المقدمة

743 24 2
                                    

سيدة هي تربعت بنرجسية على مفاتن الجمال ، وتشربت بالكبرياء حد الثمالة
فوضوية هي في مشاعرها امراة لاتغري من يراها بل تفقده وتوازنه وتستحوذ على تركيزه ..
كأنها اميرة لمدينة الاموات فلا احد يسكن مدينتها رعباٌ من جماال عينيها
ومن شعرها المنسدل على كتفيها
....اسطورية هي كلبوة ثائرة في غيرتها لكنها كالفراشة في رقتها،،،
اتذكر اول حوار دار بيننا حينما جائتني في عجلة من امرها
: هل لك ان ترسمني وبكم ؟؟ ارجوك لا تطلب مبلغاً
ثميناً فانا لا املك الكثير من المال..
: حسنا حسنا سآخذ مبلغا زهيداً لا تقلقي
: شكرا انت رسام قنوع

: هل انتي عربيه؟؟؟
: كيف عرفت ذلك ؟؟
: من عينيك العرب مميزون بجمال العيون
: حسنا شكرا لك .. اكمل
:سأكمل لكن اجلسي على هذه النافورة
لجمال اللوحه ليس الا
بدأت ارسم لوحتها وانا اتأمل جمالها
الرسام يجذبه جمال مايرسم قبل ان يرى بعينه
المجردة مالذي يرسمه لكنها توقف فجأة
: توقف لا اريد
غادرت بعدها مسرعة ..
: توقفي سيدتي ماذا هناك
: صاحت من بعيد ( نقودك على الارض لا اريد اللوحة)
ضلت اللوحة غير مكتملة بعدها عدت الى المنزل اتأمل جمالها
لم ابالي لذلك الحظور الغير مكتمل
لكني فيما بعد بت اكره انصاف اللقاءات تلك..
..
لا ادري مالذي تركه غموضها في داخلي..
ذهبت الى المكان ذاته قرب النافورة الراقصة
ابحث عن ملامح تائهه على امل ان التقي تلك الغائبة
استغربت من تواجد شابة جميلة في ولاية نيفادا
وفي مدينة لاس فيغاس مدينة الخطيئة والقمار
مثل هذا السؤال ضل يشغل تفكيري ...
ذهبت فس الصباح الى جامعة نيفادا رأيت فتاة
تجلس في مكان الاستراحه قرب الشارع
كانت اشبه بالمرعبه والتائهه تقربت منها كانت هي
تلك الغائبة لكنها تختلف عما كانت قبل ايام
كانت ترتدي بدلة رسمية وكانت في قمة الاناقة
والرسمية واليوم اراها ترتدي بنطالا ازرق
وحذاء اسود من الجلد وترتدي تيشيرت اسود وقبعه
مع اكسسوار جماجم وعظام
الهيئة والشخصية لا يبدوان كما الامس
هل لهذه المراة شخصيات متعدده ،؟؟؟
مالذي تحفيه ... تقربت منها وبدأت اتأمل
جلسوها وشرودها ...كانت تجلس واضعة يديها
على ركبتيها وتضع اصابعها
في فهما كانت تقضم اضافرها قلقاً
فأنتبهت لي وقالت
: can I help you???
: تكلمي بالعربية اولستي كذلك
:وكيف تعلم اني عربية
: انا ذلك الرسام الدي هربتي منه
: اوو عذرا منك كنت منشغلة تفضل ماذا تريد
:انا لا اريد شيئا انا ادرس الفنون الجميلة هنا
: اوو حقا انا كذلك ادرس الماجستير هنا
صمتت واحنت رأسها
:هل لكِ ان تريحي فضولي لما كل هذه الغرابة
تحيط بكِ
: هل تراني غريبة ؟؟ لما؟؟؟
:لا ادري هل انتي غامضة ام ان غرابتكِ
تلك توحي بأن هناك شئ
: ليس كمل تعتقد
:حسنا هل لكُ ان ترافقيني
: الى اين
: الى الstrip
: ماهو،،
: انه اكبر شارع في لاس فيغاس
لن اصف لكِ جماله وروعته..
: رغم اني لا ارافق الغرباء لكني سأرافقك
كونك عربي
: وان لم اكن عربي !!؟؟ هل تمتنعين
عن مرافقتي .،؟؟ هل جنسية الشخص
من تحدد اخلاقيته؟؟؟ هل ترين مايفعله العرب
ببعضهم؟؟؟ اوليسوا اشد خطراً من غيرهم،؟
: هل تود اخافتي منك؟؟
: كلا لكني اعارض منطقكِ ف تقييم الاشخاص..
: هلا غادرنا
: هيا
وصلنا الى الstrip تجولنا قرب افخم واكبر الفنادق
كانت كالطفل الذي يرى العالم للوهلة الاولى
كانت تشع براءة يغطيها خجل رقيق
تعلوها ابتسامة مبطنة بشغف واصرار
: ااااه تعبت
: لنجلس قرب النافورة الراقصة
:تلك؟؟
: نعم تلك التي هربتي منها ههه
: هه حسناً
: الن تقولي ماهو اسمك؟؟
: لكنك لم تسالني
: مرافقتك لي كانت تحتم عليك البوح باسمك
: اسمي ريمان وانت
: انا ايثان
: غريب توقعت اسمك عربياً
: انا عربي لكني ولدت هنا كنت اتمنى ان
اعيش كما هي اصولي
: اممم كيف مالذي جاء بك الى هنا
: حكايتي لا ادري ماهو عنوانها لكني
سأرويها لكِ
: اسمعك
: اتعلمين احيانا الحياة تاخذ بنا
الى طرق لانعلم نهايتها
والداي تزوجا رغماً عن اهليهما
وانتي تعلمين الحقد الذي يتولد
في هكذا مواقف . بعد ولادة اختي سما
امي كانت حامل بي لكن والدي توفي بسبب
فتحة القلب التي كان يعاني منها
بعدها امي سافرت الى استراليا
في سدني الى خالي وزوجته وهناك ولدت
نشأت حتى الخامسة عشر في سدني
اختي سما دخلت الجامعه لكن ...
: لكن ماذا اكمل
: لم يكن القدر يرغب في مصادقتي
كان مصراً على ان يجعل الحزن رفيقا لي
توفيت امي وخالي واختي في حادث
قرب احد الجسور التي كانت قيد الانشاء
بقيت انا وزوجة خالي لم استطع ان ابقى
في المدينة التي تحتضن ذكرى رحيل ماتبقى لي
من احبتي بعدها غادرت الى العراق الى بغداد
كنت اعتقد انهم سيحتضنوني بعد طول فراق
وخاصة انهم لم يروني بتاتاً لكنهم قابلوني
بوجوه يملؤها الحقد والضغينة هل تصدقي
انهم شككو في كوني حفيدهم
وجدت انه من الافضل ان اعود ادراجي
عدت الى سدني وقررت الذهاب الى
لاس فيغاس صديقتي ايزابيل على الفيس بوك
كانت ترى رسوماتي نصحتني بالقدوم الى هنا
هنا يتواجد السواح بكثرة وفرص العمل جيده
وهنا اكملت حياتي ودراستي وكل نهاية شهر
اسافر الى سدني لاطمئن على زوجة خالي
هل اتعبتك بقصتي
: كلا لكنها ليست مؤلمة بقدر قصتي
: اخبريني ماهي
: ليس اليوم ايثان ساغادر وداعاً
: توقفي هل لي ان اوصلك الى مكان سكنك
: لا شكرا وداعا ايثان
: وداعاً ريمان
في هذا اليوم القصير امتصت مني كل
الم وحزن لكني شعرت ان المها ليس بطفيف
في اليوم التالي انتظرتها لم تاتِ
ضلت غائبةً اربعة ايام ذهبت الى
النافورة الراقصة وضعت لها على خشبة الرسم
التي ارسم بها رسالة اخبرتها ان
تاتي الى منزلي او ان تتصل بي
لكن بلا جدوى .. بدأت افتقدها
في الصباح طُرق الباب ذهبت مسرعاً علها هي
: مرررحبا ايثان اين انت مختفي
: ايزابيل تفضلي
: اينك يارجل هل انت مصاب بمرض مزمن
: كلا لما تقولين هذا
: اذن لما لم تلتقِ بي او حتى ان تتصل بي
: كنت منشغلاً
: بصديقتك الجديدة
: كيف لك ان تعلمي
: رايتك معها قرب النافورة
: لما لم تاتي وتشاركينا الحديث انها مجرد
صديقة لي
: وهل انا حبيبتك كي تبرر لي
: انتي صديقتي الوحيدة وتعلمين اني
لا اخفي عنكِ شيئاً
: حسنا هيا انهض كفاكَ كسلاً سأعد
الفطور اذهب واستحم
: حسنا ايتها المزعجة
ذهبت استحم وكانت ايزابيل تثرثر بصوت عال
لكني كنت منشغلا بريمان لما اختفت هكذا
: ايييثثثااااااان ايها الكسول لما
بيتك مبعثر هكذا هل انا خادمتك
: انا لم اطلب منكِ ان تفعلي شيئا
اتركي كل شئ على حاله
: كيف ستاكل وتنام وسط هذه الفوضى
: لا عليكِ اعتدنا على بعضنا انا والفوضى
: هيا اخرج كفى جدالاً
بعدها خرجت الى الجامعه مع ايزابيل
عدت الى المنزل وجدت رسالة على الباب
(( مرحبا ايثان انا ريمان جئت الى بيتك
لكنك لم تكن متواجداً سأعادور زيارتي في المساء ))
انا رجل كالخرافة اعبر النساء
كالظل في مواكب تجلب الدهشه
لكن ريمان وحدها من مسحت ضوضاء
الذاكرة اللعينه لتكون هي مالكتها المستبده
انتظرت حتى المساء دقت الساعه التاسعه
وطرقت الباب كانت هي
كاانني امير ينتظر اميرته لكن لم يكن
هناك حب وليس تخلي كانت هناك مشاعر
فوضوية ومجهولة
: مرحبا ايثان كيف حالك
: اهلا ريمان تفضلي اين انتي هل انتي بخير
: لا تقلق سافرت الى العراق يومين فقط
: ماذا لما لم تخبريني
: كنت في عجلة من امري
: ماذا حدث
: لا شئ مهم
: اسف نسيت لم اضيفك
سأعد لكِ القهوة
ضلت تتجول في المنزل استوقفتها لوحة
رسمتها كانت اللوحة مقلدة من الرسام المشهور
نورمان روكويل اسمها
Girl at the mirror هي من اهشر لوحاته
: تفضلي قهوتكِ
: شكراً
: ايثان ماذا يعني ذلك
: ماذا؟؟
: اللوحة
: ماذا ترين انتي
: ارى فتاة تجلس امام مرآتها وقد وضعت
على ركبيتها احدى المجلات الفنية وقذفت دميتها
التي لطالما شاركتها مهدها
: هذا التصوير المجرد للوحة انتي ماذا
ترين فيها
: ارى في اللوحة مايراه الرسام
اراها تتامل الحوار الصامت مع الاطياف
والاحلام والامال الوردية
: هذا مااراه ايضا اذن؟؟؟
: اذن ماذا؟؟
؛ انا وانتي نملك عين الفنان ذاتها
: لكني لستُ ملمة في الرسم كثيراً
: حسناً سأغني لكِ هل توافقين ؟؟
: هه ياللروعى موافقة
: I'm a live
I get wings to fly
Oh, oh, I'm alive
When you call on me
When I hear you breathe
I get wings to fly
: هذا يكفي اعتقد ان صوتي قبيح
: هه لا عالعكس راااائع
: دوركِ الان
: مااذا لم نتفق بعد
: هيا هيا استمع
: سأغني اغنية مناااقضة تماماً
لسيلين ديون التي غنيتها
: ياستي اي شي المهم تغنين يلااا
: طيب اسمع ههههه
: مابكِ غني لما تضحكين
: حسناً اسمع
((هم رجع كلبي يحن
ماكفاه جرح البيه
ضاك المر من حبه الفات
ريت الله يهديه
نار الحب جوت كلبي وخلتني ساكت ومحتار
وين الي يشفيلي الروح وين الي يطفي النار
زرع بيه العشك خوف يعني ابطل ماشوف
اوف من كلب اوف
: اووو تصفييييييق رووووعى
: هههههه شكرا هل اعجبتك
: جدا لكن لما هذا الحزن الذي
يكبل ابتسامتكِ
: لا شئ
: لما تتهربين اعلم اني لست
بذلك القرب كي اقتحم اشيائكِ الخاصة
لكن اعتقد ان البوح سيسهل عليكِ الامر
: لا احتاج البوح
: صدقيني القوى التي تدعينها
سيأتي يوم وتخور ولن يكون معكِ من
سيجبر لكِ انكسار تلك القوة
: وداعاً ايثان
غادرت ريمان وتركت في ذهني
الف سؤال وسؤال
بقينا نلتقي في الجامعة تعرفت ريمان
على ايزابيل حين كنا نجلس في احد الكافيهات
جاءت ايزابيل برفقة اصدقائها
: اهلاااا ايزابيل تعالي هنا
: ايثاااان ايها الرجل اللعين
: هه اعرفكِ ريمان زميلتي عربية
وهذه ايزابيل صديقتي الحميمة
: اهلا عزيزتي سعدت بكِ
: اهلا بكِ حدثني ايثان وقال انكِ
من شجعه بالقدوم الى هنا
: هههه الا تخفي شيئا
: هههه تعلمين اني رجل مفضوح امره
: حسناً ريمان هذا رقمي حادثيني ان
احتجتي شئ
: لابأس
: هل لي برقم هاتفك
: مؤكد لما لااا
: تفضلي
: شكراا حسنا ودعاااا
: وداعا .، مابك ايثان
: لا شئ لكن لماذا اخذت رقمك ايزابيل
: لا اعتقد لشئ لمَ انت قلق
: لا شئ انسي
: حسناً سأعود الى منزلي
: سأوصلكِ ولن ارضى ان رفضتي
: حسنا ان كنت مصّْر
مشينا طوال الليل الى ان وصلنا
: حسناً ايثان وداعاً شكرا لك
: انتبهي لنفسكِ

سيدة القومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن