سَأتبَعُكَ

330 42 1
                                    



إنتَهَت لَيلَتَهُم المَاضِية بِأفكارٍ مُختَلِفة لُكِلٍ مِنهُما،جاي إنشَغَلَ عَقلَهُ بِالتَفكِير بِذَلِكَ الماضي وإنشَغَلَت عَيناهُ بِصُنعِ مَجرى لِدُموعِهُ التّي آبت البَقاء فِي مَضجَعها،أما سونقهوون فَقد إنشَغَلَ عَقلَهُ بِعَقدٍ العُهود وَالقَسمَ عَلّى أن يَكونَ الشَخصَ الأفضَلَ الـّذي ذَكَرَهُ ذَلِكَ المَاضّي القاسِي،بَينَما إنشَغَلَت ذِراعاهُ بِإحتِضانِ الباكِ بِشِدّة مُخبِراً إياهُ أنَهُ لَن يَكونَ كَشَخصَهُ الماضّي رُغمَ تَلَقِيهُ مِنَ الطَرَفِ الآخّر غَير الشَهقاتُ العالِية

فِي اليَوم الـّذي تَلاهُ

إستَيقَظَ جاي وَقَد كانَ لايَزالُ سونقهوون بِجانِبَهُ،تَأمَلَهُ قَلِيلَاً لِيَرتَجِفَ جَسَدَهُ،كَيفَ وَثِقَ بِهِ فِي الأمسِ بِبَساطّة هَكذا؟! أم أنهُ ضَعيفٌ جِداً لِدَرَجةِ أنَهُ سَيَفصَحُ عَن الأمرَ لِأي أَحَدٍ يَسألَهُ،أغلَقَ مُقلَتاهُ بِقوةَ مُحاوِلاً جَمعَ شَتاتَهُ لِوَضعِ خُطة لِيَومِهُ بَعدَ ما حَدَثَ أمسٌ.....

جَاي قَرر أن يَعيشَ بِطَبيعية أخِيراً بَعدَ أن أفصَحَ عَن ما يُهلِكُ كِيانَهُ.

إستَقامَ لِصُنعِ بَعضِ الطَعام مِن أجلٍ الإفطارٍ

بَينَما رأسَهُ سَيَنفَجِر مِنَ التَفكير

أنَ أكثَرَ ما يَجولَ بِخُلدِهُ الآن هوَ كَيفَ سَتَكونُ مُعامَلةَ سونقهوون لَهُ بَعدَ ما عَلِمَ بِهُ

[صَباحُ الخَيرُ]

صَوتُ الفَتَى الهادِء الـّذي دَخلَ المَطبَخ لِلتَو جَمَدَ الآخر

إستَدارَ بِجَسَدِهِ ثُمَ وَجهَ نَظرَهُ إلَيهِ بِتَشَنُج وَأردَف

[صَباحُ النور]

لَقد كانَ يَبدو لَطيفاً جِداً

شَعرَهُ مُبَعثَر بِشَكلٍ مُضحِك وَعَيناهُ شِبهُ مُغلَقه

وَجههُ مُنتَفِخٌ كَفَرخِ البَطِ صَغيرٌ

إبتَسَمَ تِلقائِياً لِمَنظَرِهِ المُضحِكُ

[لَم أَعلَم أني وَسيمٌ لِدَرجَة أن أجعَل السَيد بارك جاي البارِد كَالجَليد يَبتَسِم بِإشراقٌ مُنذُ أولِ الصَباحُ]

إستَدارَ لِيُكمِلَ ما يَفعَلُ راداً عَلّى ذَلِكَ الفَتى النَرجِسي بِجُملّة وَاحِدة تَقلِبُ تَعابيرَهُ

[لَستَ وَسيماً،بَل مُضحِكٌ]

أقسَمَ الآخرُ عَلى خَنقِهُ لِيَركُضَ بِإتِجاههُ وجاي قَد شَعرَ بالخَطَرُ بِالفِعلِ فَراحَ هارِباً مِن جنونِ الآخر

[إن كُنتُ أنا مُضحِكٌ فَأنتَ نُكتة يا سَيد أحمَق]

[مَاذا؟!!]

تَوَقَفَ فَجأةٌ وَنَظَرَ لَهُ بِحِدّة جَعلَت الآخر يَجفَل لِلَحظة

إلا أنَهُ لَم يَستَطِع حَبسَ قَهقَهاتَهُ العالِية

هوَ يَعرِف كَيفَ يُجَمِدَهُ خَوفاً بِالفِعلٍ

أما الآخّر فَقَد كانَ سَيَلكُمه لِلَحظه

[هَل هَذا مُضحِكٌ؟!]

قالَ بِنَبرة حَزينّة وَتَصَرَفُ وَكَأنَهُ سَيَذهَب

لَكِن جاي لَم يَسمَح لَهُ

[سونقهوون~اه،لَقد كُنت أمزَح وَحسبٌ،آسِف]

إبتَسَمَ الآخّر لِيعودَ لِلجِلوسَ ثُمَ يَردِف

[أُريدُ تَناوُل الشُعيرية سَريعةٌ التَحضير]

[هَل أنا زوجَتُك؟!لَقَد طَهوتُ مُسبَقاً الطَعامَ الصِحي بِالفِعلُ]

عَبسَ الآخّر  لِأنَ جاي اللَطيف إختَفى مَرة أُخرى

[سونقهوون،شُكراً لَك]

[مِن أجلِ ماذا؟!]

[فقَط،لِجَعلي أشعُر بِذَلِكَ الشُعور مَرة أُخرى]

[أيُ شعور؟!]

ذَلِكَ الـّذي يتحَدَثُ بِغباءٍ يُدرِكُ تَماماً عَن ماذا يَدورُ حَديثُهم،لَكِنَهُ يُدرِكُ أيضاً أنَ التعبير سيخونَهُ،وأنَهُ لَن يَقولَ كلامّاً مَفهوماً إن تَصَرَفَ بِإدراكٍ

والطَرَفُ الآخّرُ فَهِمَهُ،وَتَصَرفَ كأنَ شَيءً لَم يَكُن،أجَل،هَذا هوَ التَفَهُمُ الـّذي يُنقِذُ العَلاقات


[إذاً،ماهَيَ خُطَطُكَ لِليَوم؟!]

بادَرَ سونقهوون بِالسُؤال بَعدَ إنتِهاءٍ الطَعامُ

لِيُجيبَ جاي بِهِدوءٍ مُريحٍ وَ نَبرّة حَنونة

[اليَومَ لا خُطط مُسبَقة،فَقط سَأتبَعُكَ]

يتبع...

Do I Trust Him?حيث تعيش القصص. اكتشف الآن