلوس وتنطق كلماتها الأخيرة... هل سيفارقني ذلك المشهد أبدا؟ نظرت للخيمة التي كان ينام فيها سير الياس، كيف جاء بخيمة؟ هل حقا له يد في هذا الانفجار؟ كان يبدو مستعدا له للغاية حتى أنه لم يتأثر بتاتا! هل قرأ الكتاب بعدما وجده؟ لقد كان معه طيلة ذلك الوقت. 

وما قاله لي عن موت الملك، وما قلته له عن آنيت وعن جزء سوداوي من حياتي... ماذا كان يعني كل ذلك، لم قررت فجأة أن أثق برجل من النبلاء! هل فقط لأنه تبعني ثم أنقذ حياتي؟ لكنني تعلمت في مدينتنا أن لا أحد يسياعدك الا لغرض في المقابل! ولا أظن أبدا أنه ساعدني لطيبة قلبه ورغبته البحتة في المساعدة فلو كان هذا حقا لساعد أهل المدينة التي هي من مسؤوليته كما هي من مسؤولية كل نبيل. 

أمضيت الليل أفكر في الكثير من الأشياء، بينما كانت سيسيلي نائمة بجانبي. لقد قررت الا أوقظ سير الياس وأن آخذ الحراسة طيلة الليل لسببين، أولهما أنني لازلت لا أثق به كليا أو بالأحرى لا أثق بنواياه وثانيا أنه تبعني ليومين ثم أنقذني في نهاية اليوم الثالث وأنقذ مدربي من سجن سير أنطونيو فأشك أنه حظي بأي نوم يذكر. 

مر الليل سريعا وعندما حل الصباح اسيقظ سير الياس وأبدى استياءه لأنني لم أوقظه ليأخذ دوره في الحراسة لكنني تحججت بأنني كنت غارقة في التفكير حتى أنني لم ألحظ الوقت، وانطلقنا في طريقنا مجددا.

سير الياس "هل أنت متأكدة أنك بخير؟ لست متعبة؟"

أجبته دون النظر اليه "نعم"

قال بعد برهة "ما حدث بالأمس..."

لأقاطعه قبل أن يكمل "من الأفضل نسيانه"

ليومئ بالايجاب "أتفق معك"

لا أعلم اين حصل التغيير لكن الأجواء كانت ثقيلة غريبة، ربما بسبب ما حدث في الليل.

سير الياس "هل توصلتي لأي شيء بخصوص اخوتك؟"

كلير "ليس حقا... كانت هناك رسالة لي في الحانة لكني لم أتلقها أبدا"

سير الياس "لكنك عدت الى منزلك وأحضرت أغراضا كما أرى"

نظرت له نظرة ثاقبة "هل فتشت حقيبتي؟!"

لمحت ابتسامة على وجهه سرعان ما اختفت "فقط ألقيت نظرة، لم آخذ شيئا أعدك"

مع من كنت أسافر حقا! أنا أضع نفسي في أكثر المواقف غرابة وخطرا.

عندما حل الليل أشعلنا  نارا بنفس الطريقة التي أشعلناها بها في الليلة السابقة ولم نكن قد اصطدنا غير أرنب واحد هذا اليوم فاضطررنا الى تقسيمه بيننا نحن الثلاثة.

سربنتلياس Serpentilias IIحيث تعيش القصص. اكتشف الآن