الثاني عشر من نوڤَمير، السماء صافية في مساء يومٍ لن يكون شيئاً غير أنهُ اعتيادي، فمنذُ أن استيقظت قبل دقائق وأنا أسمعُ صوتُ صرير الباب يحتكُّ بين طبلة أذني كالمعتادطنينه مزعج، ولذلك خطواتي كانت تتسارع بالنزول أكثر ولكن هذه المرة أيضاً صوتُ أقدامي كان هو من يزعجني أكثر، أحس بلوعةٍ في صدري كلما شارفت الوصول لبابِ المطبخ، صوتُ الراديو، صوت الجريدة في يد والدي وهو يقلّبها ادعاءً بالاهتمام، المايكرويف، وأختي الصغيرة وهي تتحدث بلا توقف، تعكّر مزاجي بالفعل
اللعنة..
هسهسةُ بغضب حين دخلت، أفتحُ باب الثلاجة بقوة، أُخرج الحليب وأسكُب لي في كوبٍ كبير أرتشفه بسرعةأعطيني
فردتُ يدي أنظر إلى أُختى الصغرى بعينيها الخائفتين وهي تحدّق بي، تأففتُ أسحب قطعة الكعك من يدها خارجاً من هُناكاحرص على أن تجدَ وظيفةً اليوم
توقفتُ عند عتبة المنزل، ما هذا؟ ما شأنهُ بي؟عدت بخطواتي إليه وصوت الباب في الأعلى ما زال يرنُّ كرنين العصافير المقرف في هذا الوقت المقرف أيضاً
ما شأنُك؟
أبعدَ جريدته يرتشفُ كوب الشاي أمامه دون التحديق بي، ثوانٍ كانت حتى وقف يمرُّ من جانبي بصمتٍ كامل، حقاً؟قُلت ما شأنك!
رفعتُ صوتي حتى شعرتُ بوالدتي تتوقف عن جلي الأواني، سكونٌ عم في اهتراء هذا المنزل المُزيّف ولكن ليسَ في جسدي أنا، روحي معاقةٌ بالحرارة الدائمة، لذلك لن يصلني هذا السكون الذي أستشعره فيهم طوال الوقت، حتى وإن كانَ زيفاًلأخرج من المنزل؟ هل حقاً تظنني سأسيرُ كما تشتهي أنت؟ إذا كنتُ سأخرج من هذا المنزل فذلك سيكونُ لأنني رغبتُ أنا بذلك وليسَ أنت، افهم ذلك جيداً
قلت له باحتداد بينما أعود باتجاه الباب ألبسُ حذائي وأربط خيوطه البيضاء بقوة، لا يجيب، لا أحد يجيب، صوت الراديو انخفض ولكن، ما زال الهواء يداعب حدائد الباب يُغيضني، وينجح كلياً بذلك، حتى صوت أخي الأصغر حين تحدث بهدوء كان يغيضنيجونغكوك، تأخرنا
إخرس أنتَ أيضاً
قلت بنبرةٍ حادة أخرج مغلقاً الباب بقوة، أهندم حقيبتي وأسير بعيداً عن كل الأشياء، بعيداً حيثُ لن تكون العودة قريبة
أنت تقرأ
ثأرُ الرِّياحْ|TK
Romansaإذا كان سيمضي، لماذا بدأ؟ إذا الرّيحُ ستأخُذ خصيلاتك من بينِ يداي وتداعبها لماذا.. واصلتُ محاولة تطهيرِ يداي برائحة شعرك، أكثر.. دونَ أن تعلم، أكثر.. حتى خفقَ صدري يتعدّا سُرعة الأيام. أردتُ أن أسأل، لِماذا؟ ولكنّ حجم أسئلتي كان أكبرُ من اللغة.