خطوات بطيئه في الممرات بعد انتِقال لِمدرسه جديده وبينَ محاولات الإعتياد ومحاولات التعرُف على أصدِقاء أنا ضائِع .
—————
حِصة الحِساب هي الأسوء بِلا شَك ، أرقام غبيه موجَب عَلينا ترتيبها على وفقِ قوانين وضعها أُناس تحتَ التُراب
أعني حقًا هُراء !!.
—————
هي جالِسه هُناك تقرأ مُحادثه بالفرنسيه ، بالتأكيد بِصِفتها مُدرِسة اللغة الفرنسيه موجَبٌ عَليها تعليمنا الحُروف والأرقام والـ بلالالا..
كُلُ ما كان يشغِلُ بالنا بهِذا الوقت هو السُخريه مِن تلفُظها للحُروف والجُمل من بينِها "جومابيل نيفين" وهو تلفُظُها لإسمها .
بدايةً كان مُملاً، نُراقِب عقارب الساعه، نسخر بين الحين والآخر لكِنها أنتزعَت شعور الملل بِصوتِها بعدما وجهت أنظارها على إحدى الساخرين ، نَبرتُها تغيرت بِلحظات، وقالت بِجموح وصوتٌ يرِجُ في أنحاءِ مَكتبِها المُزين بِكلمات فرنسيه على شُباكِها المُطِل على الحديقةِ الواقِعه بمُنتصف المدرسه والتي تُعتبر مِن الاماكِن المُحببه لِقلبي والجانِبُ الآخر بُرجُ إيڤِل :( مالذي يُضحِك؟، هل تَعلمين أهمية هذهِ اللغه، هل تَسخرين مِن تقديمي لواجِبي !!؟) .
اوووهه أُنظروا إلى هذا ، أعتقِدُ أن هذهِ سَتكون حِصتي المُفضله ، بَعضَ المُشاغبه مع قليلٌ مِن الجُرأه ونفخه مِن الإِثاره ، هذا كافٍ لِمحو شعورا المَلل والكسل مِن حَياتي .
—————
نهايةُ الحصه بعدما قُرعِ الجرس حانَ موعِد العوده للمَنزِل، يُعيد كُلَ مَن بالمَكتب كُرسيهُ إلى مكانه ويخرِجُ سريعًا وأخيرًا نهاية الدوام ، إلا انا ، ليس لأجلِ شيء لكِن عادتي بطيء الكِتابه مع خطيَ الــ يوههه لا تجعلوني أبدأ ، لَم يتبقى سوى نحنُ الإِثنان والتِلميذهَ المُشرِفه على شُعبَتِنا المعروفه بأسِم "بُئرة المشاكِل" ، نَعم هذا لَقبُ شُعبتِنا، كَلِمه في الدَفتر ونظره للحديقه المليئه بالأشجار والتي أُعجِبتُ بِها مُنذُ النظره الأولى ونظره للمُدرِسة وهي جاعِلةً رأسُها على سطحِ مكتبِها ، يتضِح مِن بعيد أنها مُتعبه او رُبما مريضه ؟ ، أرتجلتُ بعدما أنهت المُشرِفة الكِتابه واقِفةً عِند الباب بعدما ناديتُها لـإنتِظاري .
هُنا ، أجل أنها هُنا هذهِ اللحظه ، أنها مُخلده، عظيمه، محفوره .
هل يُعقل لي تركُها وهي بهذهِ الحاله ؟ ، لا ، يجبُ علي التَصرُف .
:( يـ..يا سِت ، أأنتِ بِخير ؟ ) .
رفعت رأسُها الذي رُبما سينفجِر مِن الأرهاق موجهةً عينيها المُتعبتين صوب عيني وبصوتٍ مُهلك :( لا ، فَقط مُتعبه ومريضه ).
ماذا علي أن أفعَل؟ ، إِني مُحرج وخجِل ، ليس هذهِ المره ، فهذا يحدثُ دومًا بِسبب طَبعي لكِن هذهِ المره مُختلِفه .....
بِحركه لا إراديه أجِدُ قلبي وروحي وعقلي ويدي ورجلي وكُلي مُحتضناً رأسُها مُربِتًا عليه قائِلًا :( لـ..لا بأس ، لا بأس ) .
لِماذا لا أستطيعُ التحكُم بِجسدي ؟ وحتى روحي ؟ .
أنهُ يحدِثُ ثانيه ، ها هي قادِمه ، وبِحركه لا إراديه أخرى مع زيادة مِلعقة جُرأة ، قَبلتُ خَدها ، بِالأصح المَكان بالقُرب مِن شفتيها...
أرجوك توقف ! ما هذا ؟ مِن أين أتى ؟
ليس الآن مازالت المُشرِفة عِند الباب ، و..
و ماذا ؟ ، أنهُ الشُعور ...
أنهُ كـصاعِقه ، لقد جاء ..
لا أرى شيئًا ، لا أسمعُ شيئًا سوى ذلِك الصوتُ الرنان ..
ما هذا الصوت ؟ ، مِن أينَ مصدره ؟ .
أنهُ كـ طَبل يرِنُ بأستِمرار في أيسرِ صدري .
ما معنى هذا الصوت ؟ ، رُبما صوت التوتُر ؟ ، هل يمتلِك صوت ؟.
لا أدري ، أنا فَقط حائر الآن ، هل أوقعتُ نفسيَ بِمشاكِل مُجدداً ؟ .
هي فَقط مُدرِستي لا غير لكِن لِماذا قلبي سيُنتزَع مِن مكانِه ؟
لِماذا يضرِبُ جُدران صَدري ذهابًا إيابًا ؟
لِماذا قلبي يُصدِرُ هذا الصوت بدون توقف !!؟ .
أفاقتني المُشرِفة بعدما كُنتُ غارِقًا بالتفكير للحظات فقط .
كُلُ تِلك الاسئِلة أنزلقت الى رأسيَ بِلحظات !!.
خرجتُ والتوتُرُ والقلق والخوف مُحتلينَ جسدي .
ماذا لو أخبرت المُدرِسه أحدهُم عَن الذي حَدث ؟ .
ماذا لو أخبرت المُشرِفه أحدهُم عَن الذي حَدث ؟ .
مالذي فعلتيه أيتُها الحمقاء !!!؟.