part1

7 0 0
                                    

نهضت ليالي التي لجأت إلى النظر في المجلة وهي لا تراها ولكن كي تسرق القراءة بعض قلقها حتى نظرت له بلهفة وكانت يداها ابطأ من قلبها الذي ركض ليضمه ...


قبّل آدم يدها بنظرة محبة دون أن يتفوه بأي حرف فيكفي ما يعانيه ، قالت بعبرة تركت مقلتيها وآبت المكوث:-


_ انت كدا بتعذبني يابني ، مش برتاح وانا شيفاك كدا ، محدش حارب عشانك أدي ...انا امك
وافقها. بهزة من رأسه ثم قبل رأسها أيضا بقوة وقال وكأن الحروف تتلوى بألم بين شفتيه :-
_ أمي وكل حاجة ليا
وقع رأسها على صدره ببكاء ، صادقه ابتسامة حنونة وقالت وقد تظاهرت بالمرح :-
_ راسي بتيجي اقل من كتفك ،انت طويل أوووي كدا ليه !
فهم مشاكستها هذه وربت على كتفها دون أي تعابير مرحة على وجهه ثم ذهب لغرفته العلوية البعيدة .....
وضعت ليالي يدها على قلبها بدعوات مترجية إلى الله كي يرطب قلب ابنها المتألم
____________________________صلّ على النبي
ذرعت غرفتها ذهاباً واياباً بعصبية ثم جلست على مكتبها الخشبي ذات اللون الفضي ببقع وردية وسبح بها الفكر في شن حملة هجومية كي تأتي بمرادها في الآخير ....
دلف آدم إلى غرفته الواسعة المدهونة بلون الفيروز القاتم واثاث راقٍ مثل ذوقه في كل شيء حتى في ملابسه الانيقة دائمًا ....وقع نظره على حقيبته السوداء التي يحتفظ بأوراقه بداخلها عندما يذهب إلى عمله گ معيد في الجامعة ...فتح الحقيبة ليخرج بعض الأوراق التي تذكر أنها تحتاج لمراجعته شخصيا بشكل ضروري حتى لمح بأحد كتبه ورقة ملونة ....
وافقه التعجب وتطلع إليها بدهشة ثم فرد طياتها ليرتفع حاجبيه عجبا من مراهقة من كتبت هذه الكلمات الساذجة كمعجبة ضمن معجباته الكثر من فتيات الجامعة التي لا تيأس واحدة منهنّ في جذب انتباهه ....دفع الورقه جانبا ثم أخذ أوراقه على مكتبه للمراجعة .....
لم يلاحظ أن الورقة قد وقعت على فراشه ....
______________________ استغفرك ربي وأتوب إليك
وقع زمام الفكر على مواجهته حتى خرجت مريم من غرفتها واتجهت بتسلل إلى الأعلى وقليلا ما كانت تفعل ذلك ، المتها قدمها قليلا حتى وقفت أمام غرفته بقرع طفيف ...
رفع رأسه محظرا من الطارق ..نهض بجسده الرياضي حتى فتح الباب ليتفاجئ انها من تُلقب نفسها شقيقته !
زفر بحدة غير مفهومة ثم عاد للداخل ووالها ظهره بضيق ونظر لشرفة غرفته واضعا يداه في جيوب بنطاله الأسود ، نظرت مريم بغيظ وهي تتساءل بحيرة لماذا يحملها طيلة هذه السنوات ذنب لم تقترفه :-
_ ممكن اطلب منك طلب ؟
ضاقت عيناه بإتجاه الشمس الذي لاحت للذهاب بعودة قريبة أردف بصوت رجولي رخيم :-
_ اتفضلي ،وبسرعة عشان مش فاضيلك
شعرت بألم قدماها يصرخ فأقتربت لكي تجلس بأقرب مقعد ، زاوى المقعد من فراشه بالصدفة حتى لمحت الورقة وهي تجلس ، شعرت بالفضول الحارق لمعرفة سر هذا الورقة التي تبدو أنها خاصة بالفتايات ....بدأت في الحديث وحاولت تتجنب النظر اليها :-
_ انا عايزة اعمل عيد ميلادي والكل رافض
زفر بغضب حتى توجست من صوت زفيره الذي يعلن ثورته الجنونية التي تسكن بداخل هذا الرجل ....
قال بصوت يهدد :-
_ والمطلوب مني ؟
لم تستطع تجنب الورقة أكثر من ذلك ، استغلت أنه ينظر للأمام وأخذت الورقة بخفة من جانبها ثم قالت مراوغة :-
_ المطلوب منك أنك ...
توقفت عندما قرأت أول كلمات ، تورد وجهها من الغضب الذي لما تعرف أنه انتابها ! ، مزقت الورقة لقطع ولم تأبه لاظهار غضبها حتى سمع حفيف الورق وهو يتمزق واستادر لتتسع عيناه بذهول .....
نهضت والتمعت عيناها بالدموع :-
_ يعني كلكم رافضين تفرحوني بعيد ميلاد بس حضرتك مش بترفض انك تتسرمح مع بنات ويبعتولك كلام وقح كدا .....
لم يبذل مجهود عندما اقترب منها ووقف أمامها وعيناه قد أسودت من الغضب ..هتف بها :-
_ احترمي نفسك يا مريم عشان هتندمي
اتسعت عيناها بعنف وهتفت به وجسدها ينتفض بشيء مجهول يسري بداخله دون أن تعرف ماهو :-
_ لو ما احترمتش انت نفسك وبطلت تمشي مع بنات انا هقول لبابا وافضحك ...
اغمض عينيك حتى يتمالك اعصابه ولكن لم يستطع ، جرها من يدها وخرج من غرفته ، قالت وهي تبكي :-
_ رجلي حرررام عليك ، مش قادرة امشي
لم يكترث لصراخها بل فتح غرفتها ودفعها بداخلها حتى وقعت على مقعد وثير أمام المرآة
حملق بها بعنف وشراسة ثارت بمقلتيه :-
_ اللي المفروض يحترم نفسه انتي ، تيجي اوضتي ليه ؟! ، تفتشي في حاجاتي لييييييه !؟ ، مالكيش أي حق في ده ، لو بس اتجرأتي وعملتيها تاني استحملي اللي هيحصلك
ارتعش جسدها وأرادت أن تنهض ولكن الم قدمها منعها ثم أشارت له بيدها وهي على حافة الثوران :-
_ ليااااا حق ، واعمل اللي انا عايزاه انت مش هتمنعني ، ومش خايفة من تهديدك وهقول لباااااابااااا
اقترب منها وكاد أن يصفعها حتى منعته يداها التي اسرعت لاختباء وجهها وهي تنتفض من الخوف وتصرخ
ايقن بداخله انها لو كانت رجلا لالقاه أرضاً من اللكمات ولكن سيقلل من نفسه أن فعل

عشق وسلاسلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن