"18"

131 10 0
                                    




بلورة ثلجٍ صغيرةٍ محمولةٍ على الرياح ، تتمرجح بِخفةٍ مُتباهيةً بِرونقها الناصع ، سقطتَ على مِعطف تشانيول المُعاكِس للونِها ، لتذوبَ هُنالك وتختفي وكأنها لم تكُن يوماً .

عادت الضوضاء مُنتشرةً في المكان بَعد أن انتهى كُل ثُنائي من التقبيل ، مع حركتهم التي ملئت الشارع مُجدداً بعد ركودٍ دام ثوانٍ .

أبعد تشانيول شفتيهِ عن خاصةِ بيكهيون ببطئ ، وشيءٌ داخلهُ صَرخ ضد فِكرة الإبتعاد  ، زَفرَ أنفاسهُ بهدوءٍ ، مُفرِجاً عن عدستيهِ مُبصراً ملامحَ الآخر الساكِنة ، عيناهُ المُغمضة والحُمرة التي اكتست وجنتيهِ بِخفة ، مع شفتهُ المُنتفِخة بطريقةٍ لا تُقاوم .

فَتح بيكهيون عيناهُ بعد أن أستشعر تحركاتِ الآخر لتلتقي زرقاويتيهِ مع البُنيتين أمامهُ ، تأملٌ دامَ لثانيةٍ واحدة ، وبالثانية التالية ، هو لم يعلم لِمَ دَفع تشانيول عنهُ قبل أن يُوسع عيناهُ ويضعُ يدهُ على شفتيهِ .

"ما الذي تفعلهُ  !!"

"ا..نا أسف
لقد كان الحَل الوحيد كي نَهربَ مِنهم "
تكلم تشانيول مُتلعثِماً .

" بجدية !! ،
ألم تجد غير هذا الحل السخيف "
بيكهيون لم يعلم لِمَ كان مُنزعِجاً بشدة ، ومُبعثراً لهذه الدرجة .

" أخبرتُك بأنني آسفٌ لهذا ،
لستُ مُهتماً بتقبيلكَ صدقني كانت فقط ردة فِعل غير متوقعة "
تمتم تشانيول مُنزعِجاً هو الآخر .

قَلب بيكهيون عينيهُ وفَتح فمهُ بِنية رد الحديث لكن شخصاً ما أرتطم بهِ بشدة ليصرخَ بألم بعد أن سقط على مؤخرتهِ ،
وهو فَكر بأنهُ حتى عِظام مؤخرتهِ تحطمت الآن .

" هل أنت بِخير "

أسرعَ تشانيول ينحني نحوهُ ، واضعِاً يديه حول بيكهيون كَي لا يرتطم بأحد المارة خاصة وأن الأعداد كبيرة .
وقعَ بصرهُ على اليد النازِفة ليجفلَ موسعاً عيناهُ بِقلق

"يدكَ مجروحةٌ بِشدةِ ! "
نَطق يتفقد الجَرح العميق المُمتدة على طِوال مِرفقهُ الأيمن ، مُلوثةً بياض يدهُ ورِقتها .

" تباً ، ستتركُ نُدبةً واضحةً "
وَقف بيكهيون مُتكئاً على كتف تشانيول ، لينهض الآخر معهُ مُبصراً ملامح الصغير أمامهُ المُكشِرة بألم قبل أن يسقط بيكهيون مرة أخرى على ركبتيهِ أثر الألم الذي ضَرب ظهرهُ ،
ليلعن بيكهيون جسدهُ الضعيف لذلك .

The dark inside my soulحيث تعيش القصص. اكتشف الآن