أقترب سيهون أكثر يضع رأسهُ على قلبهِ بِنية سماع صوت قلبهِ لكن بِلا فائدة ، أبعد أنبوب التنفس عن فمهُ ووضع بدلها يدهُ ليرى إن كان هُنالك نفسٌ أم لا .
وفي نفس اللحظة ،
دخل كاي الغُرفة ليرى سيهون يضعُ يدهُ على وجه هنري مانعاً اياهُ من التنفس ، وصوت جهاز التخطيط الكهربائي يصدحُ في الغُرفة مُعلِناً عن توقف قلبهِ .
"ماذا تفعلُ !! "
بصعوبةٍ وبِغيرِ إدراك ، نطقَ لِسانهُ مُتفاجِئاً بالذي تراهُ عيناه، وأصابَ رأسهُ الصُداعَ فجأة .
ولأولِ مرةٍ ، وَد كاي لو يُكذب عيناهُ .
في حين سيهون كان لا يزال يضع يدهُ على أنفِ الجُثة الراقِدة أمامهُ ، مُتحسِساً إن كان هُنالك زفيرٌ خارجٌ أم لا ، هو حتى لم ينتبه لوجود الأسمر المُتصنم أمامهُ ، ولا حتى كلِماتهِ التي ألقاها .
لم ينتشلهُ شيءٌ من توتُره وخوفهِ سوى اليد التي دفعتهُ للخلف بقوة ، بقوةٍ لدرجة ترنحهُ لجُزءٍ من الثانية قبل أن يستعيدَ توازنهُ ويُبصرُ كاي الذي كانت عُروقهُ بارِزة ، أثر صُراخهِ ليُنادي الطبيب بالخارج .
ثوانٍ قليلة مرت أحس بِها سيهون أنها ساعاتٍ ، قبل أن يُفتح الباب ويدخلهُ مُمرضينَ عِدة ورائهم رجلُ يكتسي بمعطفِ أبيض .
لم يستطع سيهون البقاء اكثر ومُشاهدة الذي يجري أمامهُ بِحُكمِ أن كاي جذبهُ من ذِراعهِ بعنفٍ ورائهُ .
دَخل غُرفةً ما كانت فارِغة على اليسار ودفع سيهون ليدخُلَ هو الآخر ، وهذهِ المرة هَو لم يستطع الإتزان ليسقط على الأرضِ بقوة .
كاي لم يُعطهِ الفُرصة بأن ينهضَ او يستوعبَ الوضع لأنهُ أنقضَ يجلسُ عليهِ قبل أن يوجهَ لكمةً لوجههِ الذي أرتد للخلف أثر اللكمة .
قبضَ على ياقةِ قميصه يجذبُ رأسهُ لأن يرتفع ، عيناهُ كانت تُطلقُ شراراً استطاع سيهون الشعور بِها .
كان أكثرُ شيءٍ يكرهُ كاي هو شعور الخيانة ، أن تثقَ بأحدٍ في أي شيء ثم يخونُكَ بِلامُبالاةٍ وكأنهُ لم يُقدركَ ولم يحترمكَ ابداً ، هو كان يظنُ سيهون قتل هنري .
بالأصل هو كان يشكُ بهِ مُنذ أن رآهُ يصعد في تلك السيارة ، وأستمر بمُراقبةِ تصرفاتهِ المُريبة طِوال اليومين من بعيد ، كأن يتأخر سيهون بالرجوع للمنزل ، وأن لا يذهب للعملِ ، وللكثير من أصوات الصُراخِ والتحطيم التي كانت تصدرُ من منزلهِ ، ثم يعمُ الهدوء أرجاء المنزلِ وكأن لا شيئاً حصل ، ويخرجُ بعدها بوجههِ البارد الخالي من الحياة .
كاي فقط شكَ بأن الشاحب يُخفي أمراً ما ، لكنهُ حينما رآهُ فوق جُثة هنري ، صرخت الشياطين في عقلهِ وأفقدتهُ صوابهُ .
أنت تقرأ
The dark inside my soul
Mistério / Suspenseقلبك المُلقى على قارعة الطريق لم يلفت أحد سواي كان يبدو مُغرياً ، رُغم أتساخ ما حوله فقط حين أقتربت أدركت لِمَّ بقيَّ وحيداً حين ألتّفت الحبال حولي و أُطبق الفخ .
