صرخت الطفلة تركض بإتجاه محدد بإتجاه الامومة الحنان بإتجاه تلك المرأة التي ربتها:
(ماما لقد حصلت على درجة كاملة!..)
رفعتها امها للأعلى تحتضنها وهي تدور بها تضحك بعلو مفتخره بإبنتها تتكلم بنعومة لم تفقدها إلا يوما واحد في يوم انتشال روحها الحقيقة:
(روح الماما فتاتي الذكية! هل يمكنني اكل وجنتك الجميلة؟!،...)
عضت وجنتها لتضحك الطفلة بسعادة وهي تبعد وجهها عن والدتها التي تُقَبلها بقوة التفتت وهي تنزل طفلتها تترك يدها لتتجه للسيارة وهي تراه أمامها بلحيته المشعثة وشعره الطويل ووقفته الحزينة لا تظهر عليه ملامح الثراء سوى من ملابسه اطبقت شفتيها تنظر له من بعيد تراقب ما يفعله انتفضت على البوق الذي انطلق من سيارتها بسبب يد طفلتها الصغيرة التي تعبث بالمقود
أخذت نفس عميق لتومئ له تحيه وهي تتجه لسيارتها بسرعة لتراه بطرف عينها يتجه لها توقفت تلتفت بهدوء تدس يداها بجيوب جاكيتها الشتوي الثقيل تكلمت بهدوء تنظر له بجمود
(أظن بأن هذا يكفي!ألا تظن ذلك؟...)
تكلم بصوت الرجولي الفخم
(لا أظن بأني قد طلبتك!اريد ان ارى ابنتي وأظن بأن هذا أبسط حقوقي!...)
سحبت نفس مرتجف تتكلم بصوت حاولت جاهدا اخراجه متزن
(لن نضحك على بعضنا يا **** أنا وأنت نعلم بأن لا وجود لك بحياة طفلتي...)
اقترب منها خطوة لتتقلص المسافة بينهم لتدير وجهها و هو يتكلم بخبث وهو يسمع صوت طفلته تخرج من النافذة
(ابي هل أتيت لقد اخبرت ماما بأني حصلت على درجة كاملة في الاختبار هل ستأخذني غدًا للحديقة...)
(هل سمعت ما نطقت به؟!ام اكرر؟قالت ابي انا موجود يا *****لم امت بعد وسأبقى بحياة طفلتي إلا أن يأخذني الموت منها..)
،التفت لطفلته يقبل وجنتها وهو يتكلم وينظر ل*****التي تهز قدمها بتوتر وتقطع شفتيها بعنف
(روح البابا أحسنت يا بطلة سأخذك للحديقة غدًا بالتأكيد!كوني جاهزة بالوقت المحدد هيا يا بطلة ادخلي كي لا تمرضين....)
دخلت ليقف وهو ينظر لها بمشاعر لم تخمدها الجفاء القاسي منها ليهمس وفمه يخرج بياضا مع هذا البرد
(الحياة لا تقتصر على ما تريدين!انت لست بمحور الكون لنحقق لك كل ما تتمني!اهتمي بها جيدا لأنها ابنتي ابنتي ايضا...Done؟؟...)
نظرت له بجمود لتتكلم بروح ميتة
(لم يكن هذا كلامك قبل سبع سنوات..آهه وشأن الطفلة لا تقلق لقد ربيتها دون والد لذا لا تقلق الان...)
احمرت عيناه بغضب ليجذبها بقوة من ذراعها لتضع يدها فوق صدره تحاول إيقافه وهو يهمس بشر بأذنها لتصاب بالقشعريرة والهواء يطير شعرها الناعم للخلف
(لا تحاولي إغضابي يا *****لأني سأحرققك...)
سخرت ضاحكة ليتركها متراجعًا يومئ لها بتوعد وهو يرحل لتخرج يداها من الجاكيت وهي تنظر لهم بإرتجاف ترى اهتزازهم من شدة الحزن لتقبض عليهم تنفضهم عدة مرات تمتمت بغضب
(لا تفعلوا الان! ليس الآن!! هيا هيا انا استطيع فعلها لست بحاجته لست بحاجته لستِ بحاجته انا قوية نعم استطيع فعلها.....)
ركبت بالسيارة لتقود ببطء ويداها ترتجف فوق المقود بحزن عميق لتشهق مختنقة تسحب أنفاسها وهي توقف سيارتها بخوف تطفئها لتسند رأسها فوق المقود تبكي بخفوت وطفلتها تراقبها بصمت وعيناها تذرف الدموع كلحن مواسي لِلحنِ والدتها الخافت......
أنت تقرأ
فوق الغيوم روعة
ChickLit-تهدينا الحياة فرص إما نغتنمها او نبقى معلقين بالماضي الأسود... -تبًا لا يستطيع فهم الإنسان ما يملك بيده إلا عندما يفقده..ألن تعودي لقد اشتقتُ لكِ.... -عندما سألتكَ ذات مرة أيهما تصدق عينك أم قلبك؟لما كذبت وقلت قلبك -؟لقد أخطأت بالإجابة،ومن يخطأ سيع...