خَطى يسير ببطئ مُثقلاً بأفكارهِ ، غير مُنتبهٍ لِلأشخاص الذين أنحنوا لهُ عِند دخولهُ، رافِعاً رأسهُ بنظِرة فارِغة ، مع خصلات شعرهِ الداكن التي تتراقص على جانبي وجههُ .قدماهُ قادتهُ نحو غرفتهِ في نهاية المكان ، فتح الباب ليدخُل مُتنهِداً بحُنق ،
هو ليس لديهِ المِزاج ولا الرغبة بالعمل اليوم لكنهُ مُجبراً ، لغيابهِ لمُدة يومين ، حتى وإن كان في مقامٍ عالي ، هذا لا يمنحهُ حق التغيب عن العمل بدون حجة .فَتح هاتفهُ ينقر على جِهة الأتصال ، ليختار أسماً وينقرُ عليه ،
جَلس خلفَ مكتبهُ يهزُ قدميهِ بتوترٍ ، هاتفُ صديقهُ مغلقُ مُنذ الصباح ، لذا شعر ببعض القلق يتسللُ لقلبهِ ، خاصةً وأن كاي لا يُغلقُ هاتفهُ أبداً .زَفر بإنزعاج بينما يدعُك زاوية جبينهِ ، عَل عُقدة حاجباهُ تنحلُ قليلاً ويذهبُ عنهُ الغضب ، لكنهُ عَلم أنهُ سيكون يوماً مُزعِجا وطويلاً خاصةً وأن الشُرطي قبل قليلٍ أخبرهُ بأن رئيس شركة الأدوية في غُرفة الأستجواب ، وأنهُ يجب عليهِ الذهاب هُناك فوراً .
حَمل الملف الذي كان على طاولتهِ ونهض يتجهُ نحو الخارج ، بأمل أن ينتهيَ هذا اليوم سريعاً ، مع أنهُ كان خائفاً قليلاً ، رُبما ، من العودة للبيت بعد الكذبة الصغيرة حسب قوله ، التي أدعاها على بيكهيون ، بأنهُ زوجهُ ، ثم غادرَ مُسرِعاً بعد أن رأى الشرارات تخرجُ من عينيهِ ،
وبينما هو كان يخطو نحو غُرفة الأستجواب ، رَجحَ بأن فِكرة الرجوع للبيت مُبكراً ستكون فِكرةً سيئة .هَز رأسهُ بِخفة يطردُ الأفكار التي تُشتتهُ ووضع على وجههِ نظرةً حادة بعد أن شَد يدهُ على الملف ، ثم دَلف بخطواتٍ واثقةٍ نحو الداخل .
غُرفة مُظلِمةٌ عدا من الضوء الوحيد المُتدلي من السقفِ نحو الطاولة الحديدية في مُنتصفِ الغُرفة ، التي يجلسُ إليها رجلٌ مُكبلٌ بأصفادٍ ، بشعرهِ الأشقر المرفوعِ وملابسهِ المُرتبة بِعنايةٍ ، من النظرة الأولى تظنُ بأنهُ جالِسٌ في موعدٍ ، وليس مشبوهاً بهِ في جريمة قتلٍ .
وقعت عيني تشانيول على جسدهِ المُتكئ بأريحيةٍ على الكُرسي ، وإبتسامةٍ مُستفزةٍ رُسمت على وجهِ الأخير حينما جَلس تشانيول أمامهُ .
" مُلازم بارك ، أشتقتُ لكَ حقاً
مُنذ متى لم نلتقي هُنا ؟"
نَطق رافِعاً حاجبهُ بأستهزاء عِند الجملة الأخيرة .وضع تشانيول الملف أمامهُ وفتحهُ ، مُتجاهِلاً كلماتهُ، بِحُكم أنهُ يعلم أن الجِدال معهُ لن يقود إلى نتيجةٍ .
أنت تقرأ
The dark inside my soul
Mystery / Thrillerقلبك المُلقى على قارعة الطريق لم يلفت أحد سواي كان يبدو مُغرياً ، رُغم أتساخ ما حوله فقط حين أقتربت أدركت لِمَّ بقيَّ وحيداً حين ألتّفت الحبال حولي و أُطبق الفخ .