1

23 4 11
                                    

خلدت شمس الصيف إلىٰ النوم أخيراً بعد يوم تعب شاق، كانت القضية أصعب مما أظن، ظننت أنني سأفوز بها من النصف ساعة الأولى ولكنها كانت معقدة للغاية ف موكلي لا يتكلم أو يدافع عن نفسه.. فقط يجلس وهو مكتف يديه ويطالع كل شيء مع هالته المرعبة السوداء التي ليس لها علاقة بالبراءة أو اللطافة وهذا لا يساعده بتاتاً بل ينقلب ضدَّه إذ أن الصمت يدل علىٰ أنه المذنب عكس خصمه الذي دافع عن نفسه بكل الأدلة والبراهين الكاذبة التي لم يكتشف أحد غشها، وكذلك الشواهد بمجرد النظر إلى أعينهم بدوا كأنهم مجرمين ومنافقين يقتلون لأجل المال حتى تم الدفع لهم ليشهدوا ضدّ هذا المسكين، حسناً،، غداً لدي جلسة محاكمة أخرى للشخصين ذاتهما كي نرى ما الذي سيحصل....

___________________________________

Russia-Moscow 2011 Sep

في الصباح استيقظت كعادتي مليئة بالحيوية والنشاط و كلي ثقة أنني سأربح هذه القضية الشديدة التعقيد حتى أنني بت اهذي بها في نومي، سنرى ما سيحصل مع هذان الشخصان،،
استقمت من على سريري الذي يتوسط غرفتي وأنا اتمدد بيدي كي أعود إلى وعيي،، أخذت طريقي إلىٰ الحمام كي أزيل آثار النوم من علىٰ وجهي ، غسلته بالماء والصابون ثم نظرت إلى نفسي بالمرأة، هل سابقى عمري كله وأنا اتعب في هذه المهنة؟ وما الفائدة؟ الدفاع عن حقوق الإنسان والمظلوم... هه ياللسخرية! ف أغلب القضايا تحتم ب ربح الظالم!
عدت إلى أرض الواقع لادلف إلى الغرفة وأبدل ملابس النوم إلى اخرى ملائمة للمحكمة، فتحت الخزانة وأنا اطالعها ببطئ لعلي أجد ملابس مناسبة ف وقع بصري على بنطال جينز أسوداً معلق معه تيشيرت نصف أكمام حمراء اللون ...
ارتديته وتركت شعري الأسود القصير منسدلا بأريحية علىٰ كتفي كونه ناعم كالحرير ولم يصل إلى بداية ظهري بسبب قصر طوله ولكنه مناسب مع قامتي القصيرة ،،

وضعت أحمر شفاه قاتما يناسب بشرتي الحليبية الشاحبة ويناسب حذائي و بلوزتي الحمراء،،
ووضعت بعض الكحل كي يضفي جمالاً أكثر على بشرتي ف يقولون أن الجمال عنصر مهم للتحاور لكون المستمعين يناظرون المتكلم بأذان صاغية واعين فاحصة.. دلفت إلىٰ الخارج كي أرتدي حذائي الأحمر العالي قليلاً ف الطول هيبة ووقار كما يعتقد البعض، أخذت مفاتيح سيارتي وخرجت من المنزل مع حقيبتي واتجهت نحو المحكمة،،

وصلت إلى المحكمة وهنالك شيءٌ غير طبيعي،، جموع! تجمعات في كل مكان، وصلت إلى حيث يجتمع الناس ف تبين لي أن...!
نظر رجل إلي من الأعلى إلى الأسفل ثم اردف بقليل من السخرية:
" هل أنتِ المحامية ايليس ويلسون؟ "
لم أستطع اجابته ف لساني عجز تماماً عن الكلام حيث طريقة كلامه لا توحي تماماً بوجود خير! ف أومأت برأسي فقط.. ليقهقه بخفة ثم يكمل قائلاً بذات النبرة مع إرتفاع زاوية فمه:
" إن موكلك قد انتحر ليلة البارحة أيتها المحامية بعد أن حرقت جثته بالغاز، فقد كشف الأطباء عن ذلك وصرحوا أن هذا بسبب الضغط النفسي عليه،، أي بسبب عدم حمايتك له يا حضرة المحامية"
نزلت كلماته كالصاعقة علىٰ قلبي،، سهوم انتشرت داخلي مع حرقة في لساني تمنعه من الكلام،، شاب في مقتبل عمره ينتحر بل و يحرق! توقعت أشياء كثيرة لكن... الانتحار!
لم أستطع اجابته بل بقيت اطالع الفراغ بعيون فارغة وجسد بلا روح، لم أحزن علىٰ أنني فشلت وتم نعتي بذلك بطريقة غير مباشرة بل بسبب الشاب الذي قتل نفسه بسبب فوز عدوه عليه!
فعلاً الأمنيات تبقى أمنيات إن فشل الواقع....

3 Daysحيث تعيش القصص. اكتشف الآن