1.
"دعونا ندخل بدل الحديث هنا في الشارع." قالت هيمينو ليلي وقادت بوروتو وزملائه إلى مبنى سكني جديد شاهق الارتفاع في المدينة الجديدة. أثناء عبورهم المدخل المضاء بألوان زاهية وذي جدران زجاجية، انحنى البوّاب احتراماً دون أن يبدي اهتماماً بمظهر ليلي.
حملت ليلي بطاقة هوية أمام المصعد دون أن تكلف نفسها عناء الضغط على أي أزرار. حكّ بوروتو رأسه متعجباً من هذا، دون أن يدرك ذلك كان المصعد قد ارتفع إلى شقّتها. فُتحت الأبواب بصوت دينغ، فوجد نفسه في غرفة المعيشة.
"هاه؟ ماذا عن أحذيتنا؟" قال مبدياً حيرته من عدم وجود مدخل.
"يمكنك إبقاؤها فحسب." أجابت ليلي.
كانت غرفة المعيشة كبيرة بشكل فاحش، بها جهاز تلفزيون بحجم فوتون* وبيانو كبير ذو لون وردي غريب. جلست دمى أرانب ودببة محشوة على أريكة مصنوعة من الجلد تبدو باهظة الثمن.
بينما كان بوروتو يحرّك رأسه ذهابًا وإيابًا ليرى كل شيء، أحضرت ليلي بعض الشاي ثم نقلت الدمى المحشوة إلى فوق البيانو لتفسح لهم المجال بالجلوس على الأريكة. تناول بوروتو رشفة من الشاي فانكمش وجهه، "إنه حلو!"
"شاي بالشوكولاتة. لطيف، أليس كذلك؟"
يبدو أن المخلوقات الغريبة المعروفة بالأيدولز* تبحث عن الظرافة في كل شيء حتى في الشاي.
حدّق بوروتو مرة أخرى في ليلي الجالسة أمامه في غير تصديق. شعر ذهبي مموج، عيون أرجوانية حادة. هيمينو ليلي بلحمها وشحمها، من الجانب الآخر من الشاشة.
"إذن... هلاّ شرحت لنا الموضوع." سأل ميتسكي دون أن يلمس كأس الشاي. "هل يمكنك إخبارنا لماذا ذهبت إلى حد ارتداء زي قطة للتحدث إلينا؟"
"صحيح..." بصوت كئيب، أحضرت ليلي ورقة بحجم بطاقة عمل وقالت: "وصلتني هذا الصباح."
كتبت على الورقة رسالة قصيرة بأحرف مائلة كما لو أن كاتبها قد استعان بمسطرة لتدوينها. إن لم تقم بإلغاء ليلة الماكارون الساحر، فسنقتل هيمينو ليلي أثناء العرض. هذا تحذيرك الأول والأخير.
"ليلة الماكرون* الساحر؟" رفعت سارادا حاجبًا.
"إنه اسم عرضي القادم." ردتّ ليلي.
"هناك احتمال أن تكون مجرّد مزحة،" اقترح ميتسكي وهو يفحص البطاقة. "هل تحدثت إلى وكالتك عن هذا؟"
"لم أقل شيئًا بعد!" قالت منتحبة. "لا أريد أن أخبرهم. إنهم عنيدون، سوف يلغون العرض!"
"ومع ذلك أعتقد أنه الخيار الأنسب!" قالت سارادا ببرود.
"عليّ أن أقوم بالعرض!" عبست ليلي. "كل أولئك المعجبين الذين رافقوني في هذا المشوار... لو ألغيت كل شيء قبل العرض مباشرة، فسيتخلون عنّي!"
"لن يتركوك بسبب شيء كهذا،" تمتم بوروتو.
"عشاق الآيدولز مخلوقات متطرّفة!" انحنت ليلي نحوه. "لديهم حالتين لا غير: إمّا أن يحبونك أو أن يكرهونك. إنهم يراقبون كل حركة أقوم بها. إن حدث وأخطأت بأي شكل من الأشكال، فسيكونون سعداء بإدارة ظهورهم لي."
قالت سارادا بلطف: "مع ذلك، من الأفضل تقديم طلب الحماية بشكل رسمي."
هزت ليلي رأسها. "الهوكاغي شخص حكيم. هل تعتقدين حقًا أنه سيترك العرض يستمر لمجرد أنّ آيدول أناني مثلي يريد ذلك؟ أعرف أنه سيلغي كل شيء!"
"لذا أتيت للتحدث إلينا بدلاً من ذلك." استنتجت سارادا.
"نعم. اعتقدت أنه يمكنني الحصول على نينجا لحمايتي خلف الكواليس إن طلبت ذلك من أحدهم مباشرة. ثم إنكم الفريق السابع! أنتم مميّزون! بوروتو، الابن الأكبر للهوكاغي السابع، ودم الهيوغا يجري في عروقه! سارادا، سليلة الأوتشيها وابنة هارونو ساكورا تلميذة الهوكاغي الخامسة! أمّا أنت... أنت غامض نوعاً ما يا ميتسكي. لا أعرف الكثير عنك، لكن أشعر بأنك شيء مميّز للغاية! وأيضا، تبدون لطيفين حقا!"
"لقد حقّقت بشأننا حقًا." بدت سارادا مرتابة.
"هذا السبب الأخير الذي ذكرته... أيكون السبب الرئيسي؟" تمتم ميتسكي غاضباً.
شعر بوروتو بالغضب أيضًا. على الرغم من أنه يفرح عادة عندما ينهال عليه المديح وعلى أسرته، إلاّ أنه لم يشعر بشيء سوى بالشك الذي ساوره في هذا الموقف.
امتلأت أعين ليلي الأرجوانية بالدموع، "إن كان الأمر يتعلق بالمال، فيمكنني أن أدفع. لم أستخدم شيئاً من الراتب الذي تقاضيته منذ أن أصبحت نجمة. لقد احتفظت به كله." قامت بإخراج شيك أمامهم.
"الأمر لا يتعلق بالمال،" شرع بوروتو في الكلام ثم رصد صف الأصفار على الشيك. واحد، عشرة، مائة، ألف... كم عدد بطاقات لعبة النينجا التي يمكنه الحصول عليها مع كل هذا المال؟
"لا يمكننا أخذ أموال لمهمة غير رسمية!" أعاده صوت سارادا إلى الواقع. "صحيح." وافق ميتسكي.
"ماذا؟!" فتحت ليلي عينيها على مصراعيها ووضعت يدها على فمها. "أهذا يعني أنكم ستأخذون قضيتي دون تلقي أجر؟!"
"لماذا تسمعين فقط ما تريدين سماعه؟!" صاحت سارادا. "هذا يعني أننا... لن نفعل!"
"أرجوكم..." توسلت ليلي وشفتها السفلى ترتجف، "سأفعل أي شيء! أوه! ماذا لو أعطيتكم تذاكر VIP لحفلتي الموسيقية؟!"
"لمَ قد نريد ذلك؟!" ضيّقت سارادا أعينها بشكل خطير.
بغض النظر عن مسألة الأجور، قفز عقل بوروتو على الفور إلى هيماواري وكيف لمعت عيناها وهي تحدق في ليلي في حفلها الموسيقي. كان متأكدًا من أنها ستتحطم إن حدث شيء ما في الحفلة الموسيقية، أو إن اضطرت ليلي إلى التوقف عن الأداء نهائيًا. ليس هيماواري فحسب بل كل عشاق ليلي في قرية كونوها.
"مهلا!" قال بوروتو بحرج. "لنأخذ المهمة! لا يمكننا ترك شخص في ورطة دون أن نساعده!"
"ما؟ من أين أتيت بهذا يا بوروتو؟ " نظرت إليه سارادا بارتياب.
"كل ما في الأمر هو... بصفتنا نينجا، لا يمكننا ترك هذا وكأن شيئا لم يكن."
تنهدت قائلة: "لم أقل أننا لن نفعل شيئًا. ولكن إن كنا سنقوم بمهمة، فيجب أن تكون بعد أن نتحدث إلى الهوكاغي-ساما."
"الهوكاغي في وضع صعب... إنه مسؤول عن القرية. لا يستطيع أن يجازف حقًا كما تعلمين. هذا بالضبط هو الوقت الذي يجب أن نتقدم فيه ونتصرف بمرونة!"
خطر ساسكي في عقله. كان بوروتو وراء سارادا وميتسكي في تدريبهما، لكن إن نجحوا في حراسة ليلي أثناء غياب ساسكي، فهو على يقين من أنّ معلمه سيرى مدى مهارته.
"حسنًا، لقد أصبت." خفت حدة موقف سارادا أمام حماسه. "ما رأيك يا ميتسكي؟"
"إن قال بوروتو أنه يريد القيام بذلك، فسأقوم به أيضاً."
تمت تسوية المسألة. شعر بوروتو بالامتنان اتجاه زملائه في الفريق وتثمينهم لصداقتهم. أنهت سارادا حصتها من شاي الشوكولاتة. "حسنا. علينا وضع خطة."
"أين المكان؟" سأل ميتسكي.
"قبة كونوها." سحبت ليلي كتيّباً مبتهجة. "أنهوا بناءها الشهر الماضي! إنه ملعب على شكل قبة. يفتح السقف المصنوع من البولي كربونات* ويغلق، لذا يمكن أن يكون العرض في الهواء الطلق، والردهة مصممة كالفندق. إنه مكان أشبه بالأحلام! يتّسع لخمسين ألف شخص!"
ضربت سارادا بكفّها الطاولة المنخفضة ما جعل الأكواب تهتز. "هذا خطير للغاية! خمسون ألف شخص! يعني أن كل قاتل في العالم يمكنه أن يحضر دون أن يكون محط أنظار. عملياً، أنت تطلبين منهم قتلك!"
"لهذا السبب أريد توظيفك!" احتجت ليلي. "ألا يمكن للأوتشيها استخدام الشارينغان للبحث عن الأشخاص المشبوهين..."
"عيناي ليست كاميرات مراقبة!" بدت سارادا وكأن أحد أوعيتها الدموية على وشك الانفجار.
"إذن يا ليلي..." قال ميتسكي بعد بضع دقائق من التفكير الهادئ. "أولويتك القصوى هي الغناء، أليس كذلك؟"
"أجل!"
"ألاّ تكوني في دائرة الضوء أو تجعلي الجميع ينظرون إليك، أليس كذلك؟"
"نعم!"
"هل ستغنين على المباشر؟"
"لا! سأقوم بمزامنة شفهية* بالطبع!"
"فهمت." غمغم ميتسكي ووجّه نظره نحو بوروتو. "إذن سنضطر إلى جعل بوروتو يقوم بالعمل الأصعب!"
"ماذا؟" رفع بوروتو حاجبيه.
ربّت ميتسكي على كتفه، "ستصعد على المسرح متنكراً كليلي."
________
الفوتون هو الفراش الذي ينام عليه اليابانيون.الماكارون حلوى فرنسية عجينتها مصنوعة باللوز.
البولي كاربونات مادة بلاستيكية مقاومة للحرارة العالية والمنخفضة، للتشوه والخدش والاشتعال، مشكلة من صفائح شفافة متراصة، وتستعمل عادة على الأسطح. (مقاومة للأشعة)
الأيدولز idols لم أترجم الكلمة إلى نجوم أو مشاهير لأن كلمة آيدول والتي تعني أيضاً معبود، معشوق أو صنم معبرة أكثر.
تقصد بالمزامنة الشفهية أنها ستحرك شفتيها فقط في حين يعرضون تسجيلا صوتيا لها قامت به في الاستوديو.
أنت تقرأ
Sasuke Shinden: Shitei no Hoshi - ساسكي شيندن: المعلم والتلميذ النجم
Truyện Ngắn🔹الترجمة العربية الكاملة لرواية: ساسكي شيندن المعلم والتلميذ النجم. 🔹كتابة: جون إيساكا (Jun Esaka) تحت إشراف ماساشي كيشيموتو عن المانغا الأصلية (ناروتو 1999-2015/بوروتو 2016). 🔹رسم الغلاف: ماساشي كيشيموتو (Masashi Kishimoto). 🔹تاريخ أول إصدار (...