شَخصيِ المَاضّي

357 40 6
                                    

.

دَلفَ جاي مَنزِلَهُ مَعَ العَصائِر وَ بَعضِ الوَجباتِ الخَفيفة وأشياءُ سَيَحتاجونَها حَتماً فَأبصَرَ صاحِبَهُ جالِساً بِهِدوءُ مُنتَظِراً إياهُ

أطَلقَ تَنهيدّةٌ داخِلاً إلِيهِ واضِعاً ما اشتراهُ عَلّى الطاوِلّة

لِيَنطِقَ صاحِبُهُ بِبَعضِ التَساؤول

[لَقَد تَأخَرتَ!!وَأيضاً،أُريدُ طَرحَ سُؤالِاً ما عَليكَ لاحِقاً]

[لَقدَ بَحَثتُ عَن وَجَباتِ طَعامٍ أيضّاً،وَإسأل ما تُريدُ الآن لِما لاحِقاً]

تَرَدَدَ الآخرُ فِي حَديثِهِ قائِلاً

[حَسنّاً،الأمرُ فَقَط أنّي شَعَرتُ بِهالّةٍ مُريبة عِندَ تِلكَ الغُرفّة،هَل أستَطيعُ السؤالَ عَن مَا تَحتَويهِ؟!]

ظَهَرَ الحُزنُ عَلّى مَحياهُ عِندما سَمِعَ ما قالَهُ صاحِبَهُ مُعاينَاً تِلكَ الغُرفّة لِيَردِفَ بِغَصّة

[تِلكَ أشياءٌ لا تَستَحِقُ الذِكرَ]

سادَ الصَمتُ قَليلاً وَتَأمَلَ سونقهوون الحُزنَ فِي وَجهِ صَديقَهُ لِيَردِفَ مُقتَرِباً مِنهُ

[لا بأسَ يا صَاح،تَستَطيعُ البَوحَ لِي بِما يُؤلِمُكَ،لا تَقلَق]

غَرِقَ مُدمَعُ الآخَرَ لَكِنَهُ حَبَسَ دُموعَهُ مُردِفاً مُستَذكِراً ماضّيهُ

[لا أعلَمُ حَقاً،إلا أنَهُ قاسِ جِداً،لَقَد تَرَكَني ذاهِباً بِسُهولّة]

[مَن تَقصِد؟!]

[شَخصّي المُقَرَب،ام هَذا ما ظَنَنتهُ حَسَناً سَأُخبِرُكَ لكِن]

تَحَدَثَ بِنَبرةَ مَهزوزة بَثَت الخَوفَ فِي داخِلِ سونقهوون

[فَقَط تَكَلَم،يُمكِنُني الإصغاءُ لَك،أوَدُ مَعرِفَتَكَ أكثَرَ مِما أعرِفَهُ الآن،لا تَخشاني،لِما تَخشى الجَميعُ؟!الكُلُ يَتَمَناكَ صَديقاً فِي المَدرَسّة لَكِنَكَ تَتَجَبُهم،لِذَلِكَ أرَدتُكَ قَريباً لِكَي أفهَمَكَ،أُريدُكَ صَديقاً قَريباً ألا يُمكِنُ ذَلِكَ؟!،أستَطيعُ رُؤية حُسنِ خُلُقِكَ فِي بَراءة عَيناكِ،أنتَ تَتَظاهَرُ اللامُبالاة وَالبُرودَ لَكِنَ عَيناكَ تَشي بِكَ]

بَعضُ الكَلِماتِ الـّتي أدلى بِها سونقهوون صَنَعَت أثراً فِي صَميمِ المَعني سامِحاً لِدَمعِهِ بِالنُزولِ بِهِدوءٍ كَهِدوءِ لَيالي أُكتُوبَر  الأولّى

لَقَد تَحَدَثَ بِداخِلِهِ إلى خالِقِهِ مُتَمَنِياً ألا يَخسَرَهُ،فَهوَ عَزيزٌ الآنَ كَثيراً

تَنَهَدَ ماسِحاً ما تَبَقى مِن آثارِ الدُموعِ عَلّى خَدَيهِ مُتَحَدِثاً بِكُلِ ما يُؤذي فُؤادَهُ

Do I Trust Him?حيث تعيش القصص. اكتشف الآن