الفصل السادس: كاذبة

3.2K 77 5
                                    


"رواد رائد الصياد ماذا تفعل عندك؟" دوى صوت رائد فوق الضجيج الذي كان يملأ المكان.

تجمدت رنيم ورواد عندما دخل رائد إلى المطبخ، والشيء الوحيد الذي كان يمكن سماعه هو شهقات يزن.

"أبي!" بكى رواد بشفقة وركض نحو رائد ليلف ذراعيه حول فخذي والده.

"ما الذي يحدث يا صغير؟" سأله وهو ينظر إليها بحيرة.

"العمة رنيم لم تصنع لي الفطائر!"

"كل هذا بسبب الفطائر؟"

أومأ رواد برأسه ووجهه مدفون في جانب رائد.

"ألم تستطيعي أن تعدي له بعض الفطائر فقط؟" 

سأل رائد بسخط ووضع يديه تحت ذراعي رواد ورفعه على وركه.

كان هذا أكثر مما تستطيع تحمله.

في غضون ثانية، كانت تندفع إلى الحمام، وقامت في الوقت المناسب بغلق الباب خلفها وصارت لا تستفرغ شيئا سوى عصارة صفراء في الحوض. سالت دموعها ثم تحولت لشهقات وهي تستند بيديها على المنضدة بينما تشطف الحوض. هي لم تتمكن حتى من الوصول إلى المرحاض.

رواد كان يتصرف كما لو أن منافقا تلبس جسده. رائد يتجاهلها تماما وريم لا تزال قلقة من عدم اصطحابها لها من المدرسة. وهي لم تكن متأكدة من أن عدي يتحدث طبيعيا.

وقد كانت حاملا ومريضة جدا لدرجة أنها لم تستطع الوصول إلى المرحاض حتى تتقيأ.

كل هذا كان أكثر من اللازم. لقد شعرت وكأنها كانت تتفكك ببطء.

أخذت نفسا عميقا بينما تسمع رائد يتحدث إلى الأولاد في المطبخ وسحبت إحدى مناشف اليد من الرف لتجفف وجهها.

الاختباء في الحمام لن يحل أي شيء ولم تكن لديها أي فكرة عن سبب وجود رائد في المنزل. إنها بحاجة لجمع شتات نفسها.

عادت إلى المطبخ لتجد عدي ويزن أنهيا للتو أكوابا صغيرة من الزبادي ورائد يصب لنفسه كوبا من الشاي. يالله، إن رائحته زكية.

"أرسلت رواد إلى غرفته"، أخبرها رائد بهدوء وهو يسلمها الفنجان الذي ملأه توا. "هلا شرحت لي ما كان ذلك؟"

"الفطائر"، ردت بمرارة وسحبت علبة مناديل مبللة من المنضدة حتى تتمكن من البدء في تنظيف أيدي ووجوه الصغيرين.

"لم أقصد..."

"لا يمكنك فعل هكذا أشياء يا رائد"، قاطعته بينما تساعد عدي على النزول من مقعده. "لهذا السبب يتصرف رواد على هذا النحو. أعني، كلنا نعلم أنك رب هذه الأسرة، حسنا؟ جميعا ندرك هذا جيدا. ولكن في كل مرة تهاجمني فيها لأن أحد الأطفال انفعل قليلا وانفجر بالبكاء، يعتقدون أنهم ليسوا مضطرين للاستماع إلي".

"أنا لا....."

"أنت تفعل." التقطت يزن من كرسيه المرتفع فدفن وجهه في رقبتها، من الواضح أنه لا يزال مرهقا قليلا من كل تلك الضوضاء.

زواج على ورقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن